أنا فتاة اقترب من منتصف العشرينيات من العمر.. خريجة كلية مرموقة يتطلع إليها كثير من الشباب والأهالي, وقد تكون هذه الكلية, التي أحمد الله قبل كل شيء, تمثل جزءا كبيرا من مشكلتي, أنا والحمد لله علي قدر جيد من الجمال والتدين ويشهد بذلك كل من حولنا, مشكلتي قد تمثل مشكلة لكثير من الفتيات في هذا العصر..نسيت أن اخبرك أني مخطوبة منذ ما يقرب من عام من شاب متدين خريج كلية مرموقة أيضا وتتمناه أي فتاة ويعمل بوظيفة الحمد لله يتمناها الكثيرون من القنوعين واركز علي القنوعين.. إمكانات هذا الشاب والحمد لله مكنتنا من امتلاك شقة في إحدي المدن المتميزة بنظام الاقساط, ولكن المشكلة في والدي الذي يريد كل شيء ان يتيسر لابنته من الشقة وحتي الصاروخ, ولا يعترف بمبدأ أن كل شيء سيأتي بوقته, واننا لسه شباب, ويري أن فتاة مثلي كلفته الكثير في مثل تلك الكلية ليست أقل من تلك وتلك من بنات عمومتها وخالاتها, وتلك اقامت الفرح في المكان الفلاني, وتلك أسست شقتها بالأسعار الفلانية, وفلان عمل ديكورات كذا وكذا في شقته. لا يفعل هذا حبا لنا ولكن مظاهر من أجل الناس, الناس أصبحوا أغلي من سعادة ابنته!!!. وعلي العريس أن يتحمل هذا كله وإلا فلينتظر حتي يكمل وليه السرعة في الجواز حتي لو بنتي تفضل جنبي وفيها ايه.. ونسي تماما ما يقوله الدين, مع انه يعرف الله حق معرفته أنه لا يشعر بابنته وما يحترق في صدرها عندما تري مثيلاتها ومن هن اصغر منها بسنتين وثلاث وهن في بيوتهن ومعهن اطفالهن. لا أحد يشعر بأن أكثر ما يسعد الفتاة ليس مركزا أو شهادة عالية ولا شقة, ما يسعدها بجد هو زوج يحبها ويحافظ عليها وأبناء تحقق معهم سعادتها وامومتها وهذا ما أتوق إليه. كثيرا ما ابكي في حجرتي أو بيني وبين نفسي عندما اسمع أن فلانة وهي أصغر مني اتجوزت أو علانة جابت بيبي وأنا انتظر القصر اللي حدخل فيه لما ربنا يريد ولما كل حاجة تكمل زي كلام والدي, والله أنا بحبه أكثر من نفسي وبخاف عليه من الهواء الطاير وهو كمان بيحبني, بس من الحب ما قتل, لقد كرهت اليوم اللي جبت فيه هذا المجموع الضخم ودخلت تلك الكلية المرموقة.. اللي كما يقولون عليها معظم بناتها عوانس. أليس من حقي أن يكون لي بيت وزوج وأطفال أحقق معهم امومتي.. هل نطلب أنا وخطيبي شيئا حراما؟ ارجوك اسأل رجال الدين ووجه كلامك لمن هم مثل ابي. لا تحاكموا الشباب عن الزواج السري والزواج العرفي, قبل أن تحاسبوا أنفسكم, لا تسألوا لماذا زادت رعونة الشباب وحوادث الاعتداء وأنتم من دفعتموه لذلك ماذا نفعل؟ نسرق؟ ننهب؟ أم ماذا؟ ليست السعادة بالمال ولكن السعادة في راحة البال وأخيرا.. كما قال خير الأنام صلي الله عليه وسلم إذا جاءكم من ترضون دينه وأمانته فزوجوه أرجوك لا تبخل علي بنشر هذه الرسالة في أسرع وقت.. فأنا احترق وأكاد اجن ووالدي من قراء بابك ويحترمون وجهة نظرك, واستحلفك أنت وقراءك الاعزاء أن تدعوا لي بأن يحقق الله امنياتي وأن يجمعني ومن ارجو في بيت واحد عن قريب إن شاء الله. * عزيزتي.. من المؤكد أن والدك وهو يطالب بضمانات أكثر من عريسك, حتي يطمئن عليك, فمسئولية الزواج كبيرة, وها هي نسب الطلاق ترتفع بين المتزوجين حديثا بسبب عدم التقدير الجيد لتلك المرحلة الجديدة من الحياة, فيعتقدون أنها رحلة قصيرة نحو السعادة, فتتحطم مركبهم في مواجهة أول عاصفة. ولكن, إذا كان هذا العريس علي خلق, ولديه شقة في مدينة جديدة, وراتبه يكفي لمواجهة أعباء الحياة, فإني أدعو والدك الكريم إلي تذكر بداياته, وقد يكتشف أنها كانت أصعب من هذا الشاب. وأعتقد أن والدك عندما يقرأ رسالتك ويري لهفتك علي الزواج بمن اخترت, سيعجل زفافكما, فهو ليس لديه أغلي ولا أحب منك, ولكن كل يعبر عن حبه بطريقته, ولا تنسونا في حفل الزفاف. | ||||
العدالة الاجتماعية