العدالة الاجتماعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
العدالة الاجتماعية

نبحث عن حل عادل لمشاكل المجتمع لكل شاب وفتاة وزوج وزوجة الخ


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الثمن القاسي

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1الثمن القاسي Empty الثمن القاسي الجمعة أبريل 04, 2008 11:24 pm

مجدى الحسيني

مجدى الحسيني
Admin

‏*‏ سيدي قد لا تهتم لرسالتي لكني أرجو أن تنشرها لعلها تكون عظة لغيري من السيدات اللاتي يسرن في غيهن مع أزواجهن فأنا سيدة في الخامسة والأربعين من عمري منحني الله جمالا ملحوظا وترعرعت في أسرة مصرية محافظة‏,‏ والدي يعمل في مجال التجارة ومتيسر ماديا ووالدتي ربة منزل من الطراز الأول‏,‏ لكني كنت أعاني من مشكلة ألا وهي أن والدي رجل محافظ ووالدتي كذلك‏,‏ فلم يكونا يسمحان لي بالخروج مع صديقاتي أو زملائي في الدراسة‏,‏ مع العلم أنني كنت في إحدي أرقي مدارس القاهرة وهي مدرسة مختلطة‏.‏

ومرت بي الأيام وأنا بداخلي تمرد علي تلك القيود حتي ساقتني الصدفة في إحدي المناسبات العائلية إلي التعرف بشاب يكبرني بخمسة أعوام وكنت حينها في السنة الثانية بالجامعة ووجدته يعمل بوظيفة مرموقة ووضعه المالي جيد‏.‏

الغريب في الأمر أن هذا الشاب وقع في غرامي وأحبني حبا غير عادي‏,‏ وأنا لا أدري ما السبب‏,‏ فكنت أقنع نفسي بأنه يحبني بسبب جمالي أو روحي المرحة أو لأنني لقطة لا يمكن أن يجد مثلي في الدنيا بأسرها‏.‏ ومرت الأيام واحسست أني أحبه أو ربما وجدت فيه الخلاص من القيود المفروضة علي في وسط أسرتي‏.‏

المهم تقدم هذا الشاب للزواج مني وعاني الأمرين من أسرتي لكنه صمد حتي تزوجنا ومرت بنا الأيام سعيدة وهانئة فهو لم يقصر معي في شيء ورزقنا الله بولدين وبنت حتي تكتمل سعادتنا‏.‏

إلا أن الظروف الاقتصادية كانت أقوي من إمكانياته المادية وهو راض بتلك الحياة لكن تطلعاتي كانت أكبر من ذلك‏,‏ فعرضت عليه أن أعمل فوافق وتمكنت من العمل في إحدي شركات البترول الأجنبية وصار دخلي أضعاف دخله وكنت انفق معظمه علي المنزل والباقي علي ملابسي واكسسواراتي‏,‏ حتي الآن لا توجد مشكلة‏.‏

توالت الأيام فوجدتني أقارن بين زملائي وبينه‏,‏ فهذا يهدي زوجته الماس‏,‏ وهذا الذهب‏,‏ أما زوجي فلم يهدني سوي الحب والحنان فتمردت عليه وحولت حياته إلي جحيم وضغطت عليه حتي يطلقني بكافة الصور علي مدي سبعة أعوام وهو صابر ومحتسب عند الله فكنت أخطئ في حقه وهو يرجوني أن اسامحه ودائما يدعو لي بالهداية‏,‏ ويقول لي حرام أن ننفصل حتي علشان خاطر الولاد ولم يدخر جهدا لإسعادي وأنا لا أبالي‏.‏

وتمر الأيام وأنا في غيي القديم وهو في الجحيم‏,‏ حتي أتي يوم كنت حينها في السابعة والثلاثين فدخل المنزل وهو مرهق من عمله وكالعادة قابلته بوجهي المتجهم وبالتحفز المعتاد لإختلاق المشاكل‏,‏ فنظر في وجهي وقال لي أنا غير مستعد للمجادلة اليوم فقد تعبت من حالي وما أنا فيه‏,‏ لقد صبرت عل الله يهديك‏,‏ لكنك لا تريدين الهداية‏,‏ ويكفيني ما فعلته حتي الآن‏,‏ لقد نجحت في جعلي لا أحبك ودعا لي بالهداية وأضاف أنه سوف يتركني وهو مضطر لذلك وألقي علي يمين الطلاق وجمع ملابسه وغادر المنزل‏.‏

