دعوا الأوراق والتقارير!
ما أكثر التحقيقات التي قرأتها عن الهجرة غير الشرعية للشباب المصري إلي ايطاليا واليونان وفرنسا عبر السواحل الليبية وما أكثر الحكايات التي تشيب لها الولدان, ولقد بحثت كثيرا عن الاسباب وراء هذه المخاطرة التي يتعرض لها شبابنا البالغ الرشيد وهو في كامل قواه العقلية وبرغم معرفته المسبقة بأنه قد يتعرض للموت قبل الوصول لهدفه ولكنه يحاول لانه ببساطة شديدة يري أنه كده كده ميت في بلده وان كان يأكل ويشرب ويتنفس لان الحياة لاتعني هذه الأشياء فقط ولكنها تعني فيما تعني وهو الأهم ان يشعر الانسان بأنه يحقق ذاته من خلال عمل كريم يدر عليه دخلا يجعله يحس بإنسانيته هكذا قال لسان حال كل من في هذه القضية. وان كان السمسار يتقاضي عشرات الالاف من الجنيهات نظير السفر من كل شاب فلماذا لايبدأ الشاب بها حياته وفقا لما قرأته في جريدة الشرق الأوسط التي اجرت تحقيقات مطولا عن هذه القضية, يفيد ان جميع من تعرض لهم التحقيق قالوا ان البيروقراطية والضرائب تقف حجر عثرة أمام أي شاب يريد ان يبدأ حياته بمشروع صغير أي بالعربي الصريح الفساد الاداري الذي يحارب الصغار غير القادرين علي ملء الدرج بما ينجز الاعمال ويجعل الامور تسير بسلاسة ودون تعقيدات بينما يفتح الابواب علي مصاريعها للصوص كبار يعرفون من أين تؤكل الكتف! إن هذه القضية تترتب أولا علي إغلاق أسواق العمل العربية أمام الشباب المصري خاصة ذوي المؤهلات المتوسطة بينما يفتحونها علي البحري أمام الأسيويين في الوقت الذي يتباكون فيه علي شبابنا الذي يغرق علي سواحل الدول الاوروبية, وثانيا علي البطالة التي تعاني منها نتيجة سوء تخطيط الحكومات المتوالية وتنفيذ القانون حرفيا وبدون روحه علي الصغار فقط ومن ليست لهم ظهور يستندون إليها وراجعوا مداهمات شرطة المرافق للباعة الجائلين ومصادرة رأسمالهم المتمثل في بضاعتهم تحت مسمي العمل بدون تراخيص بدلا من مساعدتهم علي استخراج التراخيص ومحاولة توفير الحياة الكريمة وحجز الضرائب علي صغار الممولين لدي عجزهم عن دفع الاتاوة لمصلحة كل هم العاملين فيها تطبيق اللوائح والقوانين دون النظر إلي دراسة ظروف الممول المعيشية والعملية علي ارض الواقع, نعم ان هذه القضية يجب ان تكون الشغل الشاغل للمسئولين ولا يكفي الكلام الحلو والوعود البراقة بينما الواقع يصرخ بكل ما فيه من قوة ووضوح أيها المسئولون أخرجوا من مكاتبكم المكيفة وسياراتكم المصفحة ودعوا الاوراق والتقارير المسبقة جانبا وتعالوا لتعيشوا يوما بليلة عيشتنا التي نحياها وعلي الطبيعة لكي تحسوا بنا وبأو لادنا ثم انني أتساءل لماذا لاتقوم الدولة بتسفير هؤلاء الشباب من خلال منافذها المشروعة بالاتفاق مع تلك الدول المحتاجة للعمالة المصرية؟ إنه سؤال لا أعرف المسئولين الذين لديهم الاجابة عنه حتي تنطفيء نيران صدور الغيورين علي مصر. |