بـريــد الأهــرام
[color=#000000]44146
السنة 132-العدد
2007
اكتوبر
19
7 من شوال 1428 هـ
[color:8b72=#000000:8b72]الجمعة
قاتل بلا ثمن
[right]أنامحاسب شاب وناجح أبلغ من العمر30 عاما ومتزوج من عام ونصف العام تقريبا, وقد رزقني الله بطفلة اعتبرها كل حياتي. مشكلتي اني دائم الشك في زوجتي لأسباب مررت بها في حياتي. نشأت في أسرة متدينة لأب, موظف حكومي كبير كان يفقه في الدين كثيرا وقد رباني أنا وأخوتي منذ الصغر علي طاعة الله عز وجل وأم فاضلة كل همها في الحياة هو إسعاد زوجها والعبور بأولادها إلي بر الأمان, فكانت لي المثل الأعلي ولكم تمنيت أن يرزقني الله بزوجة مثلها.
وحتي لا أطيل عليك فبالرغم من نشأتي الدينية تعرفت علي عدة فتيات أثناء مرحلة الثانوية ومرحلة الجامعة وللأسف كن جميعهن مستهترات ولا خجل لديهن ولا حياء حتي أنه كانت منهن المخطوبة والتي لا تتورع أن تصادق شبابا دون علم خطيبها, إلي أن تعرفت علي زميلة لي في الكلية وأنا في السنة قبل النهائية من التخرج وكنت ألاحظ أن هذه الزميلة ليست ممن تقيم علاقات مع غيرها من الزملاء وكانت بيننا نظرات متبادلة فشعرت بحب واطمئنان من ناحيتها وكانت نظراتها الصامتة لي دافعا لأن أفاتحها في مشاعري, وقد كان, ونمت العلاقة بيننا ولكنها لم تتعد كلمات الحب البريئة من كلينا لتحفظها الشديد, وقد أرجعت ذلك لتربيتها الحسنة. مما زاد من تمسكي بها وعزمت بداخلي علي أن أقطع جميع علاقاتي بالفتيات الأخريات حفاظا علي مشاعر حبيبتي, ولا أدري هل ستصدقني أم لا إذا قلت لك أن كل هذه البراءة والطهر والعفاف كان مجرد قناع تخفي به غشها وخداعها فقد كانت أذكي من غيرها من مثيلاتها من البنات حيث كانت تقيم علاقاتها خارج أسوار الجامعة حتي تحافظ علي صورتها واكتشفت ذلك بالمصادفة.
وقطعت علاقتي بها فورا وفقدت ثقتي في أي فتاة وترسخت بداخلي أن كل الفتيات طبعهن الخيانة والخداع, طويت هذه الصفحة من حياتي إلي أن تعرفت علي زوجتي الحالية في العمل, وبدأت ثقتي من جديد تعود في الجنس اللطيف بعد أن لمست منها تدينا وأدبا ملحوظا فتقدمت لخطبتها واستمرت فترة الخطبة خمس سنوات. كانت أول أربع سنوات فيها من أسعد سنين عمري وزاد تعلقنا ببعض, وللأسف رغم تدينها وأخلاقها تخطت علاقتنا في بعض المرات الخطوط الحمراء أحيانا في لحظات ضعف مني أو منها أو منا نحن الاثنين, وكانت كل مرة تبكي ندما علي ما حدث وتحدثني بأن الله سيعاقبنا بسبب تهاوننا في حدوده وكنت أعدها بأن هذا لن يتكرر ثانية ونتجه إلي الله ونبتهل إليه ونستغفره وندعوه أن يهدينا ويغفر لنا.
ووجدتني وقد أصبحت شخصا آخر. أحيانا أحبها بشدة وأحيانا أسخط عليها بيني وبين نفسي لتساهلها معي وأتمني بداخلي لو كانت نهرتني ولم تضعف أمامي حتي لا تعود صورة الفتاة اللعوب مرة أخري لمخيلتي, ووجدتني أسترجع كل الأفلام التي تحدثت عن الخيانة وكل القصص التي تنشر عن خيانة الزوجات. قد تسألني لماذا أتممت زواجي بها؟ سأقول لك اني رغم كل ما أعانيه من صراع بداخلي أحبها بشدة ولا أتخيل الحياة بدونها, هذا بالاضافة اني لم أشهد عليها أي سوء قبل الزواج سوي التجاوزات التي حدثت بيننا وقد أجبرتها علي الانقطاع عن العمل بعد الزواج بحجة تفرغها لبيتها ولزوجها
ذلك لسد جميع الثغرات التي ممكن أن تجعلني أشك بها وبالرغم من ذلك يا سيدي لا يهنأ لي جفن وأصبحت لا أستطيع التركيز في عملي حتي استاء مني رؤسائي وهددوني بالفصل إذا استمررت علي هذه الحالة. فإذا اتصلت بها من العمل ووجدت التليفون مشغولا جن جنوني وأحيانا كثيرة أعود إلي البيت فجأة بحجج واهية. وأنا بداخلي يقين اني سأجدها مع رجل, ومرة أخري تتوارد إلي جميع قصص خيانات الزوجات وأتخيل نفسي مكان أحد هؤلاء الأزواج المخدوعين, وأصل البيت فأجدها إما أنها نائمة أو ترعي طفلتنا وإذا أتيت في أي مرة ووجدتها غير موجودة يجن جنوني.
حتي تأتي من الخارج فأجدها قد ذهبت لتشتري بعض حاجيات المنزل. كل هذا يا سيدي وأنا لم أصارحها بما يعتمل في صدري حتي لا أجرح مشاعرها, ولأني علي يقين أن العيب في أنا وليس فيها لا أدري هل هو عقاب علي علاقاتي وأنا شاب في مقتبل العمر, رغم أنها كانت كلها علاقات لا تتعدي الخروج أو التنزه والمكالمات التليفونية. أرجوك يا سيدي لا تستهن برسالتي ربما أجد عندك ما يطفيء لهيب صدري, فلم أعد قادرا علي الاستمرار, بهذه الصورة ولا أستمتع بأي شيء جميل في الحياة. وأنتهزها فرصة وأنصح كل فتاة بألا تتساهلي مع خطيبك أو حبيبك مهما حدث ومهما شعرت أن تساهلك معه سيرضيه ويبقيه بجوارك. فما تفعلينه يترك أثرا سيئا بداخله عنك حتي لو لم يظهره لك.
{ سيدي.. نعم العيب فيك وليس في زوجتك أم طفلتك, ولكن قبل أن أفكر معك بصوت مرتفع, يهمني أن ألفت انتباهك إلي أهمية توجهك إلي طبيب نفسي, إذا لم تجد في نفسك تغييرا بعد حوارنا, فقد يكون شكك مرضيا ويستدعي ماهو أكثر من الحوار عبر هذه المساحة المحدودة.
لقد نشأت ياعزيزي في أسرة طيبة متدينة, رباك والداك علي طاعة الله ورسوله, ولكنك في مرحلة الشباب, لم تلتزم بهذه التربية, ارتكبت أخطاء لم تكن راضيا عنها, عشت في صراع بين سلوكك وتربيتك الدينية, وبدلا من أن تراجع نفسك, وتعترف بأنك شريك متضامن في أي معصية ترتكبها, تفرغت لتوزيع الاتهامات علي الفتيات. وأراد الله أن يلفت انتباهك إلي أنك قد تشرب من نفس الكأس, فخطبت فتاة, أراد الله أن يكشف لك حقيقتها قبل أن تتورط وتتزوجها, وبدلا من أن تشكره علي نعمته وتتوب إليه, أعلنت عن فقدان ثقتك في كل الفتيات, فيما الحقيقة أنك غير واثق في نفسك, ولا في توبتك, لأنه إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه, وها أنت عندما ذهبت من جديد لخطبة فتاة طيبة من أسرة محترمة, كنت حريصا علي الذهاب إلي ما يريبك, وهي صغيرة السن, بحكم فترة الخطبة الطويلة, والثقة فيك وفي أنها ستتزوجك حتما, فرطت فيما لا تحب ولاترضي, فكان بكاؤها وندمها, لأنها كانت تقصد إرضاءك وأنت الأكبر صاحب الخبرة.
ما فعلته زوجتك معك أيام الخطبة, كان خطأ منكما ومن أسرتيكما التي سمحت لكما بفرص تتيح هذا الخطأ, ولكنه لايستحق أبدا أن تدمر حياتك وتشك في أم طفلتك بلا أدني مبرر, فليس معني وجود امرأة خائنة أورجل خائن, أن كل النساء والرجال خائنين. ولتسمح لي هل يمكن أن تشك في أمك أو شقيقتك؟
الشك ياصديقي يقتله اليقين, واليقين الأولي الآن أن تتأكد وتعلن توبتك, فإذا أيقنت أنك إنسان صالح غير خائن ولا آثم, وقتها فقط لن تشك في زوجتك حبيبتك. ولن تغرق نفسك في خيالات وأوهام قصص وحكايات الآخرين, فهناك مثلها قصص عن شرفاء وأتقياء, أحسب أن زوجتك منهم, فاعتصم بالله واستمتع بمابين يديك من سعادة ولاتستسلم لوسوسة الشيطان الذي يريد أن يحول استقرارك إلي جحيم. وأدعوك أيضا إلي التحدث ببعض الصراحة مع زوجتك عن فترة الخطبة واسمع منها إحساسها عن تلك الفترة وستكتشف أنها لم تكن لتفعل هذا أبدا لولا ثقتها في أنك كنت ستصبح زوجها.
إن الشك ياعزيزي قاتل بلا ثمن, فلا تستأجره, وقم صل مع زوجتك جماعة في البيت, وانفض عنك ظنونك, فالحياة أقصر من أن نضيعها في الشكوك. ونفرط في سعادة سهلة ومتاحة من أجل أوهام وخيالات.. وإلي لقاء بإذن الله.
وحتي لا أطيل عليك فبالرغم من نشأتي الدينية تعرفت علي عدة فتيات أثناء مرحلة الثانوية ومرحلة الجامعة وللأسف كن جميعهن مستهترات ولا خجل لديهن ولا حياء حتي أنه كانت منهن المخطوبة والتي لا تتورع أن تصادق شبابا دون علم خطيبها, إلي أن تعرفت علي زميلة لي في الكلية وأنا في السنة قبل النهائية من التخرج وكنت ألاحظ أن هذه الزميلة ليست ممن تقيم علاقات مع غيرها من الزملاء وكانت بيننا نظرات متبادلة فشعرت بحب واطمئنان من ناحيتها وكانت نظراتها الصامتة لي دافعا لأن أفاتحها في مشاعري, وقد كان, ونمت العلاقة بيننا ولكنها لم تتعد كلمات الحب البريئة من كلينا لتحفظها الشديد, وقد أرجعت ذلك لتربيتها الحسنة. مما زاد من تمسكي بها وعزمت بداخلي علي أن أقطع جميع علاقاتي بالفتيات الأخريات حفاظا علي مشاعر حبيبتي, ولا أدري هل ستصدقني أم لا إذا قلت لك أن كل هذه البراءة والطهر والعفاف كان مجرد قناع تخفي به غشها وخداعها فقد كانت أذكي من غيرها من مثيلاتها من البنات حيث كانت تقيم علاقاتها خارج أسوار الجامعة حتي تحافظ علي صورتها واكتشفت ذلك بالمصادفة.
وقطعت علاقتي بها فورا وفقدت ثقتي في أي فتاة وترسخت بداخلي أن كل الفتيات طبعهن الخيانة والخداع, طويت هذه الصفحة من حياتي إلي أن تعرفت علي زوجتي الحالية في العمل, وبدأت ثقتي من جديد تعود في الجنس اللطيف بعد أن لمست منها تدينا وأدبا ملحوظا فتقدمت لخطبتها واستمرت فترة الخطبة خمس سنوات. كانت أول أربع سنوات فيها من أسعد سنين عمري وزاد تعلقنا ببعض, وللأسف رغم تدينها وأخلاقها تخطت علاقتنا في بعض المرات الخطوط الحمراء أحيانا في لحظات ضعف مني أو منها أو منا نحن الاثنين, وكانت كل مرة تبكي ندما علي ما حدث وتحدثني بأن الله سيعاقبنا بسبب تهاوننا في حدوده وكنت أعدها بأن هذا لن يتكرر ثانية ونتجه إلي الله ونبتهل إليه ونستغفره وندعوه أن يهدينا ويغفر لنا.
ووجدتني وقد أصبحت شخصا آخر. أحيانا أحبها بشدة وأحيانا أسخط عليها بيني وبين نفسي لتساهلها معي وأتمني بداخلي لو كانت نهرتني ولم تضعف أمامي حتي لا تعود صورة الفتاة اللعوب مرة أخري لمخيلتي, ووجدتني أسترجع كل الأفلام التي تحدثت عن الخيانة وكل القصص التي تنشر عن خيانة الزوجات. قد تسألني لماذا أتممت زواجي بها؟ سأقول لك اني رغم كل ما أعانيه من صراع بداخلي أحبها بشدة ولا أتخيل الحياة بدونها, هذا بالاضافة اني لم أشهد عليها أي سوء قبل الزواج سوي التجاوزات التي حدثت بيننا وقد أجبرتها علي الانقطاع عن العمل بعد الزواج بحجة تفرغها لبيتها ولزوجها
ذلك لسد جميع الثغرات التي ممكن أن تجعلني أشك بها وبالرغم من ذلك يا سيدي لا يهنأ لي جفن وأصبحت لا أستطيع التركيز في عملي حتي استاء مني رؤسائي وهددوني بالفصل إذا استمررت علي هذه الحالة. فإذا اتصلت بها من العمل ووجدت التليفون مشغولا جن جنوني وأحيانا كثيرة أعود إلي البيت فجأة بحجج واهية. وأنا بداخلي يقين اني سأجدها مع رجل, ومرة أخري تتوارد إلي جميع قصص خيانات الزوجات وأتخيل نفسي مكان أحد هؤلاء الأزواج المخدوعين, وأصل البيت فأجدها إما أنها نائمة أو ترعي طفلتنا وإذا أتيت في أي مرة ووجدتها غير موجودة يجن جنوني.
حتي تأتي من الخارج فأجدها قد ذهبت لتشتري بعض حاجيات المنزل. كل هذا يا سيدي وأنا لم أصارحها بما يعتمل في صدري حتي لا أجرح مشاعرها, ولأني علي يقين أن العيب في أنا وليس فيها لا أدري هل هو عقاب علي علاقاتي وأنا شاب في مقتبل العمر, رغم أنها كانت كلها علاقات لا تتعدي الخروج أو التنزه والمكالمات التليفونية. أرجوك يا سيدي لا تستهن برسالتي ربما أجد عندك ما يطفيء لهيب صدري, فلم أعد قادرا علي الاستمرار, بهذه الصورة ولا أستمتع بأي شيء جميل في الحياة. وأنتهزها فرصة وأنصح كل فتاة بألا تتساهلي مع خطيبك أو حبيبك مهما حدث ومهما شعرت أن تساهلك معه سيرضيه ويبقيه بجوارك. فما تفعلينه يترك أثرا سيئا بداخله عنك حتي لو لم يظهره لك.
{ سيدي.. نعم العيب فيك وليس في زوجتك أم طفلتك, ولكن قبل أن أفكر معك بصوت مرتفع, يهمني أن ألفت انتباهك إلي أهمية توجهك إلي طبيب نفسي, إذا لم تجد في نفسك تغييرا بعد حوارنا, فقد يكون شكك مرضيا ويستدعي ماهو أكثر من الحوار عبر هذه المساحة المحدودة.
لقد نشأت ياعزيزي في أسرة طيبة متدينة, رباك والداك علي طاعة الله ورسوله, ولكنك في مرحلة الشباب, لم تلتزم بهذه التربية, ارتكبت أخطاء لم تكن راضيا عنها, عشت في صراع بين سلوكك وتربيتك الدينية, وبدلا من أن تراجع نفسك, وتعترف بأنك شريك متضامن في أي معصية ترتكبها, تفرغت لتوزيع الاتهامات علي الفتيات. وأراد الله أن يلفت انتباهك إلي أنك قد تشرب من نفس الكأس, فخطبت فتاة, أراد الله أن يكشف لك حقيقتها قبل أن تتورط وتتزوجها, وبدلا من أن تشكره علي نعمته وتتوب إليه, أعلنت عن فقدان ثقتك في كل الفتيات, فيما الحقيقة أنك غير واثق في نفسك, ولا في توبتك, لأنه إذا ساء فعل المرء ساءت ظنونه, وها أنت عندما ذهبت من جديد لخطبة فتاة طيبة من أسرة محترمة, كنت حريصا علي الذهاب إلي ما يريبك, وهي صغيرة السن, بحكم فترة الخطبة الطويلة, والثقة فيك وفي أنها ستتزوجك حتما, فرطت فيما لا تحب ولاترضي, فكان بكاؤها وندمها, لأنها كانت تقصد إرضاءك وأنت الأكبر صاحب الخبرة.
ما فعلته زوجتك معك أيام الخطبة, كان خطأ منكما ومن أسرتيكما التي سمحت لكما بفرص تتيح هذا الخطأ, ولكنه لايستحق أبدا أن تدمر حياتك وتشك في أم طفلتك بلا أدني مبرر, فليس معني وجود امرأة خائنة أورجل خائن, أن كل النساء والرجال خائنين. ولتسمح لي هل يمكن أن تشك في أمك أو شقيقتك؟
الشك ياصديقي يقتله اليقين, واليقين الأولي الآن أن تتأكد وتعلن توبتك, فإذا أيقنت أنك إنسان صالح غير خائن ولا آثم, وقتها فقط لن تشك في زوجتك حبيبتك. ولن تغرق نفسك في خيالات وأوهام قصص وحكايات الآخرين, فهناك مثلها قصص عن شرفاء وأتقياء, أحسب أن زوجتك منهم, فاعتصم بالله واستمتع بمابين يديك من سعادة ولاتستسلم لوسوسة الشيطان الذي يريد أن يحول استقرارك إلي جحيم. وأدعوك أيضا إلي التحدث ببعض الصراحة مع زوجتك عن فترة الخطبة واسمع منها إحساسها عن تلك الفترة وستكتشف أنها لم تكن لتفعل هذا أبدا لولا ثقتها في أنك كنت ستصبح زوجها.
إن الشك ياعزيزي قاتل بلا ثمن, فلا تستأجره, وقم صل مع زوجتك جماعة في البيت, وانفض عنك ظنونك, فالحياة أقصر من أن نضيعها في الشكوك. ونفرط في سعادة سهلة ومتاحة من أجل أوهام وخيالات.. وإلي لقاء بإذن الله.