العدالة الاجتماعية
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
العدالة الاجتماعية

نبحث عن حل عادل لمشاكل المجتمع لكل شاب وفتاة وزوج وزوجة الخ


أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم, أنت لم تقم بتسجيل الدخول بعد! يشرفنا أن تقوم بالدخول أو التسجيل إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى

قبلة الوداع

اذهب الى الأسفل  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

1قبلة الوداع Empty قبلة الوداع الجمعة أبريل 10, 2009 11:56 pm

مجدى الحسيني

مجدى الحسيني
Admin


أرجو أن تقرأ رسالتي جيدا وتنشرها في اقرب وقت لعل نشرها يساعدني علي الخروج من أحزاني والتمسك بحياتي من جديد‏ توفي زوجي الحبيب المحامي الشاب منذ عام تقريبا‏,‏ وراح ضحية حادث سيارة شهير في شارع الحجاز الرئيسي‏,‏ والتي كان يقودها شاب متهور بأقصي سرعة في شارع تملؤه المدارس ويعج بالناس ليلا ونهارا‏,‏ ومات بعد الحادث بخمسة أيام مثل الكثيرين الذين ضاعت حياتهم علي الأسفلت بسبب التهور والقيادة المسرعة التي يمارسها الشباب هذه الأيام بكثرة‏,‏ وبسبب تسابق السيارات الذي يتخذونه لعبة ويحصدون به الكثير من الأرواح البريئة التي تترك خلفها الكثير من الأطفال الأيتام الذين لا حول لهم ولا قوة‏.‏

كنت قد نشرت قصتي في الأهرام العام الماضي‏,‏ وكنت وقتها أناشد كل المسئولين ألا يهرب هذا الشاب قبل أن تنتهي القضية وحتي لا يهرب من العدالة وحكم القضاء‏,‏ وفعلا اهتم الجميع لما نشرت واليوم‏,‏ وقد مر عام علي وفاة زوجي الحبيب حصلنا علي الحكم النهائي في القضية وهو براءة المتهم مراعاة لظروفه‏,‏ حيث إنه في نهائي طب أسنان وهي أول سابقة له‏,‏ أحمد الله علي كل شيء‏,‏ فهذا قضاء الله وقدره ولولا إيماني بالله لكان أصابني الجنون‏

واليوم لا أملك شيئا استطيع قوله غير مواساة نفسي وأولادي الأيتام الذين تركهم لي زوجي أمانة في عنقي فجأة وبدون مقدمات أو ترتيبات‏,‏ فقد كنا لحظة الحادث المرير معا يمسك يدي خوفا علي من السيارات القادمة‏,‏ وكنا في طريقنا لشراء طلبات أولادنا البسيطة وكتبهم المدرسية‏,‏ ومن يومها لم يعد زوجي مرة أخري إلي البيت ولم ير أولاده مرة أخري‏,‏ فقد كانت آخر مرة نخرج فيها سويا وآخر مرة يري فيها طفليه‏,‏ ولم يستطع حتي أن يودعهما أو يقبلهما قبلة الوداع‏,‏ وعدت وحدي منذ هذا اليوم لألقي مصيري المجهول مع رحلة الأيام القادمة ومع أولادي‏.‏

أريد فقط أن اكتب إلي روح زوجي الطاهرة أبلغه انني لم ولن أستطيع نسيانه مهما طال الزمن ومهما فرقتنا الحياة‏,‏ فقد كان مثالا للزوج الوفي المخلص الحنون المتفاني في عمله يساعد الآخرين ولو حتي دون أجر‏,‏ ويساعد زملاءه المحامين في قضاياهم وكتابة المذكرات القضائية معهم بحب وإخلاص ودون أي مقابل‏,‏ كان نعم الزوج والحبيب الذي ملأ علي حياتي طوال‏14‏ عاما قضيناها معا‏,‏ فقد كنت أكتفي به عن العالم وما فيه‏,‏ وكان نعم الأب الحنون القوي الرقيق المشاعر المتعاون الصديق لي ولأولاده‏,‏ حتي انهم كانوا ينادونه باسمه فقط دون كلمة بابا أو بابي‏..‏

كان الصديق الوفي الذي كنت ألجا إليه في أي وقت وعند أي مشكلة‏,‏ فلم يكن زوجا عاديا‏,‏ بل كان يسمعني كثيرا ويسمع كل كلمة باهتمام بالغ دون أن يمل‏,‏ يعطيني النصيحة اللازمة وبهدوء شديد مهما كان ما نتحدث فيه‏,‏ فلم أكن في حياتي معه أحتاج أكثر من هذا‏..‏ زوج جميل رقيق مخلص وفي صديق حبيب أب حنون‏..‏ ليته يسمعني الآن ويعلم كم أفتقده وأفتقد عمري الذي ضاع بعده‏,‏ ولم يتبق لي فيه إلا الذكريات الجميلة فقط‏,‏ وطفلان لا ذنب لهما في أي شيء فهما يحتاجان للحب والحنان والرعاية التي حرمت أنا نفسي منها‏,‏ كم أتمني أن يعرف انني منذ وفاته وحتي اليوم لا أتحدث مع أي انسان إلا عنه‏..‏ وأدعو الله دائما أن يلهمني واولادي الصبر علي فراقه وأن استطيع أن أكمل مشواري مع ولدي بعده‏,‏ وأعوضهما عن حنان الأب الذي فقداه إلي الأبد ولن يعوضهما عنه أي شيء آخر‏.‏

اقول لكل زوجة تشكو من زوجها لأي سبب تافه‏,‏ ان تدعو الله أن يحفظه لها مهما حدث وبجوارها‏,‏ حتي لا تشعر مثلما أشعر الآن بالوحدة القاتلة وعذابها‏,‏ والمسئولية القادمة والخوف علي ولدي من المجهول فلم يكن معنا في هذه الحياة غيره ليرعانا ويعيش معنا‏.‏

رجاء سيدي أن تنشر رسالتي هذه لعل فيها دوائي مما أشعر به‏,‏ فقد أردت أن يقرأها كل من عرفنا حتي يعلم الجميع كم كان هذا الانسان جميلا ولا يعوض‏,‏ وكذلك حتي يحمد كل إنسان الله ويتعظ حين تصادفه أي مشكلة بسيطة فيلعن الدنيا وما فيها‏,‏ وحتي تفكر كل زوجة تختلف مع زوجها لأسباب تافهة فتدعو ألا يعود مرة أخري‏.‏

*‏ سيدتي‏..‏ أتمني أن يقرأ هذا الشاب العابث ـ والذي حماه ضعف القانون ـ رسالتك المؤلمة‏,‏ لعله يشعر هو ومن مثله من الشباب الذين يستخفون بحياة البشر فيغتالونهم بسياراتهم في لحظة تحقيقا لمتعة كاذبة‏,‏ وهم لا يدرون أنهم يدمرون حيوات بشر لم يرتكبوا إثما سوي أنهم ساروا في الطريق آمنين‏.‏

هذا الحكم يا سيدتي يستوجب من أعضاء مجلس الشعب ووزارة العدل مراجعة مواد قانون القتل الخطأ‏,‏ فقانون المرور الجديد يحبس من يسير في الاتجاه المعاكس ولكنه يخلي سبيل من يقتل خطأ وتبرئه المحكمة حماية لمستقبله‏,‏ دون النظر إلي مستقبل أسرة كاملة معرضة للخطر ما تبقي لها من حياة‏,‏ لأنها فقدت عائلها بسبب إهمال وتهور شاب‏,‏ فإذا لم يكن هو حريصا علي نفسه فكيف يحميه القانون ويهدر حق غيره بلا ذنب‏!!‏

سيدتي‏..‏ ها أنا قد نشرت رسالتك تقديرا لإخلاصك ومحبتك لزوجك الراحل الرائع المثالي‏,‏ فليدعو له كل الأصدقاء بالفردوس الأعلي‏,‏ ولتثقي بأن الله سبحانه وتعالي سيكون أرحم بك وبولديك من القانون ومن الشباب العابث‏!‏

https://ahram.mam9.com

الرجوع الى أعلى الصفحة  رسالة [صفحة 1 من اصل 1]

صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى