السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
كيف حالكم اخواني وأخواتي ؟ ان شاء الله تعالى تكونوا بخير
اما بعد :-
الحب !!! ما هو الحب ؟ وهل هناك شئ أسمه الحب في الاسلام ؟
هيا بنا نتكلم على الحب ...
الحب الحقيقي ...
أولا :- وقبل كل شئ اود أن أقول ان الحب هو أساس كل شئ في الاسلام
ثانيا :- قد قسم العلماء الحب الى ثلاثة أقسام
1:- حب الله تعالى وهو يسمى عبادة
2:- حب الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يسمى أقتداء
3:- حب الناس وهو يسمى الحب في الله وأيضا حب لأخيك ما تحب لنفسك
وسوف نتحدث بموجز عن كل منهم
أولا :- حب الله تعالى
قال سبحانه وتعالى :-
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }البقرة165
وقال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي :-
لا يجتمع حبي وحب الدنيا في قلب
ومن هنا نقول أن كل امرآ يقول أن حب العبد لله تعالى أمر مفروغ منه ولكن هل رأيت حبيب يعصي محبوبه ؟
فبما انك تحب الله تعالى فلابد ان تأتي ما امرك به وان تبتعد عن ما نهاك عنه ..
بما انك تحب الله تعالى فلابد أن تثبت ذلك قولا وفعلا وعملا
ان تحب ما يحبه الله تعالى وان تكره ما يكرهه الله تعالى
من يريد محبة الله تعالى ؟
لا شك أن كل مسلم في هذه الحياة يتمنى محبة الله جل وعلا له ويطمع إلى أن يكون أحد المقربين من الله والنصوص في القرآن والسنة الدالة على محبة الله لعباده المؤمنين كثيرة جدا منها قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين . "
ومن الضروري لكل من طلب محبة الله جل وعلا أن يعرف معنى هذه المحبة وما يترتب عليها وبعض العلامات الدالة عليها وهذا ما يعرضه لنا الإمام أبو حامد الغزالي (رحمه الله في كتابه إحياء علوم الدين) فيقول:
إن شواهد القرآن متظاهرة على أن الله تعالى يحب عبده، فلابد من معرفة معنى ذلك، فقد قال تعالى: "يحبهم ويحبونه" وقال: "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً" وقال: "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"
وقال العلماء: إن محبة الله تعالى لعبده هي إرادته الخير له وهدايته وإنعامه عليه ورحمته.
وقد روى مسلم عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، قال : فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، قال: فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض"
وجاء في صحيح مسلم أن سهيل بن أبي صالح قال: كنا بعرفة فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرون إليه فقلت لأبي: يا أبت إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز قال: وما ذاك . قلت: لما له من الحب في قلوب الناس، فقال: بأبيك أنت سمعت أبا هريرة يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا …. ثم ذكر الحديث السابق.
وأخص علامات حب الله لعبده أن يتولى الله تعالى أمره: ظاهره وباطنه، سره وجهره، فيكون هو المشير عليه، والمدبر لأمره والمزين لأخلاقه، والمستعمل لجوارحه، والمسدد لظاهره وباطنه، والمؤنس له بلذة المناجاة في خلواته، والكاشف له عن الحجب بينه وبين معرفته.
وقد روى أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أم سلمة- رضي الله عنها- "إذا أحب الله عبداً جعل له واعظاً من نفسه، وزاجراً من قلبه، يأمره وينهاه".
ومن علامات حب الله تعالى لعبده أن يضع له القبول والحب من أهل السماء وأهل الأرض- كما مر في الحديث الذي رواه مسلم- فيكرمونه وترتفع منزلته عندهم، كما صنع الله تعالى مع موسى عليه السلام حيث جعل عدوه يحبه، فقال تعالى ممتناً على موسى: "وألقيت عليك محبة مني"
فهذا وأمثاله هو علامة حب الله تعالى للعبد.
ثانيا :- حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال تعالى :- {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
الرسول صلى الله عليه وسلم له اولوية التشريع واولوية التطبيق فما من شئ امرك به فخذه وما نهاك عنه فانتهي ..
ولتعلم ان طاعة الرسول من طاعة الله سبحانه وتعالى ...
يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فيقول وددت لو لأني رأيت أحبابي قالوا يا رسول الله ألسنا أحبابك قال أنتم أصحابي أحبابي يأتون بعدي آمنوا ولم يروني .
تخيل .. بل تأمل .. النبي صلى الله عليه وسلم يحبك أنت ويشتاق لك .
و في كتاب (أساليب الرسول التربوية) للأستاذ/ نجيب خالد العامر- وهو كتاب قيم – يذكر:
(1) نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله تبارك وتعالى الذي خلقنا قد اصطفاه من بين الناس لتأدية هذه الرسالة، فيجب أن تعلم بأن الله اختار خَيْرَ الأخيار؛ لأنه – سبحانه - أعلم بمن يعطيه أمانة الرسالة، وما دام الله اصطفاه من بين الناس لهذه المهمة العظيمة، فنحن أيضًا نصطفي محبته من بين الناس أجمعين.
(2) يرسخ حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوسنا عندما نعلم بأنه أثناء نشر دعوته لاقى الصعاب، وما من باب إلا وطرقه الكفار جاهدين لكي يُثْنُوه عن تبليغ الرسالة، فقد أرادوا فتنته، بإعطائه المال حتى يكون أكثرهم مالاً، وأرادوا فتنته عن طريق تزويجه أجمل نساء العرب، وأرادوا فتنته بأن يجعلوه سيدًا عليهم ففشلوا فشلاً ذريعًا، ثم استخدموا أسلوبًا آخر وهو التعذيب الجسدي والمعنوي، ففي الطائف أمروا صبيانهم وعبيدهم برميه بالحجارة، فرَمَوْه وأَدْمَوا قدمه فسالت منها الدماء، وفي غزوة أحد شقت شفته وسقطت رباعيته، وعندما كان في مكة وضعوا على ظهره رَوَثَ جزور.. فجميع تلك الفتن لم تثنه قِيد أُنْمُلَة عن مواصلة دعوته الربانية، وجميع تلك الفتن واجهها مستعصمًا بالله تعالى ومتوكلاً عليه، وعندما ندرك بأن الرسالة الإسلامية لم تأتنا على طبق من ذهب إنما عانى صاحبها أشد المعاناة الجسدية