لا اخفي عليك سيدي لقد شعرت بالسعادة فأنا الآن حرة من قيود والدي‏,‏ وقيود الزوج‏,‏ فصرت أخرج‏,‏ أذهب وأعود‏,‏ دون رقيب وأمثل دور الشهيدة أمام الناس حتي لا تسوء صورتي‏,‏ وتكشفت الحقائق فبدأت صديقاتي في الخوف علي أزواجهن مني وبدأ زملائي في التودد لي حتي إن أحدهم عرض علي الزواج العرفي وأنا مصدومة مما يجري حولي‏.‏

نسيت أن أخبرك أن أولادي بقوا معي فهم في أرقي المدارس وثلاثتهم متفوقون جدا فقد ورثوا ذكاء والدهم وكنت أقنع نفسي أن تفوقهم بسبب تلك المدارس اما هو فلم يقصر في واجباته نحوهم‏,‏ فكان يحدثهم هاتفيا بالساعات‏,‏ ويحضر لهم الهدايا‏,‏ ويزورهم في المنزل في حالة عدم وجودي ويأخذهم عنده في عطلته حتي يخرجوا وأحيانا يسافرون معا‏,‏ والحق يقال إنه لم يذكرني بسوء أمامهم في يوم من الأيام حتي إن الولد الأكبر سأله لماذا لا يعيش معنا‏,‏ فقال له إنه أخطأ في حقي وبالتالي فهو يدفع الثمن‏.‏

وعندما أفقت من غيي وعرفت أني ظلمت هذا الرجل نادر الوجود حاولت أن أعود إليه وقابلته وحاولت استمالته بشتي الطرق‏,‏ فكان رده علي أنه لم يحب أحدا مثلي ولن يحب أحدا مثلي‏,‏ لكنه لن يعود لي مرة أخري فقد تحمل ظلمي له كثيرا حتي بات لا يستطيع أن يتحمل المزيد وكالعادة دعا لي بالهداية وتركني‏.‏

حاولت أن أجعل اشقاءه وهو يحبهم ويحترمهم أن يقنعوه بالعدول عما في رأسه ورفض تماما‏.‏

ومنذ عامين اكتشفت أني مصابة بالمرض العضال ولم لا فأنا ادخن وأسهر واتناول المهدئات ولا اتحكم في انفعالاتي‏.‏

ولم أجد أحدا بجواري‏,‏ فزملائي زاروني في المستشفي وتركوني وكانوا يكلمونني في الهاتف ووالدي توفيا حزنا علي زوجي وليس علي‏,‏ فهو لم يقصر في حقهما وكان احن عليهما مني أنا وشقيقتي المهاجرة مع زوجها وشقيقي المشغول علي طول فلم أجد بجواري أحدا غيره‏.‏

لقد عاد إلي المنزل وأخذ اجازة من عمله فكان يراعي الأولاد ويراعيني حتي خرجت من المستشفي‏,‏ فترك المنزل وكان يأتي ليصطحبني للعلاج الكيميائي ويساعدني لكنه رفض أن يعود لي وأنا لم أطلبها منه‏,‏ فقد أضعته مني ويجب أن اتحمل النتائج‏.‏

إنني لا أناشدك أن تقنعه بالعودة لي‏,‏ لكني أناشدك أن تنشر رسالتي علها تكون عظة لغيري فلا تقع فيما وقعت فيه وأناشد كل سيدة لها زوج يحبها أن تتمسك به قبل فوات الأوان‏.‏

ارجوك أن تحقق لي رغبتي أنا في مرضي وتنشر رسالتي علها تمنع خراب بيت فيثيبني الله عليها ويغفر لي ما كان مني‏.‏

*‏ سيدتي‏..‏ أحيانا أجدني عاجزا عن الرد أو التعليق علي رسالة من قارئ‏,‏ تفيض صدقا وحكمة‏,‏ مثل رسالتك‏,‏ فأري أن نشرها كاف‏,‏ وأن أي كلمات مني لن تضيف لتلك المعاني التلقائية التي تمنح أصدقاءنا عن بعد‏,‏ النصيحة المخلصة‏,‏ أو تنير دروبا أظلمت أو أوشكت علي الاظلام‏.‏

انها البدايات الخاطئة سيدتي‏,‏ هي التي تقود حتما إلي مثل تلك النهايات‏,‏ وأقصد بالبداية تلك العلاقة بين الأبوين والأبناء‏,‏ فتحول الحرص إلي قيود‏,‏ والحب الكبير منهما إلي رغبة مراهقة في الهروب من حصار هذا الحب وطرق التعبير عنه‏,‏ إنها القيود التي تحدثت كثيرا عنها‏,‏ وأدمنت التمرد عليها بكل الطرق‏,‏ فاخترت الزوج لتهربي من قيود والديك‏,‏ ووجدت في نفسك عروس لقطة لن يجد في الدنيا مثلي‏,‏ فعشت معه ولديك احساس بالتفضل عليه‏,‏ وسقطت في دائرة المقارنات‏,‏ الماس والذهب في مواجهة الحب والحنان‏,‏ أيهما أربح؟ خرجت إلي الحياة العملية‏

براتب أعلي من زوجك الطيب‏,‏ فزاد إحساسك بالتميز عليه‏,‏ ولم ينجح وجود أطفال ثلاثة بينكما‏,‏ ولا حسن عشرته ومحبته لك في هزيمة تمردك الذي نما في داخلك منذ سني مراهقتك‏,‏ فأشعلت في بيتك حريقا‏,‏ وقررت أن تفري مما سميته قيودا‏,‏ فاخترت تعذيب زوجك الذي لم يستجب الله لدعائه المتكرر ربنا يهديك‏,‏ لأن الله سبحانه وتعالي يهدي من يشاء‏,‏ وأنت لم تكوني راغبة في تلك الهداية‏,‏ فكان ما كان‏,‏ وخرجت من وهم القيود‏,‏ من الحب والحنان‏,‏ إلي زوجات خائفات منك علي أزواجهن‏,‏ ورجال طامعون‏,‏ وبعد أن أفقت وعرفت وفهمت أن الحب والحنان لا يقارنان بأموال الدنيا‏,‏ لأنها لا تشتري لحظة سعادة أو أمان‏..‏ بالمال والماس‏,‏ يمكنك أن تجمعي حولك الكثيرين‏,‏ ولكنك لا تستطيعين دفع ثمن قلب محب مهما امتلكت من ثروة‏.‏ فالمال يشتري المال‏,‏ أما الحب فلا يأتي إلا بالحب‏.‏

إنها المعادلة الصعبة‏,‏ التي لا يفهمها كثيرون‏,‏ والبعض يفهمها بعد فوات الأوان‏,‏ واعتقد أن تجربتك القاسية مع المرض العضال ـ شفاك الله ورفع عنك ـ كشفت لك هذه الحقيقة وجسدتها‏.‏

سيدتي‏..‏ علي الرغم من محاولاتك استعادة زوجك السابق‏,‏ قبل مرضك‏,‏ ورفضه المبرر‏,‏ خشية أن يتعذب مرة أخري‏,‏ ومع ذلك لم تجدي معك وحولك سواه‏..‏ وعلي الرغم من أنك لم تطلبي مني مناشدته العودة إليك‏,‏ إلا أني استشعر هذه الرغبة الصادقة منك‏,‏ وأجد في نفسي رغبة أشد‏,‏ اعتقد أنها ستكون لدي أصدقائنا علي الورق في بريد الجمعة وهي مناشدة زوجك السابق‏,‏ أن يعود إليك‏,‏ محتفظا بمحبته وسماحته‏,‏ موقنا أنك تعلمت الدرس‏,‏ وقدرت قيمة حبه‏,‏ خاصة أن عودته إليك ستساهم إلي حد كبير في إسعادك وزيادة مناعتك لتعينك علي مواجهة هذا المرض القاسي‏,‏ فهل يفعل ويدخل الفرحة إلي قلوبنا مع قلبك وقلب أبنائه الثلاثة؟‏!.‏

https://ahram.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى