قرأت رسالة فتاة القطار للشاب الذي أعجبته فتاة شاهدها مصادفة خلال سفره بالقطار, ويناشدكم البحث عنها للزواج منها أو إيجاد عروس له بنفس مواصفات هذه الفتاة من حيث الجمال والطول والشكل والأنف وتقاسيم الوجه وخلافه, وقرأت تعليقكم الذي أبديتم فيه دهشتكم من أسلوب اختيار هذا الشاب لمن ستكون شريكة حياته.
ولقد دفعتني هذه الرسالة إلي ان أكتب إليك من أجل من هن في نفس ظروفي, ومن أجل كل شاب يبحث عن زوجة, فقد أصبح جليا ان المواصفات القياسية التي يضعها الشباب نصب أعينهم ـ وهم يبحثون عن زوجة المستقبل ـ قد صارت صعبة وغريبة إلي حد يدعو إلي العجب, فمثل هذه المواصفات هي التي جعلت أغلبنا يتأخرن في زواجهن, هذا إذا تزوجنا في الأساس.
وباعتباري إحدي الفتيات اللاتي وضعن كثيرا تحت الميكروسكوب الجسدي والفحص الدقيق إلي ان وصلت إلي سن السابعة والعشرين بلا زواج, فإنني أتقدم بالشكر الجزيل إلي الفضائيات والفيديو كليبات التي جعلتنا لانرضي طموح أحدهم, ولم يشبع جمالنا الطبيعي رغبتهم, فكلهم يرغبون في فتاة مرسومة الجسد, دقيقة الأنف, هيفاء القوام, جميلة الطلعة, بيضاء البشرة, شعرها طويل, حريري ثقيل, تجيد كل شئ من طبخ ودلال وتنظيف وغسيل ومسح وكنس, وأن تكون مدبرة, وعلي قدر من العلم والأدب والدين والأخلاق, ومن أسرة ثرية وخريجة كلية مرموقة, وهذه المواصفات يصعب بل يستحيل ان تتوافر في فتاة واحدة!
والمدهش ان أحد هؤلاء كانت لديه شروط في كل جزء من جسد العروس حتي أصابع قدميها.
والمشكلة الكبري ان هناك شريحة من الشباب يرون انهم ماداموا سيدفعون دم قلوبهم في عروس فلابد ان تطابق كراسة الشروط ولايتنازل أبدا عن أي مواصفة من مواصفاته الشكلية والجمالية حتي وإن كانت مستوفاة باقي الشروط.
ولقد عانيت كثيرا من وضعي في خانة الاستبن, حيث يتفق من يتقدم لخطبتي مع أهلي اتفاقا واضحا علي السير في اتجاه الزواج, ثم أفاجأ فيما بعد انه مازال يدور علي المنازل باحثا عمن هي أفضل مني وأكمل وأجمل بالرغم من اتفاقه المسبق مع والدي.
فلماذا لايبحث الشاب عن فتاة بسيطة رقيقة حنونة حلوة المعشر وعلي استعداد لتأثيث منزل وإقامة حياة, ولماذا لايسألني من يتقدم لي كم جزءا من القرآن تحفظين, ولماذا لايتم تقييمي علي أخلاقي وسلوكي وهدوئي ورصانتي وجمال حديثي وثقافتي ومؤهلي, ثم ماهو نوع شريكة الحياة التي يبحث عنها هؤلاء؟ وماذا يعني انني هادئة الجمال وعاقلة غير مبهرة.. هل يعني ذلك انه علي ان أبقي دون زواج؟
إنني أرجو الشباب ان يكفوا عن البحث بطريقة أيزو الجسد وإلا فإن مجتمعنا سوف يسير في طريق مجهول نحو نهاية مجهولة!
** تزول كل اغراءات المرأة بمرور الزمن, ولا يبقي إلا دينها وحسن أخلاقها, ولذلك فإن المزايا الحسية التي يبحث عنها كثيرون من الشباب الآن, هي مزايا وقتية سرعان ما تنتهي, ويحل محلها الندم ولكن بعد فوات الأوان.
ولقد نبهنا الرسول الكريم إلي مواصفات الزوجة الصالحة التي ينبغي أن يتمسك بها كل شاب وهي أنه إذا نظر إليها سرته, وإذا امرها أطاعته, وإذا أقسم عليها أبرته, وإذا غاب عنها حفظته في ماله وعرضه.. وقال صلي الله عليه وسلم عن كيفية اختيارها تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.. فالمال والجمال والحسب والنسب مظاهر زائلة ولا يبقي في النهاية سوي الدين الذي يجلب السعادة والطمأنينة, ورضا الله ورسوله.
فمن منا لا يسعي إلي راحته وهدوء باله؟
وأعتقد أن جانبا كبيرا من أزمة الزواج الحالية لا يعود إلي العوامل المادية وحدها, وانما يرجع أيضا إلي فقدان الثقة في كثير من الفتيات والشباب نتيجة التحرر اللامحسوب لدي بعض الفئات, فالاختلاط الزائد عن الحد الذي نراه في الأندية والمناطق الشهيرة, والمقاهي والفنادق يثير الشكوك في النفوس ويجعل كل طرف متوجسا من الطرف الآخر, ولذلك عادت الطريقة التقليدية القديمة للزواج التي كانت تتم عن طريق الخاطبة وقد كانت شائعة من قبل في القري لعدم السماح بالاختلاط بين الشباب والفتيات وكان الاختيار يتم في الأساس بناء علي سمعة الأسرة ووضعها الأخلاقي قبل أي معايير أخري.
الآن عادت هذه الطريقة في شكل زواج الصالونات بعد أن ارتفع سن الزواج عند الشباب والفتيات علي حد سواء.. وأصبحت الفتاة تشعر بالخوف من أن يفوتها قطار الزواج إذا تعدت سن الثالثة أو الرابعة والعشرين بدليل انك في السابعة والعشرين من عمرك. ومع ذلك تنتابك المخاوف من أن تضيع عليك فرصة الزواج إلي الأبد..
والحقيقة انني لا اجد الأمر كذلك أبدا فأنت لم تصادفي بعد من يستحقك ويقدر ثقافتك ومشاعرك الجياشة وهدوءك الرائع الذي يزيدك جمالا علي جمالك, والعاقل هو الذي يدرك أن جمال الروح هو الأبقي, وأن جمال الجسد إلي فناء!
فانتظري طائر السعادة الذي يحلق بك مع زوج يقدرك ويستحقك ولا داعي لتعميم هذه النظرة السوداوية علي الشباب, فمازال هناك الصالحون الذين لا تغرهم المظاهر الكاذبة, ولا الملابس الضيقة والمساحيق المثيرة. وسوف يتحقق حلمك بالارتباط بمن تواصلين معه مشوار الحياة وتبنيان معا عشكما الهادئ, والله المستعان.
ولقد دفعتني هذه الرسالة إلي ان أكتب إليك من أجل من هن في نفس ظروفي, ومن أجل كل شاب يبحث عن زوجة, فقد أصبح جليا ان المواصفات القياسية التي يضعها الشباب نصب أعينهم ـ وهم يبحثون عن زوجة المستقبل ـ قد صارت صعبة وغريبة إلي حد يدعو إلي العجب, فمثل هذه المواصفات هي التي جعلت أغلبنا يتأخرن في زواجهن, هذا إذا تزوجنا في الأساس.
وباعتباري إحدي الفتيات اللاتي وضعن كثيرا تحت الميكروسكوب الجسدي والفحص الدقيق إلي ان وصلت إلي سن السابعة والعشرين بلا زواج, فإنني أتقدم بالشكر الجزيل إلي الفضائيات والفيديو كليبات التي جعلتنا لانرضي طموح أحدهم, ولم يشبع جمالنا الطبيعي رغبتهم, فكلهم يرغبون في فتاة مرسومة الجسد, دقيقة الأنف, هيفاء القوام, جميلة الطلعة, بيضاء البشرة, شعرها طويل, حريري ثقيل, تجيد كل شئ من طبخ ودلال وتنظيف وغسيل ومسح وكنس, وأن تكون مدبرة, وعلي قدر من العلم والأدب والدين والأخلاق, ومن أسرة ثرية وخريجة كلية مرموقة, وهذه المواصفات يصعب بل يستحيل ان تتوافر في فتاة واحدة!
والمدهش ان أحد هؤلاء كانت لديه شروط في كل جزء من جسد العروس حتي أصابع قدميها.
والمشكلة الكبري ان هناك شريحة من الشباب يرون انهم ماداموا سيدفعون دم قلوبهم في عروس فلابد ان تطابق كراسة الشروط ولايتنازل أبدا عن أي مواصفة من مواصفاته الشكلية والجمالية حتي وإن كانت مستوفاة باقي الشروط.
ولقد عانيت كثيرا من وضعي في خانة الاستبن, حيث يتفق من يتقدم لخطبتي مع أهلي اتفاقا واضحا علي السير في اتجاه الزواج, ثم أفاجأ فيما بعد انه مازال يدور علي المنازل باحثا عمن هي أفضل مني وأكمل وأجمل بالرغم من اتفاقه المسبق مع والدي.
فلماذا لايبحث الشاب عن فتاة بسيطة رقيقة حنونة حلوة المعشر وعلي استعداد لتأثيث منزل وإقامة حياة, ولماذا لايسألني من يتقدم لي كم جزءا من القرآن تحفظين, ولماذا لايتم تقييمي علي أخلاقي وسلوكي وهدوئي ورصانتي وجمال حديثي وثقافتي ومؤهلي, ثم ماهو نوع شريكة الحياة التي يبحث عنها هؤلاء؟ وماذا يعني انني هادئة الجمال وعاقلة غير مبهرة.. هل يعني ذلك انه علي ان أبقي دون زواج؟
إنني أرجو الشباب ان يكفوا عن البحث بطريقة أيزو الجسد وإلا فإن مجتمعنا سوف يسير في طريق مجهول نحو نهاية مجهولة!
** تزول كل اغراءات المرأة بمرور الزمن, ولا يبقي إلا دينها وحسن أخلاقها, ولذلك فإن المزايا الحسية التي يبحث عنها كثيرون من الشباب الآن, هي مزايا وقتية سرعان ما تنتهي, ويحل محلها الندم ولكن بعد فوات الأوان.
ولقد نبهنا الرسول الكريم إلي مواصفات الزوجة الصالحة التي ينبغي أن يتمسك بها كل شاب وهي أنه إذا نظر إليها سرته, وإذا امرها أطاعته, وإذا أقسم عليها أبرته, وإذا غاب عنها حفظته في ماله وعرضه.. وقال صلي الله عليه وسلم عن كيفية اختيارها تنكح المرأة لأربع لمالها وجمالها وحسبها ودينها فاظفر بذات الدين تربت يداك.. فالمال والجمال والحسب والنسب مظاهر زائلة ولا يبقي في النهاية سوي الدين الذي يجلب السعادة والطمأنينة, ورضا الله ورسوله.
فمن منا لا يسعي إلي راحته وهدوء باله؟
وأعتقد أن جانبا كبيرا من أزمة الزواج الحالية لا يعود إلي العوامل المادية وحدها, وانما يرجع أيضا إلي فقدان الثقة في كثير من الفتيات والشباب نتيجة التحرر اللامحسوب لدي بعض الفئات, فالاختلاط الزائد عن الحد الذي نراه في الأندية والمناطق الشهيرة, والمقاهي والفنادق يثير الشكوك في النفوس ويجعل كل طرف متوجسا من الطرف الآخر, ولذلك عادت الطريقة التقليدية القديمة للزواج التي كانت تتم عن طريق الخاطبة وقد كانت شائعة من قبل في القري لعدم السماح بالاختلاط بين الشباب والفتيات وكان الاختيار يتم في الأساس بناء علي سمعة الأسرة ووضعها الأخلاقي قبل أي معايير أخري.
الآن عادت هذه الطريقة في شكل زواج الصالونات بعد أن ارتفع سن الزواج عند الشباب والفتيات علي حد سواء.. وأصبحت الفتاة تشعر بالخوف من أن يفوتها قطار الزواج إذا تعدت سن الثالثة أو الرابعة والعشرين بدليل انك في السابعة والعشرين من عمرك. ومع ذلك تنتابك المخاوف من أن تضيع عليك فرصة الزواج إلي الأبد..
والحقيقة انني لا اجد الأمر كذلك أبدا فأنت لم تصادفي بعد من يستحقك ويقدر ثقافتك ومشاعرك الجياشة وهدوءك الرائع الذي يزيدك جمالا علي جمالك, والعاقل هو الذي يدرك أن جمال الروح هو الأبقي, وأن جمال الجسد إلي فناء!
فانتظري طائر السعادة الذي يحلق بك مع زوج يقدرك ويستحقك ولا داعي لتعميم هذه النظرة السوداوية علي الشباب, فمازال هناك الصالحون الذين لا تغرهم المظاهر الكاذبة, ولا الملابس الضيقة والمساحيق المثيرة. وسوف يتحقق حلمك بالارتباط بمن تواصلين معه مشوار الحياة وتبنيان معا عشكما الهادئ, والله المستعان.