أنا سيدة مطلقة منذ سنوات.. تخلي زوجي عني وعن ابنائه بعد سنوات من العذاب عشناها معه بسبب كسله الدائم عن النزول للعمل وهو ما ترتب عليه عدم وجود مورد دخل ثابت للاسرة, وبدلا من ان ينصلح حاله ويكالب ويكافح من أجل لقمة العيش لي ولابنائه اختار الطريق الاسهل وهو أن يرمينا في الشارع, أما السبب فهو انه لايريد أن يزعجه احد, فنحن بالنسبة له اناس مزعجون لايريدون سوي ارهاقه وتعذيبه في الدنيا طوال الليل واناء النهار, وكان نتاج هذا الطلاق ان اصبحت انا وابني وابنتي في العراء لأن الشقة التي كنا نقيم بها كانت بنظام القانون الجديد
ولم يكن امامي سوي ان اذهب إلي بيت أهلي وهو عبارة عن شقة من غرفتين يقيم بها اكثر من عشرة افراد تحت ظروف صعبة وتوليت الانفاق علي ابنائي من خلال الوظيفة التي اعمل بها وهي عاملة نظافة في احد المجمعات الحكومية وبدأ اهلي يضيقون ذرعا من الوضع الجديد فأعلنوا أمامنا بأننا ضيوف غير مرغوب في وجودهم, وفكرت كثيرا ثم توجهت الي احد كبار المسئولين في المجمع الحكومي الذي اعمل به لعله يساعدني عن طريق معارفه في الحصول علي شقة أو ان يجد لي عملا اضافيا أو ان يساعدني باي مبلغ مادي كمساعدة أو زكاة حتي اصحح اوضاعي واجد مستقرا لي ولابنائي
ولم يرق قلبه الا عندما علم ان ابنتي الكبيرة في كلية الآداب وابني في المرحلة الاعدادية. وكانت المساعدة الكبري التي قدمها لي من وجهة نظره هي ان منحني غرفة فوق سطوح المبني الذي اعمل به حتي يكون لي مكان استقر فيه وابنائي بعيدا عن أي مضايقات ففرحت جدا لمجرد ان أصبحت لدينا غرفة اقيم بها وابنائي دون ان نكون ضيوفا ثقالا علي احد وتوجهت في اليوم نفسه الي بيت اهلي واخذنا متعلقاتنا البسيطة الي الغرفة الجديدة التي لا تزيد مساحتها علي عشرين مترا, ولكنها صارت الجنة بالنسبة لنا, فهي تقع في اعلي مباني وسط القاهرة وارتفاعها شاهق جدا
واصبحنا مهددين بالطرد منها في أي وقت دون سابق انذار, ومكثت في هذه الغرفة طويلا وكبر ابنائي فيها وكنا في الصيف نبيت خارجها بسبب حرارة الجو وفي الشتاء ننام علي السرير الوحيد الذي نملكه, واستمر هذا الوضع وانا افكر في مستقبل ابنائي والايام القادمة ففي أي وقت يمكن ان اخسر وظيفتي كعاملة نظافة او يتم نقلي الي أي ادارة أخري فلا اجد مكانا نقيم فيه وادخرت مبلغا متواضعا وتوجهت الي محافظة القاهرة للحصول علي احدي شقق الاسكان العائلي الاقتصادي ولا أخفيك سرا بانني اضطررت الي ان يتوسط لي احد كبار المسئولين الذين اقوم بخدمتهم في المجمع لكي يتم قبول طلبي
وبالفعل أخطرتني المحافظة بدفع المقدم علي ان انتظم في الاقساط بعد ذلك وفرحت فرحة عارمة ولكن فرحتي لم تطل كثيرا, فلقد فوجئت بأن الشقة اقرب إلي محافظة الشرقية منها الي القاهرة, وانها غير مشطبة, لكن ابنائي فرحوا بها كثيرا لأنهم ولأول مرة اصبحت لديهم شقة مثل بقية الناس خاصة بهم وارتفعت معنويات ابنتي التي تدرس في كلية الآداب, حيث ان الحياة داخل الجامعة مؤلمة خصوصا عندما كانت تسألها احدي زميلاتها اين تسكنين فكانت تتهرب من الاجابة وتوجهنا إلي الشقة وهي بلا اثاث أو تشطيب فجميع مدخراتي وما املك وضعتها في المقدم واصبح القسط يخصم من راتبي المتواضع جدا وما يتبقي منه أصرف منه علي المنزل, والتحقت ابنتي بعمل لكي تكمل تعليمها وتتولي مصروفات دراستها الجامعية بمفردها حتي ابني الذي يدرس في المرحلة الاعدادية التحق هو الاخر بالعمل في احدي الورش لكي ينفق علي نفسه وعلي دراسته, ولم نحتمل الاقامة كثيرا في شقة ليس فقط بلا اثاث ولكن أيضا بلا أبواب أو شبابيك او حتي بلاط وتوجهنا من جديد الي الغرفة التي نقيم بها فوق السطوح وكأننا لم نتقدم خطوة واحدة الي الامام
وحاولت ان أذهب الي المسئول الذي اعمل معه من جديد فلم أجد استجابة لديه, وحاولت ان اقوم بعمل جمعية ولكن جميع من اعرفهم لاتكفي رواتبهم احتياجاتهم اليومية ولايدخرون منه شيئا حتي يدفعوا لي ثمن الجمعية, وقد عملت في خدمة البيوت بعد الوظيفة ولم اجمع سوي جنيهات وفرت بها ثمن سجادة بسيطة وضعتها في ارضية الشقة.
إنني أعلم أن مشكلتنا تهون امام طوفان المآسي التي تعرض عليكم لكن اوضاعنا أصعب مما يتصور احد فهل اجد من بين قرائك من يتبرع لي باثاثه القديم او ان يقرضني قرضا حسنا أرده له علي فترة طويلة.. فهذا افضل معروف, ويكفيه انه سوف ينتشل أسرة من الضياع؟
** من منا بلا مشكلات أو أزمات ياسيدتي, صحيح أنه قد تتنوع المصاعب والمآسي لكن هناك دائما عاملا مشتركا. بين الجميع وهو أن الانسان يعيش في تعب ومشقة.. يصارع الحياة وتصارعه.. ويتعرض فيها لاختبارات وابتلاءات. ويضيعه أكثرنا ذرعا بها.. فمن يلجأ إلي الله يخفف متاعبه, ويجعله هادئا راضيا بما قسمه له.. وفي قضيتك ياسيدتي فإن العامل الرئيسي فيها هو زوجك الذي لم يفكر الا في نفسه. وسوف يأتيه يوم يندم فيه علي كل ما فعل.. أما انت ياسيدتي فإن الأمر بسيط وعليك أن تواصلي كفاحك مع ابنك بالعزيمة والاصرار, وسوف تجدين من يشارككم همومكم سواء بتقديم بعض الاثاث أو المساعدة المادية.. فمن يزيح هم أحد المكروبين يرزقه الله من حيث لا يحتسب.. فسلمي الأمر لصاحب الأمر.. وإن الفرج قريب بإذن الله.
ولم يكن امامي سوي ان اذهب إلي بيت أهلي وهو عبارة عن شقة من غرفتين يقيم بها اكثر من عشرة افراد تحت ظروف صعبة وتوليت الانفاق علي ابنائي من خلال الوظيفة التي اعمل بها وهي عاملة نظافة في احد المجمعات الحكومية وبدأ اهلي يضيقون ذرعا من الوضع الجديد فأعلنوا أمامنا بأننا ضيوف غير مرغوب في وجودهم, وفكرت كثيرا ثم توجهت الي احد كبار المسئولين في المجمع الحكومي الذي اعمل به لعله يساعدني عن طريق معارفه في الحصول علي شقة أو ان يجد لي عملا اضافيا أو ان يساعدني باي مبلغ مادي كمساعدة أو زكاة حتي اصحح اوضاعي واجد مستقرا لي ولابنائي
ولم يرق قلبه الا عندما علم ان ابنتي الكبيرة في كلية الآداب وابني في المرحلة الاعدادية. وكانت المساعدة الكبري التي قدمها لي من وجهة نظره هي ان منحني غرفة فوق سطوح المبني الذي اعمل به حتي يكون لي مكان استقر فيه وابنائي بعيدا عن أي مضايقات ففرحت جدا لمجرد ان أصبحت لدينا غرفة اقيم بها وابنائي دون ان نكون ضيوفا ثقالا علي احد وتوجهت في اليوم نفسه الي بيت اهلي واخذنا متعلقاتنا البسيطة الي الغرفة الجديدة التي لا تزيد مساحتها علي عشرين مترا, ولكنها صارت الجنة بالنسبة لنا, فهي تقع في اعلي مباني وسط القاهرة وارتفاعها شاهق جدا
واصبحنا مهددين بالطرد منها في أي وقت دون سابق انذار, ومكثت في هذه الغرفة طويلا وكبر ابنائي فيها وكنا في الصيف نبيت خارجها بسبب حرارة الجو وفي الشتاء ننام علي السرير الوحيد الذي نملكه, واستمر هذا الوضع وانا افكر في مستقبل ابنائي والايام القادمة ففي أي وقت يمكن ان اخسر وظيفتي كعاملة نظافة او يتم نقلي الي أي ادارة أخري فلا اجد مكانا نقيم فيه وادخرت مبلغا متواضعا وتوجهت الي محافظة القاهرة للحصول علي احدي شقق الاسكان العائلي الاقتصادي ولا أخفيك سرا بانني اضطررت الي ان يتوسط لي احد كبار المسئولين الذين اقوم بخدمتهم في المجمع لكي يتم قبول طلبي
وبالفعل أخطرتني المحافظة بدفع المقدم علي ان انتظم في الاقساط بعد ذلك وفرحت فرحة عارمة ولكن فرحتي لم تطل كثيرا, فلقد فوجئت بأن الشقة اقرب إلي محافظة الشرقية منها الي القاهرة, وانها غير مشطبة, لكن ابنائي فرحوا بها كثيرا لأنهم ولأول مرة اصبحت لديهم شقة مثل بقية الناس خاصة بهم وارتفعت معنويات ابنتي التي تدرس في كلية الآداب, حيث ان الحياة داخل الجامعة مؤلمة خصوصا عندما كانت تسألها احدي زميلاتها اين تسكنين فكانت تتهرب من الاجابة وتوجهنا إلي الشقة وهي بلا اثاث أو تشطيب فجميع مدخراتي وما املك وضعتها في المقدم واصبح القسط يخصم من راتبي المتواضع جدا وما يتبقي منه أصرف منه علي المنزل, والتحقت ابنتي بعمل لكي تكمل تعليمها وتتولي مصروفات دراستها الجامعية بمفردها حتي ابني الذي يدرس في المرحلة الاعدادية التحق هو الاخر بالعمل في احدي الورش لكي ينفق علي نفسه وعلي دراسته, ولم نحتمل الاقامة كثيرا في شقة ليس فقط بلا اثاث ولكن أيضا بلا أبواب أو شبابيك او حتي بلاط وتوجهنا من جديد الي الغرفة التي نقيم بها فوق السطوح وكأننا لم نتقدم خطوة واحدة الي الامام
وحاولت ان أذهب الي المسئول الذي اعمل معه من جديد فلم أجد استجابة لديه, وحاولت ان اقوم بعمل جمعية ولكن جميع من اعرفهم لاتكفي رواتبهم احتياجاتهم اليومية ولايدخرون منه شيئا حتي يدفعوا لي ثمن الجمعية, وقد عملت في خدمة البيوت بعد الوظيفة ولم اجمع سوي جنيهات وفرت بها ثمن سجادة بسيطة وضعتها في ارضية الشقة.
إنني أعلم أن مشكلتنا تهون امام طوفان المآسي التي تعرض عليكم لكن اوضاعنا أصعب مما يتصور احد فهل اجد من بين قرائك من يتبرع لي باثاثه القديم او ان يقرضني قرضا حسنا أرده له علي فترة طويلة.. فهذا افضل معروف, ويكفيه انه سوف ينتشل أسرة من الضياع؟
** من منا بلا مشكلات أو أزمات ياسيدتي, صحيح أنه قد تتنوع المصاعب والمآسي لكن هناك دائما عاملا مشتركا. بين الجميع وهو أن الانسان يعيش في تعب ومشقة.. يصارع الحياة وتصارعه.. ويتعرض فيها لاختبارات وابتلاءات. ويضيعه أكثرنا ذرعا بها.. فمن يلجأ إلي الله يخفف متاعبه, ويجعله هادئا راضيا بما قسمه له.. وفي قضيتك ياسيدتي فإن العامل الرئيسي فيها هو زوجك الذي لم يفكر الا في نفسه. وسوف يأتيه يوم يندم فيه علي كل ما فعل.. أما انت ياسيدتي فإن الأمر بسيط وعليك أن تواصلي كفاحك مع ابنك بالعزيمة والاصرار, وسوف تجدين من يشارككم همومكم سواء بتقديم بعض الاثاث أو المساعدة المادية.. فمن يزيح هم أحد المكروبين يرزقه الله من حيث لا يحتسب.. فسلمي الأمر لصاحب الأمر.. وإن الفرج قريب بإذن الله.