الليالي السوداء
سيدي.. أروي لك قصتي بعد تردد طويل ـ فقد ضاقت بي الدنيا واعياني البحث عن شريكة لما تبقي من العمر ـ فلعلني وهذا ما ارجوه ـ أن أجد لديكم حلا لمشكلتي ـ أو علي الأقل نصيحة وزادا من الصبر.
تزوجت عام84 زواجا تقليديا من إنسانة فاضلة وكانت تكبرني سنا بعام ونصف العام وسارت بنا الحياة رتيبة وسعيدة علي غير ما كنت أرجوه.
ورزقنا بعد عام ونصف العام بمولودنا الأول واستمر بنا العيش الهنئ إلي أن رزقنا بمولودنا الثاني ـ بعد المولودة الأولي بثلاثة أعوام ـ وللأسف كان المولود الثاني غير عادي منذ ولادته وسارت الأيام إلي أن اكتشفنا انه يعاني من قصور في الفهم والإدراك, ما يسمي التوافق العضلي الحركي وتأكد لنا بعد رحلة طويلة مع الأطباء المختلفين ـ كل في مجال تخصصه ـ أن ابننا الثاني من ذوي الاحتياجات الخاصة, مما سبب لنا الما شديدا. وكانت زوجتي ترفض من داخلها تقبل الأمر وتتعامل معه من داخلها علي أنه طفل عادي لدرجة أنه عندما بلغ طفلنا عامه الخامس قدمت له في إحدي مدارس التعليم الخاص باللغة الانجليزية متعللة بأن ابننا الثاني يجب أن يكون مثل اخته الكبيرة والتي كانت في إحدي مدارس اللغات الخاصة بالمهندسين.
ولم يستمر ابننا هذا في المدرسة سوي اليوم الأول للدراسة فقط إذ أرسلت لنا المدرسة لنأخذه واعادوا لنا المصروفات واستمر رفض زوجتي لتصديق أن هناك قصورا ذهنيا يعاني منه ولدنا, واستمرت رحلة التردد علي الأطباء حيث كان التشخيص أن عمره العقلي يقل عن عمره الزمني وانه يندرج تحت ما يسمي بطء التعلمslowlerner وان كان يقوم بخدمة نفسه ويتحدث في كل الأمور ونسبة ذكائه65% وبرغم محاولاتي الفاشلة لإقناع زوجتي بتقبل الأمر إلا أنها استمرت في رحلة البحث عن مدارس عادية دون جدوي.
ولأن حظي عاثر عاثر ـ فبالإضافة إلي مصيبتي في ابني بدأت زوجتي تشكو من آلام في ثديها وبعد تردد طويل علي الأطباء ـ وأنا احكي باختصار شديد لما قبل ولما بعد ـ اكتشفنا أن زوجتي مصابة بسرطان الثدي. وباختصار تم استئصال الثدي. واعقب هذا حالة من النكد والحزن والاحباط والخوف مما هو آت وتخيل السيناريو الأسود المعروف ودخلت في دوامة في العلاج الكيميائي والتحاليل والاشعات لمدة5 سنوات وللأسف تزداد الحالة سوءا إلي أن انتشر المرض في باقي الجسد وجاء يوم لا يمكن أن انساه
إذ توجهت بالتحاليل إلي الطبيب الكبير المعالج فظهرت علي وجهه علامات الحزن فقلت له: أنا رجل قوي وأرجوك أن تخبرني كم تبقي لها من العمر؟ فقال امامها4 أشهر فخرجت من عنده وأنا اترنح ولم ادر كيف عرفت الطريق إلي بيتي الذي دخلته وكان الكل ـ زوجتي وابني وابنتي نياما ـ وزوجتي في نصف السرير تحتضنهما. فوقفت انظر إليهم ودموعي تنهمر وأنا أقول لنفسي: يا أولادي أمامكم4 أشهر وتصبحون يتامي ويا زوجتي أمامك4 شهور وتودعين أولادك وزوجك والدنيا وتتركينهم يتامي وتتركيني وحيدا, ولك ان تتخيل مشاعري هذه الليلة.
وبالفعل رحلت زوجتي عن الدنيا في حدود ما قاله الطبيب.
زوجتي كانت تعمل مهندسة في شركة كبري وكانت لها زميلة وصديقة تسأل عنا تليفونيا وتهتم بأمرنا بعد رحيل زوجتي وعلي مدي ثلاث سنوات, ومرة ذهبت لابنتي الكبري بالمدرسة وأخذت لها بعض البسكويت والشيكولاتة وعندما أخبرت أخوتي بسؤال هذه الإنسانة علينا قالوا لي لماذا لا تتزوجها؟ ولما كانت اعباء تربية ابني وابنتي أكبر من طاقتي ـ قررت الزواج منها وعرضت عليها الأمر فوافقت فورا ـ وبالفعل تزوجنا واكتشفت بعد3 أسابيع واحبطني ما اكتشفت ـ أن زوجتي من النوع القاسي وليست علي علاقة طيبة مع ابني ـ بعكس ما كانت تدعيه قبل الزواج فكان الطلاق بعد نحو شهرين ونصف الشهر بعد الزواج.
وعادت حياتي لسابق عهدها: خدمة الأبناء ونفسي والوحدة.. واجترار الذكريات.
وانقضي عامان إلي أن ظهرت في حياتي الزوجة الثانية مطلقة ولديها ولد يكبر ابنتي الكبري بعامين.
وللتغلب علي مشكلة ابنها وابنتي اتفقنا علي أنها ستترك ابنها مع امها اذ لا يصح الجمع بين الثلاثة.
وبالفعل تم الزواج الثاني ـ وللحقيقة كانت زوجة رائعة معي ومع بناتي ـ إلا أن جمال الحياة لا يدوم ولا السعادة إذ كانت لزوجتي أم محبة للخراب هادمة للسعادة كارهة لي من اليوم الأول لزواجي من ابنتها اذ خيرت زوجتي بين أمرين ـ أحلاهما مر ـ وهما إما أن تأخذ زوجتي ابنها ليعيش معنا وما أن تذهب زوجتي لخدمة ابنها أثناء إقامته مع والدتها.
ولرفضي ـ طبقا للاتفاق ـ أن يقيم ابنها معنا في البيت في وجود ابنتي كانت زوجتي تذهب لخدمة ابنها عند أمها بما فيه استقبال مدرسي الدروس الخصوصية الذين ينهون دروسهم لابن زوجتي في وقت متأخر من الليل وكانت زوجتي تطلبني تليفونيا للاستئذان في المبيت عند أمها لتعذر العودة وليوم واثنين وأربعة وحتي انتهاء الامتحانات وبعدها كانت زوجتي شبه مقيمة مع ابنها بعيدا عنا فكنت برغم كوني متزوجا إلا أني أقوم بخدمة نفسي وابني من كل أمور المنزل كاملة أي عدت ثانية رجل عازب.
فآن لهذا الأمر أن ينتهي, اتصلت بزوجتي لأخيرها بين أمرين زوجك أو ابنك فاختارت ابنها وكان الطلاق والحسرة والندم.. واجترار الذكريات.. مضي عام تقريبا وأنا اجمع ما بين كل الحالات الاجتماعية وحيد.. أرمل.. أعزب.. مطلق مع ابن ذي احتياجات خاصة.. وابنة أخري علي عكس اخيها شخصية جدلية متفتحة.. منطلقة.. متعبة. وانا متعب وتقتلني الوحدة.. ودارت الأيام.. ومرت.. إلي أن القت الحياة في طريقي بالزوجة الثالثة فكانت الطامة الكبري والمصيبة التي قصمت ظهر حمال المصائب وكان زواجي منها هو بحق غلطة عمري إذ كانت تحمل كل أنواع الشر طماعة ونكدية وقاسية علي ابني خاصة الكبري ولم تأخذها رحمة بالطفل الصغير احالت بيتي وحياتي إلي جحيم لدرجة ان ابنتي الكبري هددت بترك البيت والهروب منه, فكان قرار الطلاق بعد4 أشهر من الزواج.
والآن بقي لي نحو4 سنوات أرمل/ مطلق/ عازب/ وحيد وتفاقمت معاناتي: إذ أصيبت ابنتي الكبري بمرض مزمن اكليل علي رأس الليالي السوداء.
زوجة توفيت بعد مرض عضال, و3 زيجات فاشلات.
ما اطلبه وأنت نقطة الضوء الوحيدة والأمل الباقي هل تبتسم لي الحياة وأجد زوجة ترعي في الله وفي ولدي؟ وتقبل ظروفي وتقاسمني ما تبقي من العمر؟.
علما بأني رقيق المشاعر ـ محب للحياة ـ لدي رغبة كبيرة في أن أجد من أسمو معها فوق آلامي, خاصة أني في وظيفة جيدة ودخلي يسمح بحياة كريمة.. أرجو مساعدتكم لي سواء بنشر رسالتي أو بإيجاد حل ـ أو حتي بإعطائي جرعة من الصبر ـ هو الأمل الوحيد اليتيم الباقي وإلا فعلي أن أردد: أنا من ضيع في الأوهام عمره!.
{{ سيدي.. من حقك أن تحب الحياة وتكون لديك رغبة وإرادة لتجد من تسمو معها فوق آلامك. وهذا الاختيار أفضل من الإحساس بالهزيمة أو الاستسلام للاكتئاب بوضع إكليل اليأس علي رأس الليالي السوداء كما وصفتها في رسالتك.
ولكن دعني أفكر معك بصوت مرتفع, وأنظر إلي حياتك وحياة ابنيك, الماضية والمقبلة بإذن الله ـ من زاوية مختلفة, غير التي حصرت نفسك فيها, ولم تجد حلا سواها. فأنت يا صديقي تصر علي السمو فوق آلامك من باب واحد لا تري غيره, وهو باب الزواج, طرقته ثلاث مرات بعد وفاة زوجتك أم ابنيك, الأولي والأخيرة تكشفان عن سوء اختيار وعدم التمهل والتأكد من انهما قبلتا الزواج بك بحثا عن الاستقرار ومحبة في العطاء أملا في كرم الله وإرضاء له برعاية يتيمين أحدهما مريض ويحتاج إلي رعاية خاصة.
وحتي عندما أنعم عليك القدر بسيدة رائعة ـ علي الرغم من سوء والدتها كما ذكرت ـ لم تلتمس لها الأعذار, ولم تعنها علي ظروفها الصعبة حتي يجتاز ابنها الامتحانات, بتوفير مرافقة لابنك المريض, وكنت قاسيا عندما خيرتها بينك وابنيك وبين ابنها, وكأنك تتوقع منها ـ وهي الأم ـ أن تضحي بابنها وتفعل ما لم تفعله أنت.
سيدي.. أنت تعيش ظرفا خاصا جدا, مؤلما, ولكنه لا يمنحك حق وضع شروطك بل كان عليك أن توقن وترضي بتقديم العديد من التنازلات, ولكنك لم تفعل.
وها أنت مرة أخري تفكر بنفس الطريقة, وتري أن حلك الوحيد في الزواج, علي الرغم من التجارب الأربع الصعبة والقاسية, وتقدم ابنك وابنتك في العمر, مما يرفع عنك بعض العبء وبعض ما عانيته عبر سنوات طويلة أتفهم جيدا كم قاسيت فيها. أليس من الأجدي الآن البحث عن مديرة للمنزل, سيدة تحتاج إلي عمل حتي لو لم تقم معك في المنزل, تتولي أمر ابنك, أما إبنتك فيمكنها الاعتماد علي نفسها, ولا تدخل نفسك في تحد مع القدر, حتي تأتيك الفرصة المناسبة بمن تطرق قلبك أو عقلك وترضي ظروفك وتتفهما وتعرف أنها ستضحي من أجلك.
سيدي.. أنا لا اصادر علي حقك, وها هي رسالتك أمام قارئات بريد الجمعة وأعرف أن كثيرات سيعرضن الزواج بك, ولكن التجربة علمتني أن من يقبلن الزواج بهذا الأسلوب يكن في ظروف قاسية يحاولن الهروب منها أو يبحثن عن فرصة زواج حتي لو مؤقتة.
ومع ذلك يبقي الأمل في سيدة فاضلة, تتلاءم ظروفها مع ظروفك, وتكون لديها الرغبة في مواصلة الحياة مع أنيس أضنته الأيام وقست عليه الظروف, وتكون أيضا حريصة علي إرضاء الله برعاية يتيمين وسيكون لها في ذلك ثواب كبير. وإلي لقاء قريب بإذن الله.
تزوجت عام84 زواجا تقليديا من إنسانة فاضلة وكانت تكبرني سنا بعام ونصف العام وسارت بنا الحياة رتيبة وسعيدة علي غير ما كنت أرجوه.
ورزقنا بعد عام ونصف العام بمولودنا الأول واستمر بنا العيش الهنئ إلي أن رزقنا بمولودنا الثاني ـ بعد المولودة الأولي بثلاثة أعوام ـ وللأسف كان المولود الثاني غير عادي منذ ولادته وسارت الأيام إلي أن اكتشفنا انه يعاني من قصور في الفهم والإدراك, ما يسمي التوافق العضلي الحركي وتأكد لنا بعد رحلة طويلة مع الأطباء المختلفين ـ كل في مجال تخصصه ـ أن ابننا الثاني من ذوي الاحتياجات الخاصة, مما سبب لنا الما شديدا. وكانت زوجتي ترفض من داخلها تقبل الأمر وتتعامل معه من داخلها علي أنه طفل عادي لدرجة أنه عندما بلغ طفلنا عامه الخامس قدمت له في إحدي مدارس التعليم الخاص باللغة الانجليزية متعللة بأن ابننا الثاني يجب أن يكون مثل اخته الكبيرة والتي كانت في إحدي مدارس اللغات الخاصة بالمهندسين.
ولم يستمر ابننا هذا في المدرسة سوي اليوم الأول للدراسة فقط إذ أرسلت لنا المدرسة لنأخذه واعادوا لنا المصروفات واستمر رفض زوجتي لتصديق أن هناك قصورا ذهنيا يعاني منه ولدنا, واستمرت رحلة التردد علي الأطباء حيث كان التشخيص أن عمره العقلي يقل عن عمره الزمني وانه يندرج تحت ما يسمي بطء التعلمslowlerner وان كان يقوم بخدمة نفسه ويتحدث في كل الأمور ونسبة ذكائه65% وبرغم محاولاتي الفاشلة لإقناع زوجتي بتقبل الأمر إلا أنها استمرت في رحلة البحث عن مدارس عادية دون جدوي.
ولأن حظي عاثر عاثر ـ فبالإضافة إلي مصيبتي في ابني بدأت زوجتي تشكو من آلام في ثديها وبعد تردد طويل علي الأطباء ـ وأنا احكي باختصار شديد لما قبل ولما بعد ـ اكتشفنا أن زوجتي مصابة بسرطان الثدي. وباختصار تم استئصال الثدي. واعقب هذا حالة من النكد والحزن والاحباط والخوف مما هو آت وتخيل السيناريو الأسود المعروف ودخلت في دوامة في العلاج الكيميائي والتحاليل والاشعات لمدة5 سنوات وللأسف تزداد الحالة سوءا إلي أن انتشر المرض في باقي الجسد وجاء يوم لا يمكن أن انساه
إذ توجهت بالتحاليل إلي الطبيب الكبير المعالج فظهرت علي وجهه علامات الحزن فقلت له: أنا رجل قوي وأرجوك أن تخبرني كم تبقي لها من العمر؟ فقال امامها4 أشهر فخرجت من عنده وأنا اترنح ولم ادر كيف عرفت الطريق إلي بيتي الذي دخلته وكان الكل ـ زوجتي وابني وابنتي نياما ـ وزوجتي في نصف السرير تحتضنهما. فوقفت انظر إليهم ودموعي تنهمر وأنا أقول لنفسي: يا أولادي أمامكم4 أشهر وتصبحون يتامي ويا زوجتي أمامك4 شهور وتودعين أولادك وزوجك والدنيا وتتركينهم يتامي وتتركيني وحيدا, ولك ان تتخيل مشاعري هذه الليلة.
وبالفعل رحلت زوجتي عن الدنيا في حدود ما قاله الطبيب.
زوجتي كانت تعمل مهندسة في شركة كبري وكانت لها زميلة وصديقة تسأل عنا تليفونيا وتهتم بأمرنا بعد رحيل زوجتي وعلي مدي ثلاث سنوات, ومرة ذهبت لابنتي الكبري بالمدرسة وأخذت لها بعض البسكويت والشيكولاتة وعندما أخبرت أخوتي بسؤال هذه الإنسانة علينا قالوا لي لماذا لا تتزوجها؟ ولما كانت اعباء تربية ابني وابنتي أكبر من طاقتي ـ قررت الزواج منها وعرضت عليها الأمر فوافقت فورا ـ وبالفعل تزوجنا واكتشفت بعد3 أسابيع واحبطني ما اكتشفت ـ أن زوجتي من النوع القاسي وليست علي علاقة طيبة مع ابني ـ بعكس ما كانت تدعيه قبل الزواج فكان الطلاق بعد نحو شهرين ونصف الشهر بعد الزواج.
وعادت حياتي لسابق عهدها: خدمة الأبناء ونفسي والوحدة.. واجترار الذكريات.
وانقضي عامان إلي أن ظهرت في حياتي الزوجة الثانية مطلقة ولديها ولد يكبر ابنتي الكبري بعامين.
وللتغلب علي مشكلة ابنها وابنتي اتفقنا علي أنها ستترك ابنها مع امها اذ لا يصح الجمع بين الثلاثة.
وبالفعل تم الزواج الثاني ـ وللحقيقة كانت زوجة رائعة معي ومع بناتي ـ إلا أن جمال الحياة لا يدوم ولا السعادة إذ كانت لزوجتي أم محبة للخراب هادمة للسعادة كارهة لي من اليوم الأول لزواجي من ابنتها اذ خيرت زوجتي بين أمرين ـ أحلاهما مر ـ وهما إما أن تأخذ زوجتي ابنها ليعيش معنا وما أن تذهب زوجتي لخدمة ابنها أثناء إقامته مع والدتها.
ولرفضي ـ طبقا للاتفاق ـ أن يقيم ابنها معنا في البيت في وجود ابنتي كانت زوجتي تذهب لخدمة ابنها عند أمها بما فيه استقبال مدرسي الدروس الخصوصية الذين ينهون دروسهم لابن زوجتي في وقت متأخر من الليل وكانت زوجتي تطلبني تليفونيا للاستئذان في المبيت عند أمها لتعذر العودة وليوم واثنين وأربعة وحتي انتهاء الامتحانات وبعدها كانت زوجتي شبه مقيمة مع ابنها بعيدا عنا فكنت برغم كوني متزوجا إلا أني أقوم بخدمة نفسي وابني من كل أمور المنزل كاملة أي عدت ثانية رجل عازب.
فآن لهذا الأمر أن ينتهي, اتصلت بزوجتي لأخيرها بين أمرين زوجك أو ابنك فاختارت ابنها وكان الطلاق والحسرة والندم.. واجترار الذكريات.. مضي عام تقريبا وأنا اجمع ما بين كل الحالات الاجتماعية وحيد.. أرمل.. أعزب.. مطلق مع ابن ذي احتياجات خاصة.. وابنة أخري علي عكس اخيها شخصية جدلية متفتحة.. منطلقة.. متعبة. وانا متعب وتقتلني الوحدة.. ودارت الأيام.. ومرت.. إلي أن القت الحياة في طريقي بالزوجة الثالثة فكانت الطامة الكبري والمصيبة التي قصمت ظهر حمال المصائب وكان زواجي منها هو بحق غلطة عمري إذ كانت تحمل كل أنواع الشر طماعة ونكدية وقاسية علي ابني خاصة الكبري ولم تأخذها رحمة بالطفل الصغير احالت بيتي وحياتي إلي جحيم لدرجة ان ابنتي الكبري هددت بترك البيت والهروب منه, فكان قرار الطلاق بعد4 أشهر من الزواج.
والآن بقي لي نحو4 سنوات أرمل/ مطلق/ عازب/ وحيد وتفاقمت معاناتي: إذ أصيبت ابنتي الكبري بمرض مزمن اكليل علي رأس الليالي السوداء.
زوجة توفيت بعد مرض عضال, و3 زيجات فاشلات.
ما اطلبه وأنت نقطة الضوء الوحيدة والأمل الباقي هل تبتسم لي الحياة وأجد زوجة ترعي في الله وفي ولدي؟ وتقبل ظروفي وتقاسمني ما تبقي من العمر؟.
علما بأني رقيق المشاعر ـ محب للحياة ـ لدي رغبة كبيرة في أن أجد من أسمو معها فوق آلامي, خاصة أني في وظيفة جيدة ودخلي يسمح بحياة كريمة.. أرجو مساعدتكم لي سواء بنشر رسالتي أو بإيجاد حل ـ أو حتي بإعطائي جرعة من الصبر ـ هو الأمل الوحيد اليتيم الباقي وإلا فعلي أن أردد: أنا من ضيع في الأوهام عمره!.
{{ سيدي.. من حقك أن تحب الحياة وتكون لديك رغبة وإرادة لتجد من تسمو معها فوق آلامك. وهذا الاختيار أفضل من الإحساس بالهزيمة أو الاستسلام للاكتئاب بوضع إكليل اليأس علي رأس الليالي السوداء كما وصفتها في رسالتك.
ولكن دعني أفكر معك بصوت مرتفع, وأنظر إلي حياتك وحياة ابنيك, الماضية والمقبلة بإذن الله ـ من زاوية مختلفة, غير التي حصرت نفسك فيها, ولم تجد حلا سواها. فأنت يا صديقي تصر علي السمو فوق آلامك من باب واحد لا تري غيره, وهو باب الزواج, طرقته ثلاث مرات بعد وفاة زوجتك أم ابنيك, الأولي والأخيرة تكشفان عن سوء اختيار وعدم التمهل والتأكد من انهما قبلتا الزواج بك بحثا عن الاستقرار ومحبة في العطاء أملا في كرم الله وإرضاء له برعاية يتيمين أحدهما مريض ويحتاج إلي رعاية خاصة.
وحتي عندما أنعم عليك القدر بسيدة رائعة ـ علي الرغم من سوء والدتها كما ذكرت ـ لم تلتمس لها الأعذار, ولم تعنها علي ظروفها الصعبة حتي يجتاز ابنها الامتحانات, بتوفير مرافقة لابنك المريض, وكنت قاسيا عندما خيرتها بينك وابنيك وبين ابنها, وكأنك تتوقع منها ـ وهي الأم ـ أن تضحي بابنها وتفعل ما لم تفعله أنت.
سيدي.. أنت تعيش ظرفا خاصا جدا, مؤلما, ولكنه لا يمنحك حق وضع شروطك بل كان عليك أن توقن وترضي بتقديم العديد من التنازلات, ولكنك لم تفعل.
وها أنت مرة أخري تفكر بنفس الطريقة, وتري أن حلك الوحيد في الزواج, علي الرغم من التجارب الأربع الصعبة والقاسية, وتقدم ابنك وابنتك في العمر, مما يرفع عنك بعض العبء وبعض ما عانيته عبر سنوات طويلة أتفهم جيدا كم قاسيت فيها. أليس من الأجدي الآن البحث عن مديرة للمنزل, سيدة تحتاج إلي عمل حتي لو لم تقم معك في المنزل, تتولي أمر ابنك, أما إبنتك فيمكنها الاعتماد علي نفسها, ولا تدخل نفسك في تحد مع القدر, حتي تأتيك الفرصة المناسبة بمن تطرق قلبك أو عقلك وترضي ظروفك وتتفهما وتعرف أنها ستضحي من أجلك.
سيدي.. أنا لا اصادر علي حقك, وها هي رسالتك أمام قارئات بريد الجمعة وأعرف أن كثيرات سيعرضن الزواج بك, ولكن التجربة علمتني أن من يقبلن الزواج بهذا الأسلوب يكن في ظروف قاسية يحاولن الهروب منها أو يبحثن عن فرصة زواج حتي لو مؤقتة.
ومع ذلك يبقي الأمل في سيدة فاضلة, تتلاءم ظروفها مع ظروفك, وتكون لديها الرغبة في مواصلة الحياة مع أنيس أضنته الأيام وقست عليه الظروف, وتكون أيضا حريصة علي إرضاء الله برعاية يتيمين وسيكون لها في ذلك ثواب كبير. وإلي لقاء قريب بإذن الله.