قرأت رسالة( قاتل بلا ثمن) لمحاسب شاب متزوج منذ عام ونصف العام ورزق بطفلة يعتبرها كل حياته, اختلطت عليه الأمور نتيجة فقدانه الثقة في أي فتاة لأنه خالط العديد منهن منذ دراسته بالمرحلة الثانوية, حيث اكتشف زيفهن وخداعهن إلي أن رزقه الله بفتاة لم يشهد عليها أي سوء قبل الزواج سوي التجاوزات التي حدثت بينهما فترة الخطبة, لذلك هو دائم الشك فيها.. وينصح كل فتاة بألا تتساهل مع خطيبها أو حبيبها مهما حدث, فمهما شعرت الفتاة بأن تساهلها معه سيرضيه ويبقيه بجوارها لكنه يترك أثرا سيئا بداخله عنها حتي لو لم يظهره لها( بالطبع يتحدث عن نفسه وتجربته حيث يعممها علي الآخرين), ويسأل كيف ينجو من شكه في زوجته الذي هو قاتل بلا ثمن؟ بالطبع نصيحة هذا الشاب لكل فتاة يجب أن تلقي اهتماما خاصا من الأسر بحيث لا تترك الحبل علي الغارب, بل تضع ضوابطا تحكم هذه العلاقة, ولا أدري كيف يضع نفسه مقام( القاضي) ليحاكم فتاته التي أحبته بإخلاص وسلمته قلبها وفي لحظة ضعف خضعت وهو معها لضعفهما الإنساني.. لم يضع نفسه معها في قفص الاتهام( هي المدانة فقط) وهو البريء, أما المسكينة عديمة الخبرة والتجارب وفي غياب رقابة الأسرة ويجلس أمامها حبيبها زوج المستقبل فهل يا تري من يكون ثالثهما؟ وبدلا من أن يستغفر ربه ويتوب إليه ويأخذ بيدها نجده يضع لافتة سوداء عنوانها( الشك يا حبيبي) كم هي كثيرة الأحكام الخاطئة, التي نطلقها علي أناس باندفاع ومن دون تبصر, ثم نكتشف غالبا أننا مخطئون.
إن الشك شعور عفوي.. تلقائي لايمكن التحكم فيه وحين يتلبسك لاتستطيع السيطرة علي نفسك, وتصرفات الشكاك تعود في الأصل إلي تصرفاته غير المنطقية في ماضيه( الشخصي) وإلي الظروف التي اختار فيها زوجته, فعندما يكون الرجل( لعوبا) فإنه يتخيل أن كل الرجال مثله ويشعر دائما أنهم خطر يهدد بيته, وقد يصيب زوجته تماما كما فعل هو مع( النساء) اللاتي عرفهن في ماضيه, والشك المستمر قد يغري الزوجة إذا كانت ضعيفة النفس والإيمان بارتكاب الإثم, نكاية في زوجها الذي يزعجها بشكوكه, لأن الثقة, لاتولد إلا ثقة والريبة لا تولد إلا ريبة.
ومما هو جدير بالذكر أن شخصية الزوجة نفسها قد تلعب دورا مهما في تأجيج غيرة الزوج المتطرفة, التي تلامس حدود الشك( فالمرأة ذات الشخصية الهستيرية) التي تبالغ في إظهار محاسنها وتستمتع إلي حد ما بنظرات الإعجاب التي تتلقاها من هنا أو هناك سواء أكانت سعت إلي ذلك بوعي أم دون وعي تؤجج نار الغيرة والشك عند الزوج, خاصة إذا كان لديه استعداد نفسي لذلك, إذ انه يري العالم بمنظومة فكرية خاصة, فالشخص تتكون لديه تبعا لظروف تربيته والأحداث التي تمر به نظرية في الحياة أو منظومة مثل( النساء خائنات) ويتصرف طبقا لهذه المنظومة, فإذا صادف في بعض مغامراته العاطفية قبل الزواج ما يعزز نظريته, فإن ذلك سوف ينطبق بلا شك علي علاقته بزوجته. أيضا عدم ثقة الزوج بنفسه وإحساسه بالدونية تجاه المرأة التي ارتبط بها, حيث يسارع إلي الشك في تصرفاتها لشعوره بأنها يمكن ان تنجذب إلي من هو أكثر منه رجولة وجاذبية, وبالطبع لابد أن يلجأ هذا النوع من الأزواج إلي طبيب مختص فورا لأن الشك يحطم الحياة الزوجية, ولا ننسي أن عبء إصلاح شخصية الزوج الشكاك يقع علي عاتق الزوجة أيضا, فهي التي يمكن ان تعيد إليه ثقته بنفسه وإحساسه برجولته.
وما أكثر المشكلات التي تواجهنا, تحتاج الي التريث والهدوء, لا إلي الصراخ العنف, وفيما يروي عن الحكيم( يوجين) أنه التقي ذات يوم الاسكندر المقدوني فحاول إقناعه بسخف مطامعه, وأنه لا جدوي من الحروب والغزوات, فسأله: ماذا تنوي ان تفعل بعد ان تغزو اليونان؟ فقال سأغزو بلاد الفرس), فسأله وماذا بعد الفرس؟) قال مصر), فسأله وماذا بعد مصر؟) قال سأغزو العالم), وعاد الحكيم يسأله وماذا بعد أن تغزو العالم؟) رد الاسكندر عندئذ سأستريح واستمتع بالحياة) فما كان من الحكيم إلا أن قال له: ولماذا إذن لا تستريح وتستمتع بالحياة من الآن؟, والسعادة ليست في طلب المستحيل, ولا في تعقيد الأمور, فالعمر أقصر من أن نضيعه في ذلك, وكل مشكلة ولها حل ما عدا الموت!
صديق بريد الجمعة ـ حلمي السلاب
* استوقفني كثيرا ما جاء في تعليقك علي كلام صاحب رسالة الطيف الجميل عن صاحب المصنع الذي يفاجئك كل يوم بجملة أرجوك اطلب ما تشاء, فهذه ليست أموالي, إنها أموال الله التي أئتمني عليها اذ رأيت في هذه العبارة فهما صحيحا لقول الله ـ عز وجل ـ في حق الأغنياء علي معاونة إخوانهم المحتاجين.. وأتوهم من مال الله الذي آتاكم..( النور33),.. وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه..( الحديد7) يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم..( سورة البقرة254).
* نماذج الخير والعطاء التي ذكرها صاحب الرسالة تؤكد قول الرسول ـ صلي الله عليه وسلم: الخير في وفي أمتي إلي يوم القيامة.. فكل من أخلص في الدعوة إلي الخير لقي استجابة ومعاونة من أهل الخير ـ مسلمين ومسيحيين ـ مادام يقصد بالعون والمساعدة كل محتاج من عنصري الأمة.
ولقد سمعت خطيب الجمعة في منتصف شهر رمضان ـ يذكر هذا التوجيه النبوي, وهو يذكر من يكررون الحج والعمرة بأن الأعظم أجرا عند الله أن ينفقوا تكاليف الحج أو العمرة في مساعدة المرضي والأيتام, وطلاب العلم, والعاجزين عن إعفاف أنفسهم بالزواج.
من أوجه الخير التي بدأها بعض الأخيار, فعلا, أن يتصدق كل مقدم علي الزواج من القادرين بـ(5%) من تكاليف الزواج لمساعدة العاجزين عن إتمام زواجهم من الفقراء والكادحين تقربا الي الله.
* في حفلات الزفاف إسراف ملحوظ, ومظاهر كاذبة لا جدوي منها, وكم أتمني أن يتذكر أصحاب هذه الحفلات مد يد العون بجزء من هذه التكاليف للفقراء والأيتام العاجزين عن ضروريات الزواج.
* الدكتور عادل قاسم راعي قافلة شعاع الخير في جامعة الزقازيق ضرب مثلا عمليا لأن تكون الجامعة في خدمة المجتمع, اذ ضمت قافلته المباركة عددا كبيرا من الطلاب والطالبات اجتمعوا علي حب الخير, وتعاونوا في إخلاص علي خدمة بلدهم الحبيب بمعاونة البائسين من أبنائه. وهذه ترجمة واقعية لروح الانتماء الوطني, وصورة حية للصلاح والإصلاح الذي ننشده ونتطلع اليه.
إن الشك شعور عفوي.. تلقائي لايمكن التحكم فيه وحين يتلبسك لاتستطيع السيطرة علي نفسك, وتصرفات الشكاك تعود في الأصل إلي تصرفاته غير المنطقية في ماضيه( الشخصي) وإلي الظروف التي اختار فيها زوجته, فعندما يكون الرجل( لعوبا) فإنه يتخيل أن كل الرجال مثله ويشعر دائما أنهم خطر يهدد بيته, وقد يصيب زوجته تماما كما فعل هو مع( النساء) اللاتي عرفهن في ماضيه, والشك المستمر قد يغري الزوجة إذا كانت ضعيفة النفس والإيمان بارتكاب الإثم, نكاية في زوجها الذي يزعجها بشكوكه, لأن الثقة, لاتولد إلا ثقة والريبة لا تولد إلا ريبة.
ومما هو جدير بالذكر أن شخصية الزوجة نفسها قد تلعب دورا مهما في تأجيج غيرة الزوج المتطرفة, التي تلامس حدود الشك( فالمرأة ذات الشخصية الهستيرية) التي تبالغ في إظهار محاسنها وتستمتع إلي حد ما بنظرات الإعجاب التي تتلقاها من هنا أو هناك سواء أكانت سعت إلي ذلك بوعي أم دون وعي تؤجج نار الغيرة والشك عند الزوج, خاصة إذا كان لديه استعداد نفسي لذلك, إذ انه يري العالم بمنظومة فكرية خاصة, فالشخص تتكون لديه تبعا لظروف تربيته والأحداث التي تمر به نظرية في الحياة أو منظومة مثل( النساء خائنات) ويتصرف طبقا لهذه المنظومة, فإذا صادف في بعض مغامراته العاطفية قبل الزواج ما يعزز نظريته, فإن ذلك سوف ينطبق بلا شك علي علاقته بزوجته. أيضا عدم ثقة الزوج بنفسه وإحساسه بالدونية تجاه المرأة التي ارتبط بها, حيث يسارع إلي الشك في تصرفاتها لشعوره بأنها يمكن ان تنجذب إلي من هو أكثر منه رجولة وجاذبية, وبالطبع لابد أن يلجأ هذا النوع من الأزواج إلي طبيب مختص فورا لأن الشك يحطم الحياة الزوجية, ولا ننسي أن عبء إصلاح شخصية الزوج الشكاك يقع علي عاتق الزوجة أيضا, فهي التي يمكن ان تعيد إليه ثقته بنفسه وإحساسه برجولته.
وما أكثر المشكلات التي تواجهنا, تحتاج الي التريث والهدوء, لا إلي الصراخ العنف, وفيما يروي عن الحكيم( يوجين) أنه التقي ذات يوم الاسكندر المقدوني فحاول إقناعه بسخف مطامعه, وأنه لا جدوي من الحروب والغزوات, فسأله: ماذا تنوي ان تفعل بعد ان تغزو اليونان؟ فقال سأغزو بلاد الفرس), فسأله وماذا بعد الفرس؟) قال مصر), فسأله وماذا بعد مصر؟) قال سأغزو العالم), وعاد الحكيم يسأله وماذا بعد أن تغزو العالم؟) رد الاسكندر عندئذ سأستريح واستمتع بالحياة) فما كان من الحكيم إلا أن قال له: ولماذا إذن لا تستريح وتستمتع بالحياة من الآن؟, والسعادة ليست في طلب المستحيل, ولا في تعقيد الأمور, فالعمر أقصر من أن نضيعه في ذلك, وكل مشكلة ولها حل ما عدا الموت!
صديق بريد الجمعة ـ حلمي السلاب
* استوقفني كثيرا ما جاء في تعليقك علي كلام صاحب رسالة الطيف الجميل عن صاحب المصنع الذي يفاجئك كل يوم بجملة أرجوك اطلب ما تشاء, فهذه ليست أموالي, إنها أموال الله التي أئتمني عليها اذ رأيت في هذه العبارة فهما صحيحا لقول الله ـ عز وجل ـ في حق الأغنياء علي معاونة إخوانهم المحتاجين.. وأتوهم من مال الله الذي آتاكم..( النور33),.. وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه..( الحديد7) يا أيها الذين آمنوا أنفقوا مما رزقناكم..( سورة البقرة254).
* نماذج الخير والعطاء التي ذكرها صاحب الرسالة تؤكد قول الرسول ـ صلي الله عليه وسلم: الخير في وفي أمتي إلي يوم القيامة.. فكل من أخلص في الدعوة إلي الخير لقي استجابة ومعاونة من أهل الخير ـ مسلمين ومسيحيين ـ مادام يقصد بالعون والمساعدة كل محتاج من عنصري الأمة.
ولقد سمعت خطيب الجمعة في منتصف شهر رمضان ـ يذكر هذا التوجيه النبوي, وهو يذكر من يكررون الحج والعمرة بأن الأعظم أجرا عند الله أن ينفقوا تكاليف الحج أو العمرة في مساعدة المرضي والأيتام, وطلاب العلم, والعاجزين عن إعفاف أنفسهم بالزواج.
من أوجه الخير التي بدأها بعض الأخيار, فعلا, أن يتصدق كل مقدم علي الزواج من القادرين بـ(5%) من تكاليف الزواج لمساعدة العاجزين عن إتمام زواجهم من الفقراء والكادحين تقربا الي الله.
* في حفلات الزفاف إسراف ملحوظ, ومظاهر كاذبة لا جدوي منها, وكم أتمني أن يتذكر أصحاب هذه الحفلات مد يد العون بجزء من هذه التكاليف للفقراء والأيتام العاجزين عن ضروريات الزواج.
* الدكتور عادل قاسم راعي قافلة شعاع الخير في جامعة الزقازيق ضرب مثلا عمليا لأن تكون الجامعة في خدمة المجتمع, اذ ضمت قافلته المباركة عددا كبيرا من الطلاب والطالبات اجتمعوا علي حب الخير, وتعاونوا في إخلاص علي خدمة بلدهم الحبيب بمعاونة البائسين من أبنائه. وهذه ترجمة واقعية لروح الانتماء الوطني, وصورة حية للصلاح والإصلاح الذي ننشده ونتطلع اليه.