مرتضي منصور بعد الإفراج عنه:
بكيت كثيرا عندما سألتني حفيدتي: لماذا لاتعود معنا إلي البيت؟
بكيت كثيرا عندما سألتني حفيدتي: لماذا لاتعود معنا إلي البيت؟
أجري الحوار: إبراهيم سنجاب | |||||
حياته معركة دائمة مع خصومه, سواء في العمل السياسي باعتباره عضوا سابقا بمجلس الشعب أو الرياضي باعتباره رئيسا سابقا ايضا لنادي الزمالك.. ومنذ ظهوره علي سطح الحياة في مصر حتي أصبح هدفا لجميع وسائل الاعلام المصرية والعربية بل والاجنبية أحيانا! محبوه بالغوا في تأييدهم له حتي أنشأوا موقعا علي شبكة الانترنت بعنوان عشاق مرتضي منصور, أما أعداؤه فاتهموه دائما بالسب والقذف, فأصبح مادة خصبة للمجالس الخاصة حتي وصل الأمر أخيرا الي ساحات المحاكم فحكم عليه بالسجن لمدة عام بتهمة سب المستشار السيد نوفل في مكتبه.. ووسط المئات من أعضاء نادي الزمالك وأبناء دائرته أتميدة بالدقهلية.. التقيته حيث بدا سعيدا بكاميرات القنوات الفضائية التي تسجل معه.. كمابدا أنه لم يتغير كثيرا حيث أصر علي عودته لنادي الزمالك وكرر مواقفه من رؤساء النادي السابقين وفاجأني بقوله لقد كنت أسيرا ولم أكن مسجونا, وبدأ الحوار بقوله الحمد لله علي نعمة الصبر والثبات فقد دخلت السجن ملتزما دينيا وبعد دخولي زاد التزامي وايماني بالقضاء والقدر.. وفي حواري معه الذي استمر لمدة ساعتين لم يتراجع عن مواقفه المعروفة من الناس والقضايا والحياة. * سألته هل أغلق ملف القضية التي سجن بسببها؟ - وأجاب رغم قسوة الأيام التي عشتها بعيدا عن أبنائي وأحفادي, ومرارة الصبر علي الأيام طوال9 أشهر كاملة, واستعدادي لتنفيذ عقوبة السجن مرة أخري اذا شهد المستشار سيد نوفل أنه رأني أو سمعني بنفسه أسب أو أقذف احدا.. إلا أنني أقول لقد انتهت القضية تماما بالافراج عني اليوم الاأنني سأواصل اجراءات النقض في المحاكم وفقا للقانون وأضاف في ثقة انها المرة الوحيدة التي يؤكد فيها الجميع مهما كانت انتماءاتهم أنني برئ.. واحترامي للقضاء المصري غير قابل للمزايدة فحياتي كلها في المحاكم والنيابات وقد كنت قاضيا سابقا. * هل فوجئت بالافراج عنك اليوم؟ - رغم أنني قضيت9 أشهر باليوم خلف قضبان السجن ووفقا لقانون السجون تحتسب السنة9 أشهر.. فقد فوجئت فعلا بخروجي اليوم.. لكن المفاجأة الحقيقية أنني كنت استحق العفو الرئاسي في6 أكتوبر الماضي حيث كنت قد قضيت أكثر من نصف المدة.. أوبعدها بأربعة ايام بمناسبة عيدالفطر.. إلا أنه تم شطب اسمي من الكشوف بالمخالفة لقرار الرئيس حسني مبارك وأضاف: لقد أمر الرئيس بالتحقيق في المذكرة التي تقدمت بها لسيادته وأمر بتطبيق العفو الرئاسي علي الجميع دون استثناء, ولهذا اعتبر ان خروجي اليوم مفاجأة لمن أرادوا بقائي في السجن مدي الحياة وليس سنة واحدة!, وبالمناسبة أود أن أؤكد ان اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية, قد عرض موقفي القانوني بمنتهي الأمانة والصدق. * يقال أنك كنت تعامل معاملة خاصة داخل السجن؟ - أقسم بالله ان جميع من شاهدتهم بالسجن كانوا يتلقون معاملة كريمة من جميع الضباط ولست أنا فقط وبالمناسبة احترام السجناء هوسياسة وزارة الداخلية حاليا.. حتي أيمن نور ورغم أنه يقابل احسان الضباط بالاساءة والسباب ويتهم أطباء السجن بالعمالة إلا أنهم يتغاضون عن كل ذلك ويتعاملون معه باحترام. وأضاف ان صحة د. أيمن نور جيدة علي عكس مايزعم هو وزوجته ورغم تبني جمعيات حقوق الانسان لقضيته في الفضائيات وتساءل في دهشة أين هذه الجمعيات من قضيتي؟! * يقال أنك كنت تعامل معاملة خاصة من حيث الأكل والملبس؟ - بهدوء شديد أجاب نعم كانت زوجتي تزورني أسبوعيا وتحضر لي الطعام حيث أنني مريض بالضغط وهذا مثبت بالمذكرة الطبية الخاصة بي وكان الدكاترة مصطفي سامي ومحمد شاكر وأطباء السجن يشرفون علي علاجي ولم أخرج للعلاج مثلما فعل أيمن نور عدة مرات, أما بالنسبة للملبس فكنت ملتزما بتعليمات ادارة السجن لأن الحكم بحبسي كان بسيطا ـ بدون شغل ـ فكنت أرتدي الملابس البيضاء.. وقال العفو الرئاسي لايشمل إلا حسني السير والسلوك! * مرتضي منصور كان يملأ الدنيا كلاما وضجيجا.. كيف كان يقضي اليوم في السجن؟ - يومي كان يبدأ مع صلاة الفجر وأقرأ القرأن حتي السابعة صباحا ثم أنام حتي التاسعة ثم أستيقظ فأقرأ جميع الصحف بما فيها المعارضة والمستقلة.. ثم أمارس رياضة المشي لمدة نصف ساعة.. بعدها أجلس مع المستشار ماهر الجندي محافظ الجيزة السابق والذي يعيش عيشة الفقراء داخل السجن حتي يحين وقت الغداء في الرابعة عصرا ثم أعاود المشي حتي الخامسة حيث يتم اغلاق باب الزنزانة فأصلي المغرب وأشاهد التليفزيون.. وقبل أن أنام التزم الدعاء علي50 شخصا لن أسامحهم مدي حياتي. * سألته هل تأثر العمل بمكتب المحاماة الخاص بك؟ - للأسف المكتب أغلق تقريبا.. ولكنني كنت ملتزما بدفع مرتبات المحامين والموظفين الذين يعملون معي.. ومعروف ان الناس كانت تأتي لمرتضي منصور,ومع ذلك فالضرر المادي الذي لحق بي لايساوي شيئا بجوار تقييد حريتي ومشاعر الظلم التي كانت تسيطر علي طوال مدة السجن. * هل بكيت في السجن؟ - وكأنه كان ينتظر هذا السؤال فأجاب علي الفور نعم! عندما كانت الأسرة تأتي لتزورني أسبوعيا ويسألني أحفادي فرح ونور ومحمد قبل انصرافهم لماذا لاتعود معنا؟ لذلك كنت أبكي وأنا احتضنهم.. كما تعرضت للانهيار عندما أصيبت أختي بجلطة بعد الحكم بسجني وأجرت الأخري عملية جراحية ولم أتمكن من الوقوف إلي جوارها, فأنا الأخ الوحيد لست بنات. * وماذا عن معاملة الضباط والجنود للمسجونين؟ - أقسم بالله عدة مرات.. السجون في عهد اللواء حبيب العادلي لديها تعليمات بالتعامل مع جميع النزلاء بغض النظر عن مراكزهم الاجتماعية واتجاهاتهم السياسية أو الدينية باحترام.. وأضاف لقد شاهدت بنفسي مدي التزام الضباط بالمعاملة الانسانية لأيمن نور ماتردده بوتيكات حقوق الانسان هكذا قال. وذكر أسماء اللواء محمود وجدي مدير مصلحة السجون واللواء سمير سلام واللواء عمر الفرماوي واللواء سامي الروبي مدير مباحث السجون وتذكر ان المشكلة الوحيدة التي كانت تواجهه هي ان مأمور السجن أشرف نصير يشجع الزمالك ورئيس مباحث السجن أشرف فرج يشجع الأهلي ويقول أن المأمور كان يغلق الباب علي نفسه دائما بسبب فوز الأهلي علي الزمالك في جميع المباريات! * من الشخصيات الشهيرة التي قابلتها في السجن, وهل أصبحت لديك صداقات مع أحدهم؟! - في السجن لاتصادق ولاتعادي, لأنهم مفروضون عليك في الزمان والمكان والشخصيات ولكنني رأيت عماد الجلدة عضو مجلس الشعب السابق والمستشار ماهر الجندي الذي سيخرج في يناير القادم بعد ان يسدد غرامة قدرها2000 جنيه كماقابلت أخرين من بينهم محمود بدرالدين أمين صندوق نادي الزمالك وأعضاء جماعة الاخوان واخرين. * وبالنسبة لعضوية مجلس الشعب؟ - لدي جلسة في محكمة النقض يوم السبت12 يناير وقد حصلت علي3 أحكام نهائية من مجلس الدولة بأحقيتي في العضوية.. وأرسلت الي محكمة النقض لتكتب تقريرها الذي سيكون لصالحي إن شاء الله. ورغم اقتراب عقارب الساعة من الثانية عشرة مساء إلا أن وفود الزائرين كانت لاتزال تتوافد علي المنزل الذي تضيئه المئات من المصابيح, وتملأه الضحكات العالية كلما أكد صاحب الفرح أنه عائد لرئاسة الزمالك وعضوية مجلس الشعب. |