أبغض الحلال
{ بعد أن نشرت رسالة الأسبوع الماضي أربعين امرأة تلقيت رسائل عديدة, أهمها رسالة من صاحبة المشكلة, تتهمني فيها بالقسوة والانحياز إلي الرجل, وشاركها الرأي العديد من القارئات المحترمات, وعلي الجانب الآخر وصلتني آراء فيها قسوة أشد من قسوتي من بعض القراء الأفاضل, فضلت عدم نشرها لأن فيها انحيازا سافرا لتسلط ذكوري لم أنحز إليه يوما في هذه الزاوية, ولم أنصح رجلا بالزواج بثانية لأن زوجته تمنعت عليه أسابيع أو لأنها لا تقول له كلاما جميلا.
وقبل أن أعرض وجهة نظري, علي أن أعتذر لتلك السيدة صاحبة الرسالة طالما رأت مني قسوة في ردي, عمدت إليها, إيمانا بأن القسوة أحيانا قد ترد الإنسان إلي ما قد يغيب عنه عندما يفتش في عيوب شريك الحياة, ولا يلتفت إلي مزايا أمام عينيه وأصبحت غائبة بحكم العشرة والتعود. ولا أخفي يا أصدقائي أن عددا كبيرا من رسائل صديقات البريد في الأسبوعين الماضيين كانت كلها تتحدث عن الرغبة في الطلاق وكأنهن يبحثن لدي عن دعم معنوي لأبغض الحلال, فيما تصلني رسائل مؤلمة لأبناء الطلاق يشكون فيها من تضحية الأم والأب بالأبناء من أجل اللهاث خلف سعادة غير مأمونة.
منذ أسبوعين نشرت رسالة لسيدة فاضلة الظالمون كانت تشكو فيها من سوء طباع زوجها وقسوته وإهاناته حتي وصلت إلي مرحلة من التدمير النفسي لا تستطيع معها الاستمرار في الحياة, فنصحتها بالاصرار علي الطلاق مهما عانت وعرضت عليها المساعدة بتوفير محام إذا أرادت مني ذلك.
أما صاحبة رسالة امرأة أربعينية فهي لم تذكر في رسالتها أي عيب في زوجها سوي ما يتعلق بالعلاقة الخاصة التي كانت تتم علي فترات تراها متباعدة, وهذا غير ما جاء في رسالتها الجديدة التي ستقرؤنها بعد قليل ـ واستوقفني في رسالتها تركيزها علي جمالها وأنه لا يقول لها كلاما جميلا وهذا حقها ولكنه للأسف عيب في كثير من الرجال الشرقيين. أيضا اعترفت صاحبة الرسالة بضعف زوجها وبكائه عندما طلبت الطلاق, واصراره علي استمرار الحياة بينهما, وتعهده بإصلاح أخطائه وهذا يكشف وجها حانيا محبا لهذا الرجل تجاه زوجته وأن عجز عن التعبير عنه لسنوات طويلة
ومن خلال هذا البريد تعلمت أن الرجال أسرع في قرار الطلاق, والمرأة لا تلجأ إليه إلا بعد عذاب شديد, فإذا فكرت سيدتي, بما جاء في رسالتك, ووضعت أمام عينيك العيوب والمزايا لشريكك في الحياة, فإن الانحياز سيكون إلي الكفة الأرجح, خاصة أنك حاربت وتحملت الكثير من أجل هذا الرجل, والقفز من عربة الحياة المسرعة بطفلين في سن حرجة إلي المجهول, مجازفة ينقصها كثير من العقل.
واعتقدت ومازلت معتقدا أنك بثقافتك ورجاحة عقلك وعنادك قادرة علي الحفاظ علي هذا البيت, لأن بداخلك رغبة في الاستمرار, ولو سألت كثيرا ممن حولك عن حياتهم الزوجية ـ نساء ورجالا ـ فستكتشفين أن الأغلبية تريد الخروج من هذه القلعة المحاصرة, بينما يسعي آخرون, شبابا وفتيات, مطلقات وأرامل للدخول إليها ويعجزون عن ذلك, وإن كان هذا لا يعني أن تستمري مع ظل رجل لا تشعرين معه بأي أمان أو تضمرين له كراهية شديدة, نعم مثل زوجك وغيره من الرجال يستحقون اللوم
فالمرأة مخلوق رائع وراق أوصانا به الله ورسوله, يلين بالكلمة الطيبة وبالمعاملة الحسنة, وليس له أن يهجرك بلا عذر وإلا أصبح عاصيا وآثما, وإن كان الأمر يستدعي من كلا الطرفين مناقشة واضحة بلا خجل, حتي لو استدعي الأمر الذهاب إلي طبيب متخصص يمكنه مساعدتكما علي تجاوز أزمة طال أمدها, من أجل حياة استمرت سنوات طويلة, وأثمرت عن أطفال يستحقون منا التضحية طالما استطعنا ذلك, أما إذا لم نستطع فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وأنا أعرض الرسالة الثانية من صاحبة أربعين امرأة أعرض بجوارها رسالة أخري لامرأة انحازت إلي الطلاق ثم اكتشفت خطأ اختيارها وإن كان لكل حالة ظروفها ومبرراتها مع اختلاف طبيعة كل شخص.
المحــــــــرر
وقبل أن أعرض وجهة نظري, علي أن أعتذر لتلك السيدة صاحبة الرسالة طالما رأت مني قسوة في ردي, عمدت إليها, إيمانا بأن القسوة أحيانا قد ترد الإنسان إلي ما قد يغيب عنه عندما يفتش في عيوب شريك الحياة, ولا يلتفت إلي مزايا أمام عينيه وأصبحت غائبة بحكم العشرة والتعود. ولا أخفي يا أصدقائي أن عددا كبيرا من رسائل صديقات البريد في الأسبوعين الماضيين كانت كلها تتحدث عن الرغبة في الطلاق وكأنهن يبحثن لدي عن دعم معنوي لأبغض الحلال, فيما تصلني رسائل مؤلمة لأبناء الطلاق يشكون فيها من تضحية الأم والأب بالأبناء من أجل اللهاث خلف سعادة غير مأمونة.
منذ أسبوعين نشرت رسالة لسيدة فاضلة الظالمون كانت تشكو فيها من سوء طباع زوجها وقسوته وإهاناته حتي وصلت إلي مرحلة من التدمير النفسي لا تستطيع معها الاستمرار في الحياة, فنصحتها بالاصرار علي الطلاق مهما عانت وعرضت عليها المساعدة بتوفير محام إذا أرادت مني ذلك.
أما صاحبة رسالة امرأة أربعينية فهي لم تذكر في رسالتها أي عيب في زوجها سوي ما يتعلق بالعلاقة الخاصة التي كانت تتم علي فترات تراها متباعدة, وهذا غير ما جاء في رسالتها الجديدة التي ستقرؤنها بعد قليل ـ واستوقفني في رسالتها تركيزها علي جمالها وأنه لا يقول لها كلاما جميلا وهذا حقها ولكنه للأسف عيب في كثير من الرجال الشرقيين. أيضا اعترفت صاحبة الرسالة بضعف زوجها وبكائه عندما طلبت الطلاق, واصراره علي استمرار الحياة بينهما, وتعهده بإصلاح أخطائه وهذا يكشف وجها حانيا محبا لهذا الرجل تجاه زوجته وأن عجز عن التعبير عنه لسنوات طويلة
ومن خلال هذا البريد تعلمت أن الرجال أسرع في قرار الطلاق, والمرأة لا تلجأ إليه إلا بعد عذاب شديد, فإذا فكرت سيدتي, بما جاء في رسالتك, ووضعت أمام عينيك العيوب والمزايا لشريكك في الحياة, فإن الانحياز سيكون إلي الكفة الأرجح, خاصة أنك حاربت وتحملت الكثير من أجل هذا الرجل, والقفز من عربة الحياة المسرعة بطفلين في سن حرجة إلي المجهول, مجازفة ينقصها كثير من العقل.
واعتقدت ومازلت معتقدا أنك بثقافتك ورجاحة عقلك وعنادك قادرة علي الحفاظ علي هذا البيت, لأن بداخلك رغبة في الاستمرار, ولو سألت كثيرا ممن حولك عن حياتهم الزوجية ـ نساء ورجالا ـ فستكتشفين أن الأغلبية تريد الخروج من هذه القلعة المحاصرة, بينما يسعي آخرون, شبابا وفتيات, مطلقات وأرامل للدخول إليها ويعجزون عن ذلك, وإن كان هذا لا يعني أن تستمري مع ظل رجل لا تشعرين معه بأي أمان أو تضمرين له كراهية شديدة, نعم مثل زوجك وغيره من الرجال يستحقون اللوم
فالمرأة مخلوق رائع وراق أوصانا به الله ورسوله, يلين بالكلمة الطيبة وبالمعاملة الحسنة, وليس له أن يهجرك بلا عذر وإلا أصبح عاصيا وآثما, وإن كان الأمر يستدعي من كلا الطرفين مناقشة واضحة بلا خجل, حتي لو استدعي الأمر الذهاب إلي طبيب متخصص يمكنه مساعدتكما علي تجاوز أزمة طال أمدها, من أجل حياة استمرت سنوات طويلة, وأثمرت عن أطفال يستحقون منا التضحية طالما استطعنا ذلك, أما إذا لم نستطع فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها.
وأنا أعرض الرسالة الثانية من صاحبة أربعين امرأة أعرض بجوارها رسالة أخري لامرأة انحازت إلي الطلاق ثم اكتشفت خطأ اختيارها وإن كان لكل حالة ظروفها ومبرراتها مع اختلاف طبيعة كل شخص.
المحــــــــرر