أعتذر من البداية أن رسالتي قد تكون طويلة نوعا ما ولكني أرغب في توضيح الموضوع بمنتهي الدقة عسي أن يرشدني ربي للخير لأمانتي وصدقي في عرض الموضوع, والله المستعان.
انا فتاة مسلمة مصرية أعمل مهندسة في مجال مميز وفي شركة عالمية, ولله الحمد ناجحة في عملي وأحاول أن أكون نموذجا جيدا لفتاة مسلمة تتعامل مع الأجانب والأغراب بكل إلتزام بحجابي الشرعي وبحدود الأدب والاحترام فلله الفضل, معروف عني أني انسانة محترمة وملتزمة وناجحة في عملي ايضا. عمري الآن34 سنة ولم يمن الله علي بنعمة الزواج بالرغم أن هذا كان هدفي الأساسي بعد التخرج ولم أكن أسعي للعمل والتفوق فيه إلا لأنه الرزق الذي رزقني به الله دون عناء حقيقي مني, فالحمد لله التحقت بالعمل بالشركة التي أنا فيها بسهولة نسبية وبدون واسطة ولا أي شئ غير, تدابير الله,
إلي أن أخبرتني إحدي صديقاتي العاملات هناك بوجود وظيفة تقدمت لها من10 سنوات وقبلت بها بفضل الله وسعدت بذلك, ونيتي أنه إن شاء الله أعمل بها سنتين, ثلاثا, إلي أن يرزقني الله زوجا وأولادا فأتركها لعمل ايسر لأن العمل بالقطاع الخاص لا يتناسب مع مسئوليات الأسرة عند الزواج بسبب طول ساعات العمل. المهم أن الذي حدث أني لم أتزوج ومرت السنون دون أن يأتي نصيبي بالرغم أني والحمد لله من أسرة طيبة ومحترمة واجتماعيا ممتازة وماديا مستورين ونميل لليسر يعني كمواصفات عامة ا لحمد لله كله هايل صحيح شكلا عادية لكني الحمد لله لست قبيحة!
قد يكون سبب ذلك أننا أسرة منغلقة الي حد ما وليس لنا اجتماعيات كثيرة خاصة بعد وفاة والدي وأخي في خلال4 سنوات فأنا في عملي أو بيتي وأعيش مع أمي التي بالرغم أنها شخصية عملية ونشيطة لكنها زي ما بيقولوا مش شاطرة في المواضيع دي أو ممكن نقول في دماغها صورة معينة للزوج المناسب لي ليست موجودة في من تتعامل معهم.
المهم لوصولي لهذه السن الحرجة ولأني أتمني من الله من كل قلبي أن يرزقني أولادا أربيهم تربية صالحة وأزرع فيهم اشياء كثيرة تعلمتها في الحياة فقد بدأت أحاول في الفترة الأخيرة وبناء علي نصيحة إحدي صديقاتي أن أعيد التفكير فيمن حولي فقد يناسبونني, ولما فعلت ذلك وجدت انسانا واحدا حولي تقدم لي قبل ذلك مرتين ولم أوافق عليه لماذا وما هي التفاصيل, هذا ما أريد أن أحكيه لكم وأطلب منك المشورة والنصيحة المخلصة وجزاكم الله خيرا.
هذا الشخص قريب لنا من بعيد عن طريق أمي وهو طبيب والحقيقة أنه تقدم لي من10 سنوات بالضبط كان وقتها يعمل بفرنسا وقادما إلي مصر في إجازة, وكان عمري وقتها24 سنة ووقتها أخبرت أمي انه لا يناسبني لأسباب كثيرة كنت اراها منطقية جدا في وقتها وهي كما يلي:
1 ) انه يكبرني بـ12 سنة وكان ذلك بالنسبة لي فرقا كبيرا جدا خصوصا اني بطبيعتي شكلي أصغر من سني ولدي نزعة طفولية فشعرت وقتها أنه كبير أوي علي.
2) أنه مدخن بشراهة, وأنا مقتنعة أن التدخين حرام ومهلك للصحة وحتي لو أفترضنا انه مكروه فقط وليس حراما كمان انا عندي حساسية في أنفي وبالتالي لا أتحمل رائحة التدخين من الغرباء فكيف أتحملها في بيتي لنفسي ولأبنائي.
3) عندما تقابلنا معه وتحدثنا كان يحكي عن نفسه وعن حياته وهو الولد الوحيد علي3 بنات وأسرته نسبيا ميسورة فكان واضحا من كلامه انه مدلل الي حد ما, بمعني انه قد لا يكون مسئولا بالقدر الكافي.
المهم اني وقتها رفضت لكل هذه الأسباب, وأمي لم تعترض بل بالعكس أعتذرت لأقاربها لأنها كان لديها شعور انهم قد يتعاملون معنا ببعض البخل في ترتيبات الزواج, علي اعتبار أننا أقارب.
المهم أن قريبنا هذا رجع وأستقر بمصر من بضع سنين, وحدث أن خطب مرة أو أثنتين ولم يوفق, وبالضبط من سنتين فوجئت بأمي تقول لي إنه يريد التقدم لي مرة أخري وقتها كان عمري32 سنة وكنت اعتبر كبرت فعلا وقلت لأمي أني موافقة نتقابل معه لكي أتكلم معاه واري اذا كان ممكنا يكون فيه تفاهم والتقاء في بعض النقاط, عندما تقابلنا هذه المرة بدأت أتعرف علي شخصيته أكثر فهو انسان طيب وتلقائي ويجيد الكلام,
بس الحقيقة أن التلقائية دي هي كانت المأساة بالنسبة لي لأنه بدأ يحكي لي عن حاجات مختلفة في حياته وعن حياته في فرنسا ثم ويمنتهي البساطة قال لي إنه تقريبا مفيش حاجة حرام لم يفعلها هناك الا القمار, والحقيقة أنه تقريبا قال بصراحة إنه كان عنده علاقات نسائية محرمة, وحكي لي عن العمرة التي أداها لكن أنا كنت صدمت صدمة قوية جدا لأني كبنت ملتزمة ووالدي وأخي كانا رجلين يعرفا ربنا, ويخافان منه. كان بالنسبة لي ما قاله مستحيل وصادم وغير محتمل, وطبعا قلت لأمي إني رافضة, لكن,
هذه المرة ثارت أختي علي ثورة رهيبة مصممة أن نعرف السبب وراء رفضي لأن من وجهة نظرها اسباب مثل السن والتدخين مش الأسباب اللي تخلي بنت ـ في سني ـ ترفض عريسا ن أسرة محترمة وميسور الحال, وكمان واضح أنه طيب وابن حلال, انا بصراحة لم أقل لحد خالص السبب ولا حتي أمي من باب الستر لأنه قريبها مهما كان وفيه صلة وعلاقة حتي لو لم يتم زواج بيننا.
المشكلة اني أتمني من الله زوجا يعينني علي القرب من الله ويزيدني في ديني والتزامي ويكون قدوة لي ولأولادي, وهو واضح جدا أنه حتي لو كان عارف الحلال والحرام انه ليس له نفس النظرة للأمور مثلي, أيضا فكرة انه لمس امرأة أخري في الحرام ثقيلة جدا وصادمة لي ولنفسيتي.
الموقف الذي أنا فيه, الآن ان أمي من يومين فقط فتحت معي الموضوع مرة أخري بسبب موقف حدث من هذا الشخص وكان فيه, جدع جدا ومهذبا معها فبدأت تتحدث معي مرة أخري انه ليه يا بنتي بس وفكري تاني وقريبك ومش هيهينك الي آخره من هذا الكلام.
الحقيقة اني محبطة جدا من قلة زواجي وأشعر بالخوف من شكل المستقبل بعد وفاة أمي أطال الله في عمرها مع عدم زواجي فكيف سأعيش وحدي أو مع أختي وأبنائها وزوجها وهو وضع أكيد مش مريح. ولا يوجد أي شخص آخر متقدم لي في الفترة الحالية. فهل أقبل بهذا الشخص مع كل ما شرحته أم اصبر وادعو الله أن يرزقني بمن يناسبني أكثر ولو بعد حين لا أعلمه لأنه كله بيد الله ثم بيد مجتمع لا يعطي لمن في سني أي فرصة عادلة في أن تجد من يناسبها بحق.
هل رفضي له خطأ وهل أصلا قبولي له وهو علي ما هو عليه من ذنوب خطأ؟؟ أنا عارفة إن ربنا اللي بيحاسب وأنا لست ملاكا فأنا, مثلا من وجهة نظر زملائي وأصدقائي المتدينين أكثر مني بأعمل غلط ويمكن من وجهة نظر البعض حرام لأني أسافر برة مصر في رحلات مع العمل, والحقيقة أنه يمكن دي مشكلتي أن المتدينين من الرجال أنا مش عجباهم علشان بأشتغل وباسافر مع أني والله محترمة جدا والأقل في التدين يشعرون اني محبكاها أوي, وخليكي بحبوحة وفيها ايه يعني وهو أنتي عمرك ما عملتي حاجة غلط يعني]...
أنا بجد مش عايزة أحس اني ظلمت نفسي برفضي له واني بعد كام سنة أقول ياريتني وكان ماله مش أحسن من الوحدة.
* سيدتي: أقدر حيرتك وسط اختلاط المفاهيم.. وندرة فرص الزواج خاصة لمن هن في مثل ظروفك ممن يعشن في عائلات منغلقة أو يضعن ضوابط أخلاقية ودينية صارمة لمن سيشاركهن الحياة.
نعم تري شريحة كبيرة في المجتمع أن من هن في مثل عمرك قد تأخرن في الزواج ولكن الواقع يقول أن فتيات كثيرات مثلك لم يتزوجن, وهذا يفرض رؤية جديدة لسن الزواج, خاصة أن كثيرا من الرجال يتأخرون في سن الزواج مستندين إلي وفرة العرائس وأن المجتمع لايدين الرجل ولا يجعل من تقدم عمره عائقا عن الزواج, بل إنه عندما يفكر في ذلك لايبحث عمن تقاربه في العمر, بل يذهب ليختار فتاة صغيرة مستغلا أوضاعه الوظيفية والمالية التي تيسرت بفعل العمر, غافلا عن تأثير هذا الفارق في العمر علي نجاح مثل هذه الزيجات, فأغلبها ينتهي بالطلاق وبعضها يستمر لأسباب غير التي يجب أن يستمر من أجلها.
سيدتي.. دعيني أبدأ معك من كلامك الأخير حول وقوعك بين رأيين أحدهما يراك مفرطة, والآخر يراك متشددة, فيجب عدم الاستناد إلي مثل هذه الرؤي التي يفرضها البشر, فالحلال بين وكذلك الحرام, والإنسان بعد أن يلم بأوامر الله ونواهيه, هو وحده يعلم موقعه من الخطأ والصواب.
فلا تعذبي نفسك واستمري علي ما أنت عليه, ولا يدفعنك رأي إلي مزيد من التشدد ولا يجذبنك رأي آخر إلي التفريط فيما تؤمنين به ويريح قلبك.
إذن فلنذهب إلي القضية التي تؤرقك ووالدتك, وهي حيرتك تجاه هذا الطبيب الذي يريد الاقتران بك, وأبدأ معك من رغبتك في زوج يعينك علي القرب من الله ويزيدك في دينك والتزامك, فأقول لك إنه هو الذي يحرص عليك وتقدم لك أكثر من مرة, فلماذا لاترين في ذلك ــ وهو يعرف تدينك وإلتزامك ــ رغبة منه في أن تعينيه علي القرب من الله والالتزام بدينه.
أعرف أنك تقفين أمام خطاياه, ولكن الله يغفر الذنوب جميعا, وقد ذهب الرجل وأدي العمرة طلبا للعفو والمغفرة, والقبول ياسيدتي لله سبحانه وتعالي وليس للعباد. ولو اختص كل إنسان منا بحق محاسبة العباد ما استقامت الحياة ولأخذنا لأنفسنا ما لايجوز من حق الله وحده في الهداية والعفو والرحمة وقبول توبة التائب.
وهل كان سيرضيك ــ يا سيدتي ــ لو لم يخبرك هذا العريس بما ارتكب, وانتهزها فرصة للتوقف أمام فكرة الاعتراف الذي يقوم بها البعض فيستعرض معاصيه, لأني أراه ــ ويحتمل رأيي الخطأ ــ يهتك سره بعد أن ستره الله, فلماذا يجاهر هو بما ارتكب من آثام, الاعتراف بالذنب وطلب التوبة تكون من الخالق وحده ـ سبحانه وتعالي.
يبقي بعد ذلك موضوع تدخينه السجائر, وهذا أمر يمكنك مناقشته معه بهدوء مع إظهار حرصك وخوفك علي صحته, ولتبدئي بطلب امتناعه أولا عن التدخين في البيت.
أما فارق العمر فيمكنك التجاوز عنه أمام صفاته الحميدة التي تحدثت بها والدتك وطيبته التي شهدت بها.
سيدتي.. قاومي خوفك واستخيري الله وسلمي أمرك لله, فلو كان لك فيه ومعه خير ستحصلين عليه. المهم ألا يدفعك خوفك إلي إغلاق نوافذ الأمل, فالذين يخافون من الألم يتألمون من الخوف, وكل تجربة في الحياة مهما تكن ضماناتها تحتمل الفشل كما تحتمل النجاح, فتوكلي علي الله وسيكون النجاح حليفك بإذنه ـ سبحانه وتعالي.. وإلي لقاء بإذن الله.
انا فتاة مسلمة مصرية أعمل مهندسة في مجال مميز وفي شركة عالمية, ولله الحمد ناجحة في عملي وأحاول أن أكون نموذجا جيدا لفتاة مسلمة تتعامل مع الأجانب والأغراب بكل إلتزام بحجابي الشرعي وبحدود الأدب والاحترام فلله الفضل, معروف عني أني انسانة محترمة وملتزمة وناجحة في عملي ايضا. عمري الآن34 سنة ولم يمن الله علي بنعمة الزواج بالرغم أن هذا كان هدفي الأساسي بعد التخرج ولم أكن أسعي للعمل والتفوق فيه إلا لأنه الرزق الذي رزقني به الله دون عناء حقيقي مني, فالحمد لله التحقت بالعمل بالشركة التي أنا فيها بسهولة نسبية وبدون واسطة ولا أي شئ غير, تدابير الله,
إلي أن أخبرتني إحدي صديقاتي العاملات هناك بوجود وظيفة تقدمت لها من10 سنوات وقبلت بها بفضل الله وسعدت بذلك, ونيتي أنه إن شاء الله أعمل بها سنتين, ثلاثا, إلي أن يرزقني الله زوجا وأولادا فأتركها لعمل ايسر لأن العمل بالقطاع الخاص لا يتناسب مع مسئوليات الأسرة عند الزواج بسبب طول ساعات العمل. المهم أن الذي حدث أني لم أتزوج ومرت السنون دون أن يأتي نصيبي بالرغم أني والحمد لله من أسرة طيبة ومحترمة واجتماعيا ممتازة وماديا مستورين ونميل لليسر يعني كمواصفات عامة ا لحمد لله كله هايل صحيح شكلا عادية لكني الحمد لله لست قبيحة!
قد يكون سبب ذلك أننا أسرة منغلقة الي حد ما وليس لنا اجتماعيات كثيرة خاصة بعد وفاة والدي وأخي في خلال4 سنوات فأنا في عملي أو بيتي وأعيش مع أمي التي بالرغم أنها شخصية عملية ونشيطة لكنها زي ما بيقولوا مش شاطرة في المواضيع دي أو ممكن نقول في دماغها صورة معينة للزوج المناسب لي ليست موجودة في من تتعامل معهم.
المهم لوصولي لهذه السن الحرجة ولأني أتمني من الله من كل قلبي أن يرزقني أولادا أربيهم تربية صالحة وأزرع فيهم اشياء كثيرة تعلمتها في الحياة فقد بدأت أحاول في الفترة الأخيرة وبناء علي نصيحة إحدي صديقاتي أن أعيد التفكير فيمن حولي فقد يناسبونني, ولما فعلت ذلك وجدت انسانا واحدا حولي تقدم لي قبل ذلك مرتين ولم أوافق عليه لماذا وما هي التفاصيل, هذا ما أريد أن أحكيه لكم وأطلب منك المشورة والنصيحة المخلصة وجزاكم الله خيرا.
هذا الشخص قريب لنا من بعيد عن طريق أمي وهو طبيب والحقيقة أنه تقدم لي من10 سنوات بالضبط كان وقتها يعمل بفرنسا وقادما إلي مصر في إجازة, وكان عمري وقتها24 سنة ووقتها أخبرت أمي انه لا يناسبني لأسباب كثيرة كنت اراها منطقية جدا في وقتها وهي كما يلي:
1 ) انه يكبرني بـ12 سنة وكان ذلك بالنسبة لي فرقا كبيرا جدا خصوصا اني بطبيعتي شكلي أصغر من سني ولدي نزعة طفولية فشعرت وقتها أنه كبير أوي علي.
2) أنه مدخن بشراهة, وأنا مقتنعة أن التدخين حرام ومهلك للصحة وحتي لو أفترضنا انه مكروه فقط وليس حراما كمان انا عندي حساسية في أنفي وبالتالي لا أتحمل رائحة التدخين من الغرباء فكيف أتحملها في بيتي لنفسي ولأبنائي.
3) عندما تقابلنا معه وتحدثنا كان يحكي عن نفسه وعن حياته وهو الولد الوحيد علي3 بنات وأسرته نسبيا ميسورة فكان واضحا من كلامه انه مدلل الي حد ما, بمعني انه قد لا يكون مسئولا بالقدر الكافي.
المهم اني وقتها رفضت لكل هذه الأسباب, وأمي لم تعترض بل بالعكس أعتذرت لأقاربها لأنها كان لديها شعور انهم قد يتعاملون معنا ببعض البخل في ترتيبات الزواج, علي اعتبار أننا أقارب.
المهم أن قريبنا هذا رجع وأستقر بمصر من بضع سنين, وحدث أن خطب مرة أو أثنتين ولم يوفق, وبالضبط من سنتين فوجئت بأمي تقول لي إنه يريد التقدم لي مرة أخري وقتها كان عمري32 سنة وكنت اعتبر كبرت فعلا وقلت لأمي أني موافقة نتقابل معه لكي أتكلم معاه واري اذا كان ممكنا يكون فيه تفاهم والتقاء في بعض النقاط, عندما تقابلنا هذه المرة بدأت أتعرف علي شخصيته أكثر فهو انسان طيب وتلقائي ويجيد الكلام,
بس الحقيقة أن التلقائية دي هي كانت المأساة بالنسبة لي لأنه بدأ يحكي لي عن حاجات مختلفة في حياته وعن حياته في فرنسا ثم ويمنتهي البساطة قال لي إنه تقريبا مفيش حاجة حرام لم يفعلها هناك الا القمار, والحقيقة أنه تقريبا قال بصراحة إنه كان عنده علاقات نسائية محرمة, وحكي لي عن العمرة التي أداها لكن أنا كنت صدمت صدمة قوية جدا لأني كبنت ملتزمة ووالدي وأخي كانا رجلين يعرفا ربنا, ويخافان منه. كان بالنسبة لي ما قاله مستحيل وصادم وغير محتمل, وطبعا قلت لأمي إني رافضة, لكن,
هذه المرة ثارت أختي علي ثورة رهيبة مصممة أن نعرف السبب وراء رفضي لأن من وجهة نظرها اسباب مثل السن والتدخين مش الأسباب اللي تخلي بنت ـ في سني ـ ترفض عريسا ن أسرة محترمة وميسور الحال, وكمان واضح أنه طيب وابن حلال, انا بصراحة لم أقل لحد خالص السبب ولا حتي أمي من باب الستر لأنه قريبها مهما كان وفيه صلة وعلاقة حتي لو لم يتم زواج بيننا.
المشكلة اني أتمني من الله زوجا يعينني علي القرب من الله ويزيدني في ديني والتزامي ويكون قدوة لي ولأولادي, وهو واضح جدا أنه حتي لو كان عارف الحلال والحرام انه ليس له نفس النظرة للأمور مثلي, أيضا فكرة انه لمس امرأة أخري في الحرام ثقيلة جدا وصادمة لي ولنفسيتي.
الموقف الذي أنا فيه, الآن ان أمي من يومين فقط فتحت معي الموضوع مرة أخري بسبب موقف حدث من هذا الشخص وكان فيه, جدع جدا ومهذبا معها فبدأت تتحدث معي مرة أخري انه ليه يا بنتي بس وفكري تاني وقريبك ومش هيهينك الي آخره من هذا الكلام.
الحقيقة اني محبطة جدا من قلة زواجي وأشعر بالخوف من شكل المستقبل بعد وفاة أمي أطال الله في عمرها مع عدم زواجي فكيف سأعيش وحدي أو مع أختي وأبنائها وزوجها وهو وضع أكيد مش مريح. ولا يوجد أي شخص آخر متقدم لي في الفترة الحالية. فهل أقبل بهذا الشخص مع كل ما شرحته أم اصبر وادعو الله أن يرزقني بمن يناسبني أكثر ولو بعد حين لا أعلمه لأنه كله بيد الله ثم بيد مجتمع لا يعطي لمن في سني أي فرصة عادلة في أن تجد من يناسبها بحق.
هل رفضي له خطأ وهل أصلا قبولي له وهو علي ما هو عليه من ذنوب خطأ؟؟ أنا عارفة إن ربنا اللي بيحاسب وأنا لست ملاكا فأنا, مثلا من وجهة نظر زملائي وأصدقائي المتدينين أكثر مني بأعمل غلط ويمكن من وجهة نظر البعض حرام لأني أسافر برة مصر في رحلات مع العمل, والحقيقة أنه يمكن دي مشكلتي أن المتدينين من الرجال أنا مش عجباهم علشان بأشتغل وباسافر مع أني والله محترمة جدا والأقل في التدين يشعرون اني محبكاها أوي, وخليكي بحبوحة وفيها ايه يعني وهو أنتي عمرك ما عملتي حاجة غلط يعني]...
أنا بجد مش عايزة أحس اني ظلمت نفسي برفضي له واني بعد كام سنة أقول ياريتني وكان ماله مش أحسن من الوحدة.
* سيدتي: أقدر حيرتك وسط اختلاط المفاهيم.. وندرة فرص الزواج خاصة لمن هن في مثل ظروفك ممن يعشن في عائلات منغلقة أو يضعن ضوابط أخلاقية ودينية صارمة لمن سيشاركهن الحياة.
نعم تري شريحة كبيرة في المجتمع أن من هن في مثل عمرك قد تأخرن في الزواج ولكن الواقع يقول أن فتيات كثيرات مثلك لم يتزوجن, وهذا يفرض رؤية جديدة لسن الزواج, خاصة أن كثيرا من الرجال يتأخرون في سن الزواج مستندين إلي وفرة العرائس وأن المجتمع لايدين الرجل ولا يجعل من تقدم عمره عائقا عن الزواج, بل إنه عندما يفكر في ذلك لايبحث عمن تقاربه في العمر, بل يذهب ليختار فتاة صغيرة مستغلا أوضاعه الوظيفية والمالية التي تيسرت بفعل العمر, غافلا عن تأثير هذا الفارق في العمر علي نجاح مثل هذه الزيجات, فأغلبها ينتهي بالطلاق وبعضها يستمر لأسباب غير التي يجب أن يستمر من أجلها.
سيدتي.. دعيني أبدأ معك من كلامك الأخير حول وقوعك بين رأيين أحدهما يراك مفرطة, والآخر يراك متشددة, فيجب عدم الاستناد إلي مثل هذه الرؤي التي يفرضها البشر, فالحلال بين وكذلك الحرام, والإنسان بعد أن يلم بأوامر الله ونواهيه, هو وحده يعلم موقعه من الخطأ والصواب.
فلا تعذبي نفسك واستمري علي ما أنت عليه, ولا يدفعنك رأي إلي مزيد من التشدد ولا يجذبنك رأي آخر إلي التفريط فيما تؤمنين به ويريح قلبك.
إذن فلنذهب إلي القضية التي تؤرقك ووالدتك, وهي حيرتك تجاه هذا الطبيب الذي يريد الاقتران بك, وأبدأ معك من رغبتك في زوج يعينك علي القرب من الله ويزيدك في دينك والتزامك, فأقول لك إنه هو الذي يحرص عليك وتقدم لك أكثر من مرة, فلماذا لاترين في ذلك ــ وهو يعرف تدينك وإلتزامك ــ رغبة منه في أن تعينيه علي القرب من الله والالتزام بدينه.
أعرف أنك تقفين أمام خطاياه, ولكن الله يغفر الذنوب جميعا, وقد ذهب الرجل وأدي العمرة طلبا للعفو والمغفرة, والقبول ياسيدتي لله سبحانه وتعالي وليس للعباد. ولو اختص كل إنسان منا بحق محاسبة العباد ما استقامت الحياة ولأخذنا لأنفسنا ما لايجوز من حق الله وحده في الهداية والعفو والرحمة وقبول توبة التائب.
وهل كان سيرضيك ــ يا سيدتي ــ لو لم يخبرك هذا العريس بما ارتكب, وانتهزها فرصة للتوقف أمام فكرة الاعتراف الذي يقوم بها البعض فيستعرض معاصيه, لأني أراه ــ ويحتمل رأيي الخطأ ــ يهتك سره بعد أن ستره الله, فلماذا يجاهر هو بما ارتكب من آثام, الاعتراف بالذنب وطلب التوبة تكون من الخالق وحده ـ سبحانه وتعالي.
يبقي بعد ذلك موضوع تدخينه السجائر, وهذا أمر يمكنك مناقشته معه بهدوء مع إظهار حرصك وخوفك علي صحته, ولتبدئي بطلب امتناعه أولا عن التدخين في البيت.
أما فارق العمر فيمكنك التجاوز عنه أمام صفاته الحميدة التي تحدثت بها والدتك وطيبته التي شهدت بها.
سيدتي.. قاومي خوفك واستخيري الله وسلمي أمرك لله, فلو كان لك فيه ومعه خير ستحصلين عليه. المهم ألا يدفعك خوفك إلي إغلاق نوافذ الأمل, فالذين يخافون من الألم يتألمون من الخوف, وكل تجربة في الحياة مهما تكن ضماناتها تحتمل الفشل كما تحتمل النجاح, فتوكلي علي الله وسيكون النجاح حليفك بإذنه ـ سبحانه وتعالي.. وإلي لقاء بإذن الله.