العدالة الاجتماعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
العدالة الاجتماعية

نبحث عن حل عادل لمشاكل المجتمع لكل شاب وفتاة وزوج وزوجة الخ


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

الذئـــــــــاب

3 مشترك

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1الذئـــــــــاب Empty الذئـــــــــاب الجمعة يوليو 11, 2008 11:23 am

جنة

جنة
Admin


الذئـــــــــاب











أكتب إليك اليوم بعد تردد كبير يراودني منذ شهور طويلة‏,‏ حيث انني من قراء بابك الرائع منذ سنوات‏,‏ كنت كلما قرأت مشكلات قرائك تهون علي مشكلتي التي كنت دائما أعتبرها من أهون المشاكل أمام ما يحدث حولنا‏,‏ ما يدور يجعل الانسان يفكر كثيرا عندما يمر بأزمة أو مشكلة‏,‏ هل ياتري أنا في مشكلة أم أن هناك أناسا في مشكلات أكبر بكثير مما أنا فيه؟ وهكذا كانت تمر أزمتي النفسية عندما أفكر بهذه الطريقة وألجأ الي المولي عز وجل بالدعاء ليفك كربي وهمي وحزني‏,‏ والحمد لله علي كل شيء كنت دائما مقتنعة بأن الشكوي لغير الله مذلة وذلك كان دائما يمنعني من الكتابة إليك‏,‏ ولكن الآن وبعد مرور الزمن أشعر بأني أنهار‏,‏ نعم أنهار هذه المرة لست أدري ماذا أفعل؟ الكثيرون عندما يبدأون بالكتابة اليك لايعرفون من أين يبدأون ولكني للأسف أعلم جيدا من أين أبدأ ولكن ما أجهله هو إلي أين سأنتهي؟

أبدأ معك سيدي منذ نعومة أظفاري وأنا في عمر الزهور استيقظ صباحا طفلة بريئة تبدأ يومها علي صراخ والدتها لتعي وتفهم الطفلة معني الحياة الزوجية بين زوجين لايوجد بينهما أي لغة للتفاهم غير الصوت العالي‏,‏ فالأم تصرخ في الأب لاحتياجات أبنائها‏,‏ والأب لاحول له ولاقوة‏,‏ دخله محدود جدا لايكفي القوت اليومي‏,‏ نعم فهمت ذلك وأنا في الخامسة من عمري لأني في مثل هذا العمر عرفت كيف اشتهي الأشياء الضرورية ولا أجدها‏.‏

أري صراخ أمي وضعف أبي الذي يتمثل أمامي في صورة وحشية عندما يعجز عن سد الاحتياجات الضرورية‏,‏ يتمثل في ضرب الأم لإسكاتها وتتفاقم المشكلة فتخرج الأم غاضبة تاركة البيت لتذهب لبيت أبيها وتتركني وحيدة مع أبي‏,‏ لأني أصبحت أدرك وكبرت‏(‏ علي حد تعبيرها‏)‏ علي أن تجرني وراءها في بيوت الناس‏(‏ بيت أهلها‏),‏ وبالتالي إما يتركني أبي وحدي بالمنزل لآكل طوب جدران البيت أو أذهب لأحد أقاربنا لآكل وأشرب لديهم ويذهب هو لعمله‏,‏ ونظرا لاني وحدي وأبناء أقاربنا أغلبهم صبية كنت أجدني فريسة للهو الصبية‏,‏ حيث إنهم كانوا في مرحلة المراهقة وناهيك عن التفاصيل‏,‏ ولن أفسر لك ما كنت أراه منهم وما عانيته في الحفاظ علي نفسي‏,‏ وخوفي من بطش أبي بي إذا أبلغته عما أراه‏.‏ لم استطع غير أن ألتزم الصمت وحينما كنت أرغب في رؤية أمي إما كنت أضرب أو أهان‏,‏ فكنت أيضا ألتزم الصمت خوفا‏.‏

ومرت السنوات بنفس الحال وعلي نفس المنوال مشاكل وأصوات عالية‏,‏ صراخ ونحيب وغضب وترك منزل نعيش كأغراب‏,‏ ومع كل ذلك زيادة في عدد أفراد الأسرة حتي أصبحنا عددا لا بأس به من الأشقاء والشقيقات‏,‏ أنا أكبرهم من رأت وسمعت ما لايطيقه بشر ولا يحتمله‏.‏

مع مرور السنوات أصبح هناك مخزون هائل من الخوف والألم والإصرار‏,‏ نعم الإصرار علي ألا أصبح في نفس الحال‏,‏ ألا أظل هكذا عبدة لأي مخلوق سواء رجلا أو غيره‏.‏ ومرت السنوات ووصلت الي المرحلة الإعدادية وفي هذه المرحلة كنت شابة يافعة‏,‏ مظهري أكبر بكثير من سني‏,‏ مما شجع الكثيرين للالتفاف حولي محاولين استمالتي للخطيئة رحمنا الله وإياكم وأصدقاء السوء‏,‏ سأترك لخيالك العنان وخصوصا مع غياب أم وانشغالها بمشاكل قوتها اليومي لأولادها وضياع أب في البحث عن قوت يوم لأبنائه‏,‏ لم أجد من يحميني إلا المولي عز وجل وكنت أحاول جاهدة حماية نفسي من شرور من حولي وذلك كانت نتيجته اني كبرت فجأة ونضج فكري وعقلي في جميع الاتجاهات مع كل الأحداث‏,‏ وأصبحت أدرك معاني أشياء كثيرة قبل الأوان وخصوصا الانسانية بما تشمله في جميع النواحي واخرها احتياجات البشر الجنسية‏,‏ نعم كانت سني صغيرة‏,‏ اربعة عشر عاما وأعرف كل شيء‏,‏ كل شيء‏.‏

المهم في الاعدادية نجحت بمجموع كبير والله أعلم وحده كيف تخطيت هذه المرحلة وبأي شكل‏,‏ محاولة ألا أجاري جو الدروس الخصوصية وصعوبة الدراسة بالنسبة لي واحتياجاتي للدروس وعدم قدرتي علي دفع أجر المدرسين‏,‏ وتخيل سيدي ماذا كنت أفعل حتي أدفع للمدرس‏,‏ حلا من اثنين اما كنت ادخر مصروفي اليومي أو أعمل به جمعية مع زملائي بالمدرسة وأقبضها أولا‏,‏ وإذا لم يتح هذا أو ذاك كان هناك جانب اخر مشبوه نظرة طمع أراها في عين استاذ يطمع في جسد طالبة الاعدادية‏...‏ هذه النظرة كانت تقتلني ولكن‏..‏ الحمد لله كنت أعرف كيف أخرج من هذه المواقف بدون أذي‏,‏ المهم أنهيت دراستي بمجموع يؤهلني للثانوية العامة مع ملاحظة شطارتي التي كان تشهد بها مدرساتي في المدرسة‏.‏ بالله عليك سيدي ماذا كنت أفعل وأنا حولي كل هذه الضغوط أدخل ثانوية عامة وأكمل المشوار القاسي‏

أم أن أختصر الطريق وأدخل مدرسة فنية؟‏(‏ أطرح عليك سؤالي هذا لان أمي الآن تتهمني بأني قد أضعت مستقبلي باختياري‏,‏ حيث انها لاتعلم ما كنت أعانيه ولم استطع إخبار مخلوق‏,‏ فهذه هي المرة الأولي التي أفتح فيها صندوق ذكرياتي المؤلم‏)‏ المهم قررت وقتها أن أدخل مدرسة فنية حتي انهي مشواري التعليمي سريعا برغم حلمي أن أكون شيئا في المجتمع‏(‏ دكتورة ـ مهندسة ـ ضابطة‏)‏ وخصوصا ضابطة حتي أحمي كل من ليس له حام من البشر الذئاب‏,‏ المهم أخذت الدبلوم في سن السادسة عشرة‏,‏ ولأنه كان صعبا علي التفكير في نفسي فقط قررت أن أعمل ورفض والدي في البداية مشكورا ولكنه وتبعا للظروف وافق عندما وجد العمل براتب ستين جنيها‏(‏ أصلها تفرق معانا‏..‏ العيال كتير‏)‏ وجدت العمل كسكرتيرة بمكتب خاص للمحاماة في البلدة التي أقطن بها وما أدراك ياسيدي ما رأيته هناك أيضا‏

ومع مرور الوقت وجدت أنه ليس بالأمر السهل لفتاة ليست قبيحة بل علي قدر من الجمال وممشوقة القوام‏,‏ فهي صغيرة ساذجة من وجهة نظر البعض وتعمل مع رجل كباقي الرجال ومتزوج وليس بالشاب الصغير‏,‏ ولكنه كبقيتهم طمع هو الآخر في‏,‏ وكنت في حيرة ماذا أفعل كي أحافظ علي عملي الذي أصبح مصدر رزقي وجانبا كبيرا منه يعين اخوتي وفي نفس الوقت احافظ علي شرفي خوفا من الله‏,‏ معادلة صعبة أليس كذلك؟

وفجأة الدنيا ابتسمت لي أخيرا وسأجد الزوج الذي سيحميني ويتكفل بي وتمت خطبتي لشاب أعجب بي برغم اعتراض أهله علي شخصي‏,‏ وتركت العمل فورا بحثا عن الستر في ظل رجل يحبني وظننت انه عوضي من الله عما كابدت طوال السنوات العشرين‏,‏ ارتبطت به ارتباطا شديدا‏,‏ نعم أحببته أحببت فيه نجاتي من ماض مؤلم بكل ما فيه‏,‏ ولكن هيهات وهيهات انطفأت فرحتي سريعا لم تكمل خطبتي شهورا بسيطة لأن حماتي السيدة الفاضلة ذات الشخصية المتسلطة وسيدة القرار لاغية وجود ابنها وزوجها كان رأيها هو كيف ان ابنها صاحب المؤهل العالي يأخذ فتاة بحتة دبلوم وكانت بتشتغل‏,‏ والزن علي الودان يا سيدي أمر من السحر‏,‏ فمع حب خطيبي لي الا انه كان أضعف من أن يقف بجانبي وتركني وفسخت الخطبة بعد أن فاض الكيل من كم المشاكل والضغوط التي حاصرتني بها السيدة الفاضلة‏,‏ وعدت ثانية للصفر وتحطمت كل امالي في الستر والبيت الناجح الذي لم أره الا في الأفلام الرومانسية القديمة‏.‏

وبعد ان أفقت من صدمتي في حبي الأول طوق نجاتي الذي تبخر كان عمري وقتها واحدا وعشرين عاما ماذا أفعل مع كل الظروف التي لم يتغير منها شيء‏,‏ نفس الصراخ اليومي‏,‏ مع زيادة الأعباء علي الرجل المسكين‏,‏ فهذا هو رزقه‏,‏ ضعيف لا ألومه فالرزق من المولي عز وجل والحمد لله‏.‏ ما نسيت ذكره بجانب الظروف الملخبطة هو عجزنا عن سداد أجرة منزلنا الذي يأوينا‏,‏ نعم كنا ندفع ونسدد ما علينا‏,‏ ولكن عندما تضيق بشدة نطرد من الشقة ونضطر الي ان ننتقل لأخري حتي أصبحنا أغرابا وسط الناس من كثرة انتقالنا‏,‏ لم يعد يعرفنا أحد وكيف يعرفوننا ونحن دائما سكان جدد‏.‏

ومرت أيام وجاءت أيام وأنا أنتقل من عمل لآخر مع انتقالنا من شقة لأخري‏,‏ حتي شاء القدر أن تأتي رحمة الله وان أجد فرصة عمل بوظيفة حكومية بالدبلوم‏,‏ ومع خبراتي أيضا عينت وظننت لحظتها ان القدر ابتسم لي وان الدنيا هتحلو‏,‏ ولكن لمن تحلو الدنيا‏,‏ فوجئت مع أول راتب بالكارثة‏.‏ راتب الحكومة مائة وخمسون جنيها‏,‏ سيدي‏,‏ ألبس وأصرف وأركب مواصلات وأحيانا اكل منه وأساعد اخوتي في طلباتهم الدراسية‏,‏ ما كل هذا ياويلي مما يدور في رأسي‏,‏ ومع ذلك قررت ألا استسلم لما أمر به‏,‏ حيث إنه أفضل بكثير مما مررت به مع أصحاب العمل الخاص‏.‏

المهم ومع كل هذا كان لي طموحي الخاص‏,‏ كان بداخلي رغبة أخري ان احقق حلما قديما وأقضي علي عار وصمتني به الأيام والناس‏,‏ عار اني صاحبة مؤهل متوسط وقررت بعد التعيين ان أكمل دراستي وادخل الجامعة لأكون من أصحاب المؤهلات حتي أعجب الناس‏,‏ ولكن كيف ومصاريف السنة الواحدة تتعدي الألف وستمائة جنيه غير المواصلات والمذكرات وخلافه‏.‏

الحل أن أعمل فترة مسائية في أي مكان يدر علي دخلا جديدا‏,‏ وبالفعل وجدت عملا وبدأ المشوار من جديد عمل ليل نهار لتحصيل مصاريفي ومصاريف كليتي ومصاريف مساعدتي لأبي‏,‏ ياه ياسيدي أيام وليال وطوال كنت أري نظرات الذئاب تلتهمني وانا عائدة ليلا من عملي في غاية الإجهاد وانا واقفة وحدي في الحادية عشرة مساء في ليالي الشتاء الطويلة علي رصيف محطة القطار‏.‏

الحمد لله حمتني عناية المولي عز وجل ومرت أربع سنوات طوال جدا بجملة السنوات الطوال التي عانيتها‏,‏ وتخرجت في كليتي بتقدير عام جيد جدا برغم كل الظروف ولله الحمد فلكل مجتهد نصيب‏,‏ وأعلم اني بذلت مجهودا كافأني عليه رب العزة وتخرجت العام الماضي‏,‏ وأحاول جاهدة أن أحسن من وضعي في عملي الحكومي‏,‏ لكن هيهات الروتين والاجراءات الطويلة‏,‏ فمر عام وحتي الآن يبقي الوضع علي ماهو عليه

بجانب ذلك فأنا سني الآن تسعة وعشرون عاما وورائي أب في بدايات الستين ومازال يعمل بيده وإخوة مازالوا في مراحل التعليم وأنا عاجزة عن مساعدتهم حتي لا يروا ما رأيته في حياتي‏,‏ وعندما وجدت أن الحكومة لن تجدي فكرت كعادتي أن يكون هناك بديل‏,‏ لكن ياتري ماهو البديل هذه المرة الذي يساعد أسرة من سبعة أشخاص ليس لها دخل ثابت والأب كبر في العمر والابن يادوب دبلوم وليس بيده حيلة حتي يساعد نفسه‏,‏ حيث إن دخله أضعف بكثير من دخل أخته

أعانه الله علي حاله‏,‏ وإخوة بنات في مراحل الدراسة‏,‏ ماهو الحل‏,‏ وجدت أن الحل أن أسافر لأي دولة عربية بمؤهلي الجديد وأخذت في مشوار البحث‏,‏ ولكن هيهات هذا البحث يحتاج إلي أموال لشراء العقد من أي شركة توظيف‏,‏ علي الأقل ستطلب سبعة آلاف زادت أو نقصت هذا هو الثمن بجانب ثمن آخر تعودت أن يعرض علي‏!‏

أنا في بلدي كنت أحمي نفسي لأني في بلدي مهما كان فيها من ذئاب‏,‏ ولكن ماذا أفعل وحيدة في بلد غريب مع أناس لا أعرفهم ولن يرأفوا بحالي أو يفهموا مبررات سفري‏.‏

الآن سيدي قد قصصت عليك قصتي ببعض تفاصيلها وأكيد تسأل نفسك ما الأمر؟ماذا تريد هذه الفتاة؟ وهل هذا واقع أم خيال كاتب؟ هل تلك القصة حقيقية موجودة بيننا؟ سيدي إنها حقيقة‏,‏ إنها قصتي‏,‏ مأساتي‏,‏ وأنا أكتب إليك وأنا علي أعتاب الانهيار‏,‏ حيث انه خلال أيام قادمة سيصلني عقد عمل سكرتيرة في إحدي دول الخليج‏,‏ وأنا لست أدري ماذا أفعل‏,‏ بداخلي ضمير يقظ يؤرقني

هل أذهب وأعمل تحت أي ظروف وأجاهد للحفاظ علي نفسي وأعمل وأعيش أنا وأسرتي لأستطيع توفير حياة كريمة لأمي الصابرة وأبي المكافح‏,‏ وأنقذ ما تبقي لاخوتي البنات والشباب لتحقيق طموحهم أم أرفض وأجلس حاطة إيدي علي خدي منتظرة أن نطرد من جديد من شقتنا المؤجرة لقرب انتهاء عقدها ولأعنس أنا ومن بعدي اخواتي البنات الموقوف حالهن تبعا لحال أختهن الكبيرة‏.‏

سيدي لا أبغي منك كلمات شفقة ولا عطف ولا كلمة تخبرني بأن أرضي بما قسم لي لأني بالفعل راضية وحامدة وشاكرة ولا أبغي تحليلا نفسيا‏,‏ فإذا كنت مرضت نفسيا أو بداخلي ألم فسأكون كفيلة به إذا استقرت سفينتي‏,‏ سفينة مشواري الذي لا أعلم إلي أين سينتهي‏..‏ ما أبغيه عن جد وحق يد مساعدة‏,‏ طوق نجاة من المولي عز وجل لأني أشرفت علي الغرق وأنا أحاول ألا أغرق في طريق لن أعود منه إنسانة‏.‏ وإذا تبقي بداخلي بواقي إنسانة فلن تعود معي من هذا المشوار‏.‏

{‏ سيدتي‏..‏ رسالتك هي الوجه الآخر لقصة بنات إبليس التي نشرتها منذ أسبوعين‏,‏ فهي انساقت نحو الخطيئة علي الرغم من أن ظروفها الاجتماعية لم تكن تقود إلي ذلك‏,‏ وها هي أنت تحتمين بإيمانك بالله‏,‏ وباحترامك لذاتك‏,‏ وسط ظروف أقل ما توصف به أنها قاسية‏,‏ فلم تضعفي أو تستسلمي للإغراءات‏,‏ أو تستندي إلي مبررات لتذهبي إلي طريق مظلم بحثا عن ضوء كاذب‏,‏ أيا كان سطوعه‏,‏ لن يقودك إلا إلي ظلام‏.‏

سيدتي‏..‏ لن أقول لك كلمات شفقة أو عطف‏,‏ فأنت لست في موضعهما‏,‏ ولكنك تستحقين الإعجاب والمساندة لتجاوز هذا الاحساس المؤلم بالانهيار‏.‏ وقبل أن أواصل الحديث معك وإليك‏,‏ دعينا أولا نتوقف أمام بعض مما جاء في رسالتك‏..‏ لن أقف طويلا أمام علاقة والديك وأثرها السلبي عليك وعلي اخوتك‏,‏ لأني أتفهم جيدا إحساس هذا الأب المحمل بأعباء أسرة مكونة من‏9‏ أفراد براتب هزيل‏,‏ إحساس بالعجز يجعله متحملا لقسوة الحياة في الخارج مجبرا‏,‏ وعندما يعود إلي بيته يصب كل غضبه ويفجر توحشه فيمن يشعرونه بضعفه وهوانه أمام نفسه‏.‏

لن أستطيع في هذا الموضع أن أدين والديك‏,‏ حتي ولو كان تصرفهما يستوجب الإدانة حسب نظريات التربية التي لاتحس ولا تضع مثل تلك الظروف الموضع الذي تجبه‏.‏

ولكن ما يستحق الإدانة هم هؤلاء الذئاب‏,‏ الذين لايتخيلون للحظة أن التي هي في موقفك قد تكون ابنتهم أو أختهم أو شقيقتهم‏..‏ يرون فيها فريسة‏,‏ ولا يرونها ضحية تستحق المساعدة بما تملكه من مؤهلات دراسية أو كفاءة عملية‏.‏ لم يفكر أحدهم أنه يشرد أسرة‏,‏ يجوعها‏,‏ يجعلها تفر من شقة إلي أخري بحثا عن الأمان‏.‏

غرائز حيوانية تبتعد بالبشر عما خلقوا له وعليه‏.‏

للأسف يا عزيزتي‏,‏ ما تعرضت له‏,‏ تتعرض له نساء عديدات خرجن إلي العمل‏,‏ وأتمني ألا يرسل إلي بعض القراء أن ما حدث بسبب خروج المرأة للعمل‏,‏ لأن هذا قول مغلوط‏,‏ يذهب بنا بعيدا عن الجريمة الحقيقية التي يرتكبها بعض الرجال‏,‏ وبدلا من أن يغضوا أبصارهم‏,‏ ويراعوا الله في تصرفاتهم‏,‏ فإنهم يلقون بالمسئولية علي خروج المرأة للعمل‏.‏

الأزمة الحقيقية في الأخلاق‏,‏ في غياب معني الرجولة‏,‏ في القانون الذي لايحمي من هن مثلك من ذئاب الشوارع وذئاب العمل‏.‏

ذئاب في كل مكان‏,‏ في بلدك وخارجه‏..‏ فماذا تفعلين؟ هكذا تسألينني وعليك مسئوليات كبيرة تجاه أسرتك‏.‏

دعينا نتفق أولا أن مناقشة فكرة التفريط أو معصية الله غير واردة‏,‏ فقد التجأت إليه سبحانه وتعالي‏,‏ فحماك وأنت في سني السذاجة والمراهقة وغياب الأهل وابتزاز العمل‏,‏ ومن يستطيع تجاوز هذه الصعاب بلا خطيئة‏,‏ لايمكنه الاستسلام أو الانهيار في سني النضج التي وصلت إليها‏..‏

كذلك لا أرحب بفكرة سفرك للخارج أيا كانت مقدرتك علي الصمود ومواجهة حيل الرجال وابتزازهم‏.‏ يبقي الأمل ــ وكلي ثقة في حدوثه ــ أن نجد لك عملا مجزيا لدي واحد من أصدقاء بريد الجمعة يعينك علي مواصلة الرحلة الصعبة‏,‏ وأن يرزقك الله بزوج مناسب يراعي الله فيك‏.‏ وإلي أن يحدث هذا قريبا بإذن الله أرجو أن ترسلي لي بياناتك كاملة والتي يمكنني من خلالها عرض ما سيصل إلي‏.‏ وفقك الله وحفظك وحماك‏..‏ وإلي لقاء بإذن الله‏.‏

2الذئـــــــــاب Empty رد: الذئـــــــــاب الجمعة يوليو 11, 2008 1:31 pm

haidy

haidy
مشرف
مشرف

دا مثال قوي جداا لاي بنت عاوزه تحافظ علي نفسها..وللاسف الذئاب في كل مكان والله المعين.

3الذئـــــــــاب Empty رد: الذئـــــــــاب الجمعة أغسطس 29, 2008 8:19 pm

مجدى الحسيني

مجدى الحسيني
Admin

ردك معبر يا هايدي ....يا ترا انتي غايبة فين عنا

https://ahram.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى