العدالة الاجتماعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
العدالة الاجتماعية

نبحث عن حل عادل لمشاكل المجتمع لكل شاب وفتاة وزوج وزوجة الخ


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الحي الشعبي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1الحي الشعبي Empty الحي الشعبي الجمعة ديسمبر 21, 2007 12:52 pm

جنة

جنة
Admin

تبدو رسالتي إليك مختلفة كثيرا عن نوعية القضايا والمشكلات التي يتناولها هذا الباب ولكني اخترت ان أرسل إليك لمعرفتي بأن بريد الجمعة يقرؤه الملايين من هذا الشعب‏,‏ وما أتحدث عنه شديد الحساسية ويحتاج إلي عقول متفتحة وقلوب تحب هذا الوطن وتخشي عليه‏,‏ بعد ان أصبح الخطر عليه من أبنائه وليس من أعدائه المعروفين‏.‏

سيدي أنا شاب مسيحي من شبرا عمري يقترب من الثلاثين عشت أيام الطفولة والصبا بين زملائي وأصدقائي في المدرسة والشارع وأنا لا أشعر اني غريب أو خائف‏,‏ تعلمت ان الدين لله ومصر للجميع لم يبتعد عني أصدقائي وجيراني المسلمون لأني مسيحي ولم أشعر يوما ان علي عدم الاندماج معهم لأنهم مسلمون‏.‏

نعم أنا مسيحي وأؤمن بديانتي وأؤدي فروضي ولكن جزءا من تكويني إسلامي احترم هذا الدين وأمارس طقوسه بدون تفكير فأنا أسمع الأذان كل يوم خمس مرات وأسمع القرآن في المسجد وفي التليفزيون‏,‏ أشارك في جنازات المسلمين‏,‏ وأذهب إلي مقابرهم‏,‏ وأحضر عزاءهم‏,‏ أسعد بأعيادهم‏,‏ وأشاركهم فيها‏.‏

لي أصدقاء مسلمون كان أهلي يدفعونني لمصادقتهم لأنهم ملتزمون بفروض دينهم‏,‏ في حين كانوا يحذرونني من بعض أصدقائي المسيحيين لأنهم غير ملتزمين‏.‏

نشأت في هذه الأجواء يا سيدي لا أعرف إلا المحبة ولم أجن إلا المحبة ولكن منذ سنوات قريبة بدأ هذا الإحساس يتسرب من نفسي بعد ان كثرت الخلافات والأزمات بين المسلمين والمسيحيين‏,‏ وأصبحت بطلا رئيسيا علي صفحات الصحف فبدأت استشعر الاحتقان في القلوب‏,‏ تغيرت نظرات من حولي مسلمين ومسيحيين لا أستثني أحدا ولا أريد ان أخوض في تفاصيل ستقود في النهاية إلي مزيد من البعد وأنا لا أسعي من رسالتي إلا إلي عودة المحبة‏.‏

كل شيء يدعو إلي الانعزال‏,‏ حوارات الأصدقاء مملوءة بالمرارة‏,‏ وتبادل الاتهامات‏,‏ وأصبحت حكاية ولد أحب بنتا‏,‏ كل علي ديانة مختلفة دافعا لإشعال النيران‏,‏ واشتباك الأهالي‏,‏ وتدخل الشرطة‏,‏ بل وصلت الأمور إلي حد القتل‏,‏ ولم يعد غريبا ان نسمع عن أقباط المهجر وأقباط الداخل والهجوم علي الكنائس‏,‏ الاضطهاد‏,‏ وغيرها من الكلمات والأفعال التي لم تكن موجودة من قبل‏,‏ وكأننا شعبان نتصارع علي وطن كان يجمعنا تحت مظلته وحمايته‏.‏كل هذا يحدث ولكنه لم يدخل إلي قلبي الخوف‏,‏ نعم تسلل إلي الحزن والقلق‏,‏ ولكن شيئا ما كان يطمئنني بأن الله محبة ومحبته ستجمع أبناء هذا الوطن وستعيد إليهم وعيهم‏,‏ ويفيقون من الطريق المظلم الذي يسيرون فيه‏,‏ إلي ان وقع شيء أمام عيني‏,‏ سرب الخوف إلي قلبي وجعلني استشعر خطرا كبيرا يستحق منا جميعا ان نذهب إلي كلمة عاقلة تجمع ولاتفرق‏.‏

سيدي‏..‏ منذ أيام كنت استقل المترو في طريقي إلي محطة مبارك‏,‏ وفي محطة الدمرداش كان يجلس رجل ملتح يفتح المصحف‏,‏ ويقرأ بصوت مرتفع وعلي الرغم من أنني أري هذا السلوك غير متحضر وفيه تعد علي الآخرين بعيدا عن ديانتهم‏,‏ ويشبه في نظري من يمسك بالموبايل ويتحدث في أمور خاصة بصوت مرتفع‏,‏ فارضا الحوار علي الجميع في مواصلة عامة‏,‏ إلا انني اعتدت هذا المشهد في وسائل المواصلات‏,‏ فلم يعد يثير انتباهي وأراه سلوكا عاما للمصريين‏,‏ يبالغون في إظهار تدينهم بدون ان نري انعكاسا لما يقوله هذا الدين علي سلوكياتهم‏.‏

بينما كان الرجل مستغرقا في قراءة القرآن بصوت مرتفع فوجئنا جميعا بشاب يرفع صوت هاتفه المحمول بترانيم كنسية‏..‏ شاب مسيحي‏,‏ أراد بغباء ان يعبر عن رفضه لفكرة فرض ما يسمعه بدون استئذان‏,‏ وربما أراد ان يقول هو الآخر من حقي كمواطن ان أسمع ما أريد‏.‏

هنا بدأت الهمهمات تعلو في العربة‏,‏ وبدأت أصوات الاعتراض فسارع الرجل الملتحي بالتوقف عن قراءة القرآن‏,‏ فصرخ أحد الواقفين فيه اكمل القراءة هل تتوقف من أجل هذا الـ‏...‏ كلمة من الشاب وكلمة من هنا‏,‏ بدأت معركة من السباب ومحاولة الاعتداء بين كل الأطراف‏,‏ أصابني الشلل ولم أتحرك من مكاني وتسرب إلي خوف شديد لم أشعر به من قبل‏.‏

المهم أكمل لك ما حدث‏,‏ في مبادرة طيبة تحرك الرجل الملتحي إلي الشاب المسيحي ليعتذر له معترفا بأنه أخطأ في سلوكه‏,‏ ولكن للأسف كان الشاب المسيحي في حالة صمم‏,‏ وكأنه لم يفهم تلك البادرة الطيبة‏,‏ فتملكته العصبية والتعصب‏,‏ فأهان الرجل وسبه فما كان من الأخير إلا ان لكمه في وجهه‏,‏ وبدأت المعركة تشتعل من جديد‏,‏ ولم ينقذ الموقف إلا توقف المترو في المحطة التالية‏,‏ فسارع الناس بإنزال الرجل المسلم ومنعوا الشاب المسيحي من الهبوط‏,‏ وكان هذا هو الحل الأسلم والأمثل في مثل هذا الموقف العصيب‏.‏

هبطت من المترو في ميدان التحرير وأحسست بعدم الرغبة في أي شيء جلست علي مقهي أرمي بعيوني وأنا ذاهل وحزين‏,‏ حركة الناس الطيبين أبناء مصر‏,‏ لا أستطيع التفرقة بين المسلم والمسيحي كلنا في الهم كما في الفرح سواء‏.‏

ظللت أسأل نفسي‏:‏ ما الذي يحدث؟ ولماذا؟ ومن المستفيد منه؟ وكيف يمكن ان نعود إلي ما كنا عليه؟ ومن الذي عليه ان يجمعنا مرة أخري؟ كلها أسئلة طاردتني ولم أجد لها إجابة‏,‏ كل ما أعرفه اني مصري‏,‏ وليس لي وطن آخر‏,‏ ولست من أقلية تعيش في مصر‏,‏ بل أنا مواطن لي كل الحقوق‏,‏ حتي لو حاول البعض بجهل تقليصها‏,‏ أشتاق إلي جلسة أصدقائي المسلمين بأمان‏,‏ بدون أن أري في عيونهم اتهامات أو رفضا لي‏,‏ ولا أحب أن أسمع تحذيرات من أبناء ديني للابتعاد عن من أحببتهم‏.‏

ولكني لا أعرف الطريق إلي ذلك‏,‏ فهل يمكن ان تنير هذا الطريق‏,‏ أو تدعو المسئولين من الطرفين لحوار بناء حقيقي‏,‏ بدون صور المصافحات الباهتة والقبلات الباردة التي تطل علينا في الصحف والتليفزيون مع كل أزمة؟

***‏ سيدي‏..‏ أشكرك علي رسالتك الصادقة والكاشفة فالمجتمع الان يعيش حالة من الجهل والتعصب‏,‏ لا أعتقد ان مبررها هو تزايد الإيمان‏,‏ إنماهي نتيجة لأزمات يعيشها المواطن المصري ـ مسلما ومسيحيا ـ ويعجز عن مواجهتها فيتجه ظاهريا إلي التدين‏,‏ والبحث عن نقاط ضعف ينفذ منها ويبدو قويا قادرا علي الانتصار فيما الحقيقة انه يدمر نفسه ويواصل هزائمه‏.‏

ما يحدث ليس تدينا‏,‏ لأن الله سبحانه وتعالي يقول في سورة المائدة لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا‏,‏ ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصاري‏,‏ ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لايستكبرون‏(‏ صدق الله العظيم‏)‏ فالدين الإسلامي يغرس المحبة والمودة‏,‏ والرسول الكريم صلي الله عليه وسلم كان رفيقا بالكفار واليهود‏,‏ والمسيح عيسي بن مريم عليه السلام يقول فاليحب بعضكم بعضا إنها المحبة التي تدعو إليها كل الكتب السماوية والأنبياء والرسل‏,‏ والذين قلوبهم غلف هم الذين لايفهمون المعاني السامية في الأديان‏,‏ ولم يستسلموا إلي الفطرة التي ولدوا عليها‏.‏

القلب المحب ـ يا سيدي ـ يسع الدنيا‏,‏ ولايضيق بالآخر أيا كان دينه أو عقيدته‏,‏ فلو أراد الخالق ان يجعل الناس جميعا تتبع دينا واحدا‏,‏ لكان عليه أمرا يسيرا‏,‏ ولكن بعض الناس يعطون لأنفسهم حقوقا هي لله وحده يهدي من يشاء ويضل من يشاء‏,‏ ولكل ان يختار طريق وصوله إلي الله‏.‏

ليست الأزمة صراعا عقائدا وإنما هي في أحد أوجهها المتعددة غياب الفهم الحقيقي للدين وممارسة التدين كل يفسر حسب هواه‏,‏ ويحاول ان يفرض وان يطبق ما فهمه واستوعبه علي الآخرين‏,‏ ولو كان هذا المجتمع متدينا حقا‏,‏ ما انتشر الفساد‏,‏ وما تراجعت الأمة‏,‏ وماتخلفنا إلي هذا الحد‏,‏ الحقيقة أن التدين الآن ظاهري فقط بدون أن يلمس قلوب الكثيرين‏.‏

الأزمة الحقيقية هي في الظروف الاقتصادية الصعبة‏,‏ في حالة الإحباط التي تعيشها قطاعات متعددة‏,‏ مشكلات واعتصامات وإضرابات في المصانع كما في هيئات التدريس‏,‏ في القري والجزر كما هي في المدن‏.‏

اعتقد ان هذه الحالة من الإحباط واليأس لفئات كثيرة من المجتمع بمسلميه ومسيحييه هي التي منحت الفرصة لظهور هذه النتوءات علي وجه الوطن‏,‏ الذي أصبحت مناعته ضعيفة وتحتاج إلي مقويات عاجلة‏.‏

إن ما حدث في المترو‏,‏ وما حدث في إسنا وغيرها من النيران التي تشتعل لأسباب واهية وتافهة جرس إنذار‏,‏ فقد تنجح الحكومة في حل المشكلات الاقتصادية‏,‏ وتحل مشكلات الإسكان‏,‏ وترفع الظلم عن المظلومين‏,‏ ولكن نيران الفتنة لو اشتعلت بين أبناء الوطن لن يستطيع أحد ان يطفئها‏,‏ لذا أتمني ان يكون هناك حوار صادق بين عقلاء هذه الأمة بعيدا عن كاميرات الصحافة والتليفزيون لفهم ما يحدث وبحث كيفية مواجهته‏,‏ وإعادة الوئام إلي أبناء الوطن بدون تحديد ديانتهم‏,‏ فسوف يذهب الجميع وتبقي مصر دائما هي وطن المحبين وإلي لقاء بإذن الله‏.
الحي الشعبي Posthed

الحي الشعبي




{‏ أنا فتاة أبلغ من العمر‏24‏ عاما علي قدر كبير من الأخلاق والالتزام والتدين والجمال‏,‏ نشأت في أسرة متحابة‏,‏ يحترم كل منهم الآخر بأفكاره وطباعه وإن لم نتفق‏.‏

فأبي رجل فاضل ذو مركز مرموق وعصامي بني نفسه باجتهاده وطموحه‏,‏ يشهد له الجميع بخلقه وصلاحه وهو في عائلتنا يسمي كبير العائلة يؤخذ برأيه في كل كبيرة وصغيرة‏.‏

وأمي سيدة فاضلة مثقفة ربة منزل تفرغت لتربيتي أنا وأخوتي ولكني أسكن في منطقة شعبية نعم منطقة شعبية هذه هي المشكلة ولكنها ليست مشكلتي بل مشكلة الآخرين‏.‏ كنت في السنة الأخيرة في الجامعة تعرفت من خلال زملائي علي زميل لنا وكان علي قدر كبير من الالتزام وحسن الخلق بشهادة الجميع ولفت نظري طبعه الهادئ وتفكيره العاقل في كل الأمور‏,‏ فبعد تخرجنا لم أعد أعرف أخباره إلا بين الحين والاخر باتصاله ليطمئن علي أخباري أو بإرسال رسالة تهنئة بمناسبة ما وأعجبني سلوكه وأخلاقه المهذبة والتي أصبحت نادرة‏,‏ وجاء الوقت الذي طلب مني الارتباط فوافقت وتم تحديد ميعاد مع والدي فتعرف عليه وتحدث معه في كل حياته ومستقبله واتفقنا علي زيارة والديه لنا ليتكلموا في تفاصيل الزواج‏.‏

وجاء اليوم الذي زارونا فيه فرأيت ما لم أكن أتوقعه والده مستاء من زحام الطريق وقال لوالدي إنها مشكلة الأماكن الشعبية‏,‏ فأحسست من والده بنظرة متعالية إلي حد ما‏,‏ وما أثار قلقي انه لم يتكلم مع والدي في شئ علي الإطلاق بل تحدثوا في أمور أخري ليس لها علاقة بالزواج حتي شعرت بدهشة أبي وأمي حتي انصرفوا‏.‏

ماذا حدث نحن لم نفعل شيئا بل رحبنا بهم علي أكمل وجه وعرفت بعد ذلك ان سبب الرفض هو انني أسكن في منطقة شعبية وأن رأي والدته ان الفتيات في تلك المناطق يتصفن بالجرأة الشديدة وأنهن كما تقول بيبقوا عارفين كل حاجة ما هذا؟ هل أصبحت تقاس أخلاق الفتاة بالمكان الذي تيعش فيه؟ هل معني ذلك ان التي تسكن في جادرن سيتي أفضل أخلاقا من التي تسكن في العجوزة؟ أين النظر إلي تدين الفتاة؟ وأين النظر إلي خلقها؟ وأين النظر إلي أخلاق وثقافة أهلها‏...‏ وأين وأين وأين؟

لقد صدمت بعقول مازالت متحجرة تحكم علي الصورة من خارجها كم من اناس تعيش في أفضل الأماكن ولكنها أردأهم سلوكا أنا أعني ان المكان ليس مقياسا للأخلاق أو للحكم علي الآخرين‏.‏

هذا بالرغم من انني أسكن في موقع متميز في هذا الحي الشعبي وبالرغم من ان لدينا مكانا آخر في حي راق كما يقال في إحدي المدن الجديدة ولقد عرضت علي هذا الشخص ان يأتي بوالديه إلي هناك ولكنه رفض وقال لي‏:‏ إنهم جايين لأصحاب البيت مش جايين للبيت‏,‏ هذا عني‏..‏ فماذا عن كل فتاة لا تستطيع ان تسكن في مكان آخر هل تصبح أسيرة لتلك الأفكار‏,‏ أو انه حفاظا لكرامتها وكرامة أهلها لا تتزوج إلا ممن يسكن في حي مناسب لها‏!‏ لا أعرف ماذا أقول؟ ولكني ادعوالله عز وجل ان يعوضني خيرا وأقول لوالدي اني أحبكما من كل قلبي وأشكر ما فعلتماه من أجلنا وجزاكماالله عنا خيرا‏.‏

**‏ سيدتي‏..‏ كنا قديما عندما نريد أن نختصر الصفات الطيبة في انسان‏,‏ مهما كانت الطبقة التي ينتمي اليها‏,‏ نقول انهابن بلد‏,‏ وأبناء البلد دائما ينتمون إلي المناطق الشعبية‏.‏ لذا فإن نظرة اسرة هذا الشاب اليكم من خلال المنطقة التي تسكنون فيها‏,‏ نظره سطحية‏,‏ لم تستطيع النفاذ‏,‏ الي تماسك اسرتك‏,‏ ورقي فكرها‏,‏ وكفاح والدك الذي أوصله إلي مركز مرموق‏,‏ ولا إلي اللغة الراقية التي تجمع بينكم‏.‏ مثل هذا التفكير وأصحابة لايستحقون ان نحزن عليهم او نغضب منهم‏,‏ بل نشفق عليهم‏,‏ ونحمدالله اننا لم نخدع فيهم ونكتشف اسلوب تفكيرهم ومنطقهم الضيق في النظر الي الحياة بعد فوات الاوان ايضا هذا الشاب الذي قال لك كلاما يبدو انه لايؤمن به‏,‏ لايستحق الحزن علي فراقه‏,‏ فهو ضعيف الشخصية‏,‏ لم يصمد أمام رؤية والديه‏,‏ استسلم لهما‏,‏ وضحي باختياره‏,‏ تحياتي لك ولوالديك اللذين احسنا تربيتك أنت وأخوتك‏,‏ وسيعوضك الله خيرا مما فقدت‏,‏ المهم الا تتغير قناعاتك‏,‏ مهما وجدت من قلوب وعقول مظلمة‏



مقبرة البنات



أنا صاحبة رسالة اختيار العمر والتي اشكرك علي سرعة استجابتك ونشرها وشعرت بقدر كبير من التفاؤل والثقة بالنفس والاصرار علي إكمال الطريق الذي بدأته‏.‏

كنت اشكو لك فيها من ظلم والدة حبيبي وحكمها علي بسبب سني واقترابي من الثلاثين عاما والذي هو نفس عمر ابنها‏..‏ نصحتني بأن أتمسك به وأن اقاوم‏,‏ ولكن يبدو ان الاحوال لا تتحسن‏,‏ حيث استمرت والدته كما هي ترفضني‏,‏ وكلما زاد اصراره ازداد رفضها وقد سمعت كلاما لا استطيع أن تتخيل مدي جرحي ومدي تأثري الشديد منه حيث قالت‏:‏ لا أصلح كزوجة‏,‏ حيث لم يبق لي سوي سنوات قليلة وأصير عجوزا‏!!‏ وإن النساء تشيخ قبل الرجال وهي تخاف علي ابنها من ان يدفن شبابه معي‏!!‏ وأنه لن يمر أكثر من خمس سنوات وسيشعر بالندم وسيبحث بنفسه عن زوجة أكثر شبابا مني‏!!‏ وان فرصتي في الانجاب أوشكت علي الانتهاء بمجرد بلوغي‏35‏ عاما‏,‏ لقد حزنت واهتزت ثقتي بنفسي فهل حقا النساء تشيخ قبل الرجال؟ وانني فقدت كل فرصي في أن تكون لي حياة أحياها كأي بنت طبيعية‏,‏ وهل كل البنات اللاتي تحظين سن الثلاثين ووصلن حتي الخامسة والثلاثين ولم يأذن الله بأن يتزوجن انتهت حياتهن‏

‏ ولابد من ان يتم دفنهن في مقبرة جماعية؟ وكأننا شر لابد من التخلص منه وكأننا السبب في الوصول لهذه السن دون زواج‏!!‏ أنا الآن أتساءل وأريد إجابات واضحة تريحني من ذلك الفكر الذي يفتك بعقلي‏.‏ هل استسلم واتوقف عن التمسك به؟ ولا أحارب ولا أسبح ضد التيار‏,‏ ضد إرادة والدته وارادة المجتمع وتلك الأفكار البالية القديمة؟ لقد عفت نفسي الطعام وهزلت وذبلت وشحب لوني وكأني مريضة منذ زمن واسأل نفسي أليس من حقي أن افكر في الارتباط وماذا يعيبني؟ لماذا يصر بعض الناس علي أن تجرح مشاعر الآخرين؟ وان تداس علي أحاسيسهم؟ وفي النهاية ادعو الله اللهم ارضني بما يرضيك وصبرني واعني علي ما أنا فيه‏.‏

**‏ لا يا عزيزتي لا تيأسي ولا تستسلمي لمثل هذا الكلام المتخلف الذي يعكس عقلا متحجرا وقلبا مغلقا‏,‏ فلو كانت لمثل هذه الأم ابنة في مثل عمرك ولم تتزوج لظروف يعرفها الجميع‏,‏ وخارجة عن ارادة أي شخص‏,‏ ما جرؤت ان تجرحك بمثل هذه الكلمات‏,‏ ولكرهت اي شخص يتفوه بها‏.‏

ان سنك يشاركك فيها الكثيرات من بنات مصر‏,‏ بعد أن ارتفع سن الزواج بسبب الظروف الاقتصادية‏,‏ وتأخر الشباب لضعف امكاناتهم في التقدم للزواج‏,‏ والذي يشيخ رجل أو امرأة هو صاحب القلب الميت الذي لا يعرف كيف يسعد بأيامه ويسعد الآخرين‏,‏ وما تقوله تلك السيدة عن الانجاب كلام يعكس جهلا عميقا بحقائق علمية تؤكد أن المرأة يمكنها ان تنجب بسهولة حتي سن الأربعين‏.‏ لا أريد أن أفند كلام هذه الأم التي تقتل حلم ابنها ورغبته في الارتباط بمن يحث معتقدة انها تختار له السعادة بينما تقوده الي الحزن والفشل أقول لك مرة ثانية اذا كان هذا الشاب محبا لك متمسكا بك‏,‏ فواصلي دفاعك عن حقك في الارتباط بمن أحببته ولا تجعلي كلمات خاطئة تحبطك وتسلمك لليأس‏.‏
الحي الشعبي Posthed
اسالكم الدعاء لى الله يرضى عنى

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى