الغاية العظمي!
أنا سيدة عمري47 عاما, جاهدت نفسي كثيرا ومازلت أجاهدها لكي أصبح في علاقة جيدة مع الله.. وأنا متزوجة ولدي ولد وبنت, وأحاول أن أعيش في حب وسماحة مع الآخرين, لكن زوجي من نوع آخر, إذ إن له شخصية غريبة, ولا يستقر علي حال في علاقته مع من حوله, ودائما يدخل في صراعات ومشاجرات معي ومع أهلي بلا أسباب تذكر, ولا يوجد لديه عزيز, ولا يتورع عن التمادي في ايذاء الآخرين نفسيا حتي لو أن أمامه شخصا كبيرا في السن أو إنسانا مريضا, أو حتي شخصا قريبا لنا ويهمنا أمره. إن الفيصل دائما في علاقاته مع الآخرين هو المصلحة أو المادة وليس المودة ولا الرحمة أو صلة الأرحام.. ولا استطيع الاستمرار في معاشرته وهو يهزأ بأقرب الناس لي ويتكبر عليهم!. هل تصدق أنه لا يوجد لدينا أقرباء أو أناس يسألون عنا؟.. انه يريد أن يتعلم أولاده هذا الأسلوب.. ولذلك أصارع نفسي وأحاول أن اتحمل هذه المعيشة القاتلة.. ولا أدري كيف يمكنني تربية أولادي وأنا أعاشر هذا الرجل.. ثم هل من حقي طلب الطلاق؟.. وهل تراه حلا لما أعانيه؟. ** مشكلتك ان زوجك مريض بالأنانية, ولذلك ينظر إلي كل الأمور من منظور المصلحة الشخصية ويري نفسه دائما أفضل من الآخرين, وأن جميع من حوله أقل منه, فهو السيد الأوحد في محيط عمله ودائرة معارفه.. ومثل هذه الشخصية لا تعود إلي رشدها إلا بصدمة قوية تجعله يفيق من الغيبوبة التي يعيشها مثل أزمة شائكة تدفعه إلي طلب النجدة من الآخرين, وحينئذ سوف يدرك ان الانسان لا يعيش بمفرده, وأن المبدأ الذي يسير عليه, هو مبدأ غريب سرعان ما يكتشف صاحبه أنه مريض بالوهم, وأن الحياة أبسط من ذلك بكثير, إذ ماذا يجني الإنسان من الدنيا أكثر من أن يعيش هادئا مستقرا, وكم يساوي انصراف الناس عنه بسبب غلظته وتكبره؟ والحق أنني أراك متزنة ولا تنجرفين في تيار زوجك, وإنما تحاولين أن تعدلي كفتي الميزان لكي تسير حياتك إلي مرفأ الأمان, وهو خط صائب ومستقيم, وسوف يحقق كل ما تريدينه فالتزمي به ولا تستجيبي لأهوائك الشخصية في طلب الطلاق لأنه ليس حلا في مثل الظروف التي تعيشينها, إذ سوف يتسبب في تشريد ابنتك وانت أكبر من أن تفكري بهذا الأسلوب السطحي.. وأرجو أن يعيد زوجك دراسة موقفه من الآخرين, فالغاية العظمي لأي إنسان هي أن يعيش حياته سعيدا وأن يرضي ربه بأقواله وأفعاله حتي يلقاه. وهو مطمئن النفس فالحياة لاتدوم لأحد. |