[color=#000000]السنة 132-العدد
2007
اغسطس
17
[color:e35c=#000000:e35c]4 من شعبان 1428 هـ
[color:e35c=#000000:e35c]الجمعة[/size][/b]
[/size]
2007
اغسطس
17
[color:e35c=#000000:e35c]4 من شعبان 1428 هـ
[color:e35c=#000000:e35c]الجمعة[/size][/b]
كبداية كثير من الرسائل أود ان أشير إلي ان هذه هي المشاركة الأولي لي كراوية لبابكم العزيز, ليس هذا لقلة المشاكل لدي او لاني أري أنها لاتستحق الرواية.
بل لأني كنت لا أومن بنظرية الفضفضة.
نعم انا كتومة وربما افضت بي هذه الصفة إلي ما آل اليه حالي.. لا ادري! ولكن ما دفعني إلي الكتابة هو رسائل الحموات المتعددة ولي باع طويل معهن فوددت مشاركتكم خبراتي في هذا المجال, ليس لاني نجحت معهن بل لتشير إلي أخطائي.
مقدمة طويلة.. فلنبدأ عمري41 سنة عملت لمدة14 عاما تقطعت مرتين لزواجي, شكلي مقبول, متدينة, أجيد اللغتين, وأعرف آداب الحياة الاجتماعية علي مستويات عديدة, بالعربي متربية كويس.
في بداية حياتي خطبت إلي شاب وسيم ومن عائلة لمدة3 أشهر مشكلتي معه اني لا أحب الكذب وهو يجيده ومشكلتي الأكبر عندما قررت فسخ الخطبة اني ووالدته ربطتنا علاقة الأم والابنة حتي اني بكيت لفراقها ثم استمرت علاقتي بها كصديقتين.
ثم تزوجت بعد سنين وفي سن الـ30 بطبيب( جواز صالونات) ادركت اني لم اعرفه الا بعد ان اغلق علينا باب واحد فكانت الطامة الكبري فهو اخ لـ7 بنات أي كان لي8 حموات وهو الدلوعة متقلب المزاج عصبي بخيل الي حد الجوع( مع انه مليونير) ورضيت بنصيبي وعشت معه لمدة عام ونصف العام لايخفف عني سوي والدته الحنون التي تعلم بعيوب ابنها تحاول ان تعوضني بحنانها ومالها عن بخل ابنها ومكر بناتها الي ان اكتشفت بالمصادفة اوراق زواجه من5 زوجات قبلي( وبالمرة تحاليل تثبت انه عقيم) فحاولت ان اتماسك واستمر في حياتي معه فانا اعلم ان كل البيوت( مقفلة علي بلاوي) علاوة علي اني لم ارد ان اتصرف وانا تحت وقع الصدمة وحاولت للمرة الأخيرة ان يكون للعقل حديث بيننا وان اصارحه بما لا استطيع تحمله من طباعه ولكن هيهات( الطبع بيطلع بعد الروح) فقررت الطلاق بعد سنتين ونصف السنة من العذاب و اتصلت باحدي زوجاته السابقات وسألتها عن كيفية الطلاق منه فنصحتني بالشافية( اعرضي عليه فلوس) ففعلت وطبعا لم يستطع ان يقاوم بريق المال فطلقني وبكت امه بكاء مرا لم استطع تحمله ولكن الفراق كان حتميا فلم اكن اعاشرها هي.
ومرت7 سنوات وقابلت بالمصادفة أحد اقاربي لم اقابله منذ طفولتي وكأنني لقيت لقيه فطباعنا متقاربة الي حد يثير العجب فذكاؤه وخفة ظله وثقافته الواسعة وادبه كل ذلك غفر له المظهر الخارجي واخته المتعجرفة المطلقة.
تقاربت العائلتان وكالمعتاد صرت صديقة لامه بسرعة وتمت خطبتنا بناء علي الحاح من امه لا اصف لك فرحتي به وبولديه الشابين( اولي وثانية ثانوي) وكأني وجدت زوجي واولادي الذين فقدتهم في بداية عمري وبدأنا مشوار الجهاز وكنت استشير والدته في كل صغيرة وكبيرة لثقتي في ذوقها وحتي اعوضها حنان ابنتها المفقود.
فما كان من خطيبي الا انه طلب مني ان ابعدها وعندما رأي تعجبي قال لي بالحرف الواحد( حتي لاتركبك ولن تستطيعي الفكاك) لم استمع اليه فأنا دائما ابنة حماتي. واعترضت لكونه غير سكنه ليبتعد عنها وتحملت علي مضض سخريته من تحجبي مع انه كان يشهد لي بالذوق الرفيع في اختيار ملابسي.
تم الزواج وبدأ شهر العسل فبدأت حماتي تطاردنا فلا بد من التليفون علي الاقل4 مرات يوميا خناقات الاولاد مشاكلها الخ.. منذ اليوم الاول بدأت المنغصات تطفو علي السطح وعدنا ياسيدي وبدأت المشاحنات واكتشفت ممن حولي انها سبب طلاقه من ام اولاده وسبب طلاق ابنتها من زوجها وعلي ذلك فهي تلقي عليها اللوم لضياع عمرها ولاتطيق عشرتها اما زوجي الطيب فلا, فحماتي تريد الخادمة وتريد كل تفاصيل حياتي وتحاسبني اذا نسيت ان احكي لها شيئا حدث وتشحنني ضد الاولاد دول عيال مش متربية لازم تكوني شديدة معاهم جوزك ما يكلمش الست دي!
تاكلوا ده وده لا ولابد ان اعيش في بيت من زجاج ـ ماذا طبخت اين ذهبت ماذا سأفعل غدا! وبدأت اعراض العصيان تظهر علي وبدأت احاول تجنبها بأدب فلم استطع فبدأت الوقيعة بيني وبين زوجي قائلة انني حتما اخفي شيئا لاني لا أريدها ان تعرف عني شيئا واني( اكيد مرافقة) نعم وصلت لهذا المستوي حتما ستسألني اين زوجي من كل هذا كان كالماء والهواء لاطعم له ولارائحة فهو لايجد ما يتهمني به ولايستطيع اغضاب امه.
فماذا فعلت انا! استمررت في حياتي كأن لاوجود لها ولا اشكوها ولا امل من اداء واجباتي علي اكمل وجه واذا طلب مني الذهاب اليها او التحدث معها افعل حتي ملت هي وطردتني من بيتها امام الخادمة وعندما توسلت اليها بابنها واحفادها وبيتنا قالت( كلهم في داهية) وخرجت ياسيدي دون ان انطق بكلمة واحدة تؤخذ ضدي.
وذهبت الي زوجي فقال لي ان لها بيتها ولي بيتي مادمت انني لم اخطئ في حقها فحتما ستعود الي رشدها يوما.
ومضت بنا الحياة وزوجي يزداد كآبة ولكنه لايشكو وكنت افعل ما بوسعي حتي احاول اسعاده وهو ايضا الي ان اتي يوم استيقظ صباحا كعادته وقبلت وجنته ويديه كعادتي ايضا واخذنا نتحدث فسألته كيف استطيع اسعادك واعادة البسمة الي وجهك فقال لي بايجاز لابد ان ننفصل.. نعم ياسيدي قالها لي بمنتهي الهدوء وانا بين احضانه فذهلت وسألته ان كان رأي مني اي تقصير او سلوك لم يعجبه فقال لي بالعكس انت تفعلين لي وللاولاد فوق طاقتك ولكني لا استطيع تحمل الصراع( منه لله اللي كان السبب لو دعوة الابن علي امه تجوز) نعم كانت هذه هي كلماته الأخيرة فقلت له ان ننفصل لبعض الوقت حتي يهدأ ان كان هناك ما يضايقه فقال لي لقد فكرت كثيرا واستشرت الاولاد وزادوني قناعة بقراري.
حتي تلك اللحظة لم اكن اعي ان كلمة الطلاق امر وارد في حياتي مرة اخري فقد كنت راضية وسعيدة وتحملت اهانات والدته بصبر عجيب وكنت اتمني اللحظة التي تعود فيها الي حياتنا معا لم اكن ادري ما يحاك لي في الخفاء وان كل شئ كان مدروسا ومدبرا وذهبت الي بيت اهلي مرة اخري دون حتي ملابسي ولم تسمح لي حماتي بدخول بيتي مرة اخري بل ارسلت لي حقائب ملابسي في اليوم التالي لذهابي الي بيت اهلي مجبرة علي ترك بيتي حتي اريح زوجي الحبيب من الصراع والمشاكل ووجع الدماغ كما يسميه هو.
حاولت المستحيل مع جميع اقاربنا والاصدقاء حتي يتوسطوا بيننا فرفض جميع المساعي وتم الطلاق ودموعي تسيل واعصابي وقلبي في حريق دائم منذ ذلك الحين.
حتي الان انا لم افهم ما حدث واستشرت طبيبا نفسيا شهيرا( يعرف زوجي ووالدته جيدا) لاني لم استطع استيعاب ما حدث واردت تفسيرا منطقيا فقال لي باقتضاب( انت اتظلمت دي ست مريضة نفسيا وابنها عارف كده كويس).
سيدي هل هذا هو كل ما استحق من تفسير يبرد ناري ويشرح لي كيفية ضياع الاسرة والبيت.
وقد يتساءل البعض عن شعوري نحو زوجي اشعر بأنه قائد سيارة دهس قطة ولم يكلف نفسه عناء النظر في المرآة ليري ان كانت حية او ميتة.
فيا كل ابن ويا كل زوج اتق الله فيما اتاك ولاتقصر في حق امك ولكن ايضا لاتدهس الزوجة فلولا الصلاة والقرآن لأنهيت حياتي بيدي وهما قاتلي!
أريد النصيحة كيف اتعامل مع آلامي وكيف اطفئ نار القهر في قلبي وكيف اخرج من سجني اللاإرادي وكيف استرد ارادتي وحبي للحياة؟
* سيدتي.. ما اقسي نيران المظلوم تحرقه في الليل وتدميه في النهار خاصة اذا رأينا من احببناهم وافنينا ايامنا في خدمتهم وهم يحرقوننا ويسرقون فرحتنا دون ادني ألم او احساس بالندم.
سيدتي.. لتسمحي لي بأن اتوقف قليلا امام زيجتك الاولي والتي كانت زواج صالونات لان الخطأ فيها وارد ومتكرر هذه الايام لقد تزوجت من رجل بخيل سبق له الزواج خمس مرات قبلك.. ألم تسألي عنه عن اخلاقه وعمله وسلوكه.. وأين اهلك ياسيدتي؟.. ان ابسط الاشياء هو السؤال عن العريس وصفاته واخلاقه واهله حتي نبني تلك العلاقة المهمة والصعبة علي اسس سليمة تعينها علي نوائب الايام وقسوتها ولاتنهار في اول مواجهة مع الرياح.
اما زيجتك الثانية فقد تغافلت عمدا عن كل الاشارات التي وصلت اليك عن حماتك معتقدة انك بخبراتك السابقة قادرة علي احتوائها ولكن خبراتها ومعرفتها بابنها ومقدرته علي التحمل كانت اكثر منك لذا كان سهلا عليها ان تدمر هذا البيت الآمن السعيد.. نعم عدالة الله لاتغيب قد تتأخر ولكنها لابد آتية وما نشر في هذا الباب في الاسابيع الماضية اكبر دليل علي ذلك فاحتسبي كل ما فعلته من خير عند الله سبحانه وتعالي تجدي حتما حسن الجزاء.
فاذا عدت لأسئلتك الاخيرة سأنصحك اولا بالتصالح مع نفسك فقوتك ووجودك واهميتك ليس كلها مرتبطة بوجود رجل في حياتك ولايعني الفشل في تجربة او تجربتين ان الحياة انتهت وعلينا ان ندخل سجن الوحدة والخوف بكامل ارادتنا المهزومة.. عليك ان تفخري بنفسك وبما قدمته للآخرين فلم ولن تكوني يوما قطة اسفل سيارة.. لاتستسلمي لوحدتك ـ سيدتي ـ اخرجي الي العالم الفسيح فأيامنا في الحياة قصيرة استمتعي بوقتك وابحثي عمن يستحق عطفك وحنانك وعطاءك قد تجدينه في ملجأ او في مستشفي وقتها ستتحول آلامك الي زهور وحدائق ونيرانك الي ماء فياض يروي الارض العطشي.. وعندما يأتي النصيب بحلوه ومره يطرق بابك سيجدك مشرقة مرتوية بخبراتك السابقة قادرة علي اتخاذ القرار السليم والي لقاء بإذن الله.
بل لأني كنت لا أومن بنظرية الفضفضة.
نعم انا كتومة وربما افضت بي هذه الصفة إلي ما آل اليه حالي.. لا ادري! ولكن ما دفعني إلي الكتابة هو رسائل الحموات المتعددة ولي باع طويل معهن فوددت مشاركتكم خبراتي في هذا المجال, ليس لاني نجحت معهن بل لتشير إلي أخطائي.
مقدمة طويلة.. فلنبدأ عمري41 سنة عملت لمدة14 عاما تقطعت مرتين لزواجي, شكلي مقبول, متدينة, أجيد اللغتين, وأعرف آداب الحياة الاجتماعية علي مستويات عديدة, بالعربي متربية كويس.
في بداية حياتي خطبت إلي شاب وسيم ومن عائلة لمدة3 أشهر مشكلتي معه اني لا أحب الكذب وهو يجيده ومشكلتي الأكبر عندما قررت فسخ الخطبة اني ووالدته ربطتنا علاقة الأم والابنة حتي اني بكيت لفراقها ثم استمرت علاقتي بها كصديقتين.
ثم تزوجت بعد سنين وفي سن الـ30 بطبيب( جواز صالونات) ادركت اني لم اعرفه الا بعد ان اغلق علينا باب واحد فكانت الطامة الكبري فهو اخ لـ7 بنات أي كان لي8 حموات وهو الدلوعة متقلب المزاج عصبي بخيل الي حد الجوع( مع انه مليونير) ورضيت بنصيبي وعشت معه لمدة عام ونصف العام لايخفف عني سوي والدته الحنون التي تعلم بعيوب ابنها تحاول ان تعوضني بحنانها ومالها عن بخل ابنها ومكر بناتها الي ان اكتشفت بالمصادفة اوراق زواجه من5 زوجات قبلي( وبالمرة تحاليل تثبت انه عقيم) فحاولت ان اتماسك واستمر في حياتي معه فانا اعلم ان كل البيوت( مقفلة علي بلاوي) علاوة علي اني لم ارد ان اتصرف وانا تحت وقع الصدمة وحاولت للمرة الأخيرة ان يكون للعقل حديث بيننا وان اصارحه بما لا استطيع تحمله من طباعه ولكن هيهات( الطبع بيطلع بعد الروح) فقررت الطلاق بعد سنتين ونصف السنة من العذاب و اتصلت باحدي زوجاته السابقات وسألتها عن كيفية الطلاق منه فنصحتني بالشافية( اعرضي عليه فلوس) ففعلت وطبعا لم يستطع ان يقاوم بريق المال فطلقني وبكت امه بكاء مرا لم استطع تحمله ولكن الفراق كان حتميا فلم اكن اعاشرها هي.
ومرت7 سنوات وقابلت بالمصادفة أحد اقاربي لم اقابله منذ طفولتي وكأنني لقيت لقيه فطباعنا متقاربة الي حد يثير العجب فذكاؤه وخفة ظله وثقافته الواسعة وادبه كل ذلك غفر له المظهر الخارجي واخته المتعجرفة المطلقة.
تقاربت العائلتان وكالمعتاد صرت صديقة لامه بسرعة وتمت خطبتنا بناء علي الحاح من امه لا اصف لك فرحتي به وبولديه الشابين( اولي وثانية ثانوي) وكأني وجدت زوجي واولادي الذين فقدتهم في بداية عمري وبدأنا مشوار الجهاز وكنت استشير والدته في كل صغيرة وكبيرة لثقتي في ذوقها وحتي اعوضها حنان ابنتها المفقود.
فما كان من خطيبي الا انه طلب مني ان ابعدها وعندما رأي تعجبي قال لي بالحرف الواحد( حتي لاتركبك ولن تستطيعي الفكاك) لم استمع اليه فأنا دائما ابنة حماتي. واعترضت لكونه غير سكنه ليبتعد عنها وتحملت علي مضض سخريته من تحجبي مع انه كان يشهد لي بالذوق الرفيع في اختيار ملابسي.
تم الزواج وبدأ شهر العسل فبدأت حماتي تطاردنا فلا بد من التليفون علي الاقل4 مرات يوميا خناقات الاولاد مشاكلها الخ.. منذ اليوم الاول بدأت المنغصات تطفو علي السطح وعدنا ياسيدي وبدأت المشاحنات واكتشفت ممن حولي انها سبب طلاقه من ام اولاده وسبب طلاق ابنتها من زوجها وعلي ذلك فهي تلقي عليها اللوم لضياع عمرها ولاتطيق عشرتها اما زوجي الطيب فلا, فحماتي تريد الخادمة وتريد كل تفاصيل حياتي وتحاسبني اذا نسيت ان احكي لها شيئا حدث وتشحنني ضد الاولاد دول عيال مش متربية لازم تكوني شديدة معاهم جوزك ما يكلمش الست دي!
تاكلوا ده وده لا ولابد ان اعيش في بيت من زجاج ـ ماذا طبخت اين ذهبت ماذا سأفعل غدا! وبدأت اعراض العصيان تظهر علي وبدأت احاول تجنبها بأدب فلم استطع فبدأت الوقيعة بيني وبين زوجي قائلة انني حتما اخفي شيئا لاني لا أريدها ان تعرف عني شيئا واني( اكيد مرافقة) نعم وصلت لهذا المستوي حتما ستسألني اين زوجي من كل هذا كان كالماء والهواء لاطعم له ولارائحة فهو لايجد ما يتهمني به ولايستطيع اغضاب امه.
فماذا فعلت انا! استمررت في حياتي كأن لاوجود لها ولا اشكوها ولا امل من اداء واجباتي علي اكمل وجه واذا طلب مني الذهاب اليها او التحدث معها افعل حتي ملت هي وطردتني من بيتها امام الخادمة وعندما توسلت اليها بابنها واحفادها وبيتنا قالت( كلهم في داهية) وخرجت ياسيدي دون ان انطق بكلمة واحدة تؤخذ ضدي.
وذهبت الي زوجي فقال لي ان لها بيتها ولي بيتي مادمت انني لم اخطئ في حقها فحتما ستعود الي رشدها يوما.
ومضت بنا الحياة وزوجي يزداد كآبة ولكنه لايشكو وكنت افعل ما بوسعي حتي احاول اسعاده وهو ايضا الي ان اتي يوم استيقظ صباحا كعادته وقبلت وجنته ويديه كعادتي ايضا واخذنا نتحدث فسألته كيف استطيع اسعادك واعادة البسمة الي وجهك فقال لي بايجاز لابد ان ننفصل.. نعم ياسيدي قالها لي بمنتهي الهدوء وانا بين احضانه فذهلت وسألته ان كان رأي مني اي تقصير او سلوك لم يعجبه فقال لي بالعكس انت تفعلين لي وللاولاد فوق طاقتك ولكني لا استطيع تحمل الصراع( منه لله اللي كان السبب لو دعوة الابن علي امه تجوز) نعم كانت هذه هي كلماته الأخيرة فقلت له ان ننفصل لبعض الوقت حتي يهدأ ان كان هناك ما يضايقه فقال لي لقد فكرت كثيرا واستشرت الاولاد وزادوني قناعة بقراري.
حتي تلك اللحظة لم اكن اعي ان كلمة الطلاق امر وارد في حياتي مرة اخري فقد كنت راضية وسعيدة وتحملت اهانات والدته بصبر عجيب وكنت اتمني اللحظة التي تعود فيها الي حياتنا معا لم اكن ادري ما يحاك لي في الخفاء وان كل شئ كان مدروسا ومدبرا وذهبت الي بيت اهلي مرة اخري دون حتي ملابسي ولم تسمح لي حماتي بدخول بيتي مرة اخري بل ارسلت لي حقائب ملابسي في اليوم التالي لذهابي الي بيت اهلي مجبرة علي ترك بيتي حتي اريح زوجي الحبيب من الصراع والمشاكل ووجع الدماغ كما يسميه هو.
حاولت المستحيل مع جميع اقاربنا والاصدقاء حتي يتوسطوا بيننا فرفض جميع المساعي وتم الطلاق ودموعي تسيل واعصابي وقلبي في حريق دائم منذ ذلك الحين.
حتي الان انا لم افهم ما حدث واستشرت طبيبا نفسيا شهيرا( يعرف زوجي ووالدته جيدا) لاني لم استطع استيعاب ما حدث واردت تفسيرا منطقيا فقال لي باقتضاب( انت اتظلمت دي ست مريضة نفسيا وابنها عارف كده كويس).
سيدي هل هذا هو كل ما استحق من تفسير يبرد ناري ويشرح لي كيفية ضياع الاسرة والبيت.
وقد يتساءل البعض عن شعوري نحو زوجي اشعر بأنه قائد سيارة دهس قطة ولم يكلف نفسه عناء النظر في المرآة ليري ان كانت حية او ميتة.
فيا كل ابن ويا كل زوج اتق الله فيما اتاك ولاتقصر في حق امك ولكن ايضا لاتدهس الزوجة فلولا الصلاة والقرآن لأنهيت حياتي بيدي وهما قاتلي!
أريد النصيحة كيف اتعامل مع آلامي وكيف اطفئ نار القهر في قلبي وكيف اخرج من سجني اللاإرادي وكيف استرد ارادتي وحبي للحياة؟
* سيدتي.. ما اقسي نيران المظلوم تحرقه في الليل وتدميه في النهار خاصة اذا رأينا من احببناهم وافنينا ايامنا في خدمتهم وهم يحرقوننا ويسرقون فرحتنا دون ادني ألم او احساس بالندم.
سيدتي.. لتسمحي لي بأن اتوقف قليلا امام زيجتك الاولي والتي كانت زواج صالونات لان الخطأ فيها وارد ومتكرر هذه الايام لقد تزوجت من رجل بخيل سبق له الزواج خمس مرات قبلك.. ألم تسألي عنه عن اخلاقه وعمله وسلوكه.. وأين اهلك ياسيدتي؟.. ان ابسط الاشياء هو السؤال عن العريس وصفاته واخلاقه واهله حتي نبني تلك العلاقة المهمة والصعبة علي اسس سليمة تعينها علي نوائب الايام وقسوتها ولاتنهار في اول مواجهة مع الرياح.
اما زيجتك الثانية فقد تغافلت عمدا عن كل الاشارات التي وصلت اليك عن حماتك معتقدة انك بخبراتك السابقة قادرة علي احتوائها ولكن خبراتها ومعرفتها بابنها ومقدرته علي التحمل كانت اكثر منك لذا كان سهلا عليها ان تدمر هذا البيت الآمن السعيد.. نعم عدالة الله لاتغيب قد تتأخر ولكنها لابد آتية وما نشر في هذا الباب في الاسابيع الماضية اكبر دليل علي ذلك فاحتسبي كل ما فعلته من خير عند الله سبحانه وتعالي تجدي حتما حسن الجزاء.
فاذا عدت لأسئلتك الاخيرة سأنصحك اولا بالتصالح مع نفسك فقوتك ووجودك واهميتك ليس كلها مرتبطة بوجود رجل في حياتك ولايعني الفشل في تجربة او تجربتين ان الحياة انتهت وعلينا ان ندخل سجن الوحدة والخوف بكامل ارادتنا المهزومة.. عليك ان تفخري بنفسك وبما قدمته للآخرين فلم ولن تكوني يوما قطة اسفل سيارة.. لاتستسلمي لوحدتك ـ سيدتي ـ اخرجي الي العالم الفسيح فأيامنا في الحياة قصيرة استمتعي بوقتك وابحثي عمن يستحق عطفك وحنانك وعطاءك قد تجدينه في ملجأ او في مستشفي وقتها ستتحول آلامك الي زهور وحدائق ونيرانك الي ماء فياض يروي الارض العطشي.. وعندما يأتي النصيب بحلوه ومره يطرق بابك سيجدك مشرقة مرتوية بخبراتك السابقة قادرة علي اتخاذ القرار السليم والي لقاء بإذن الله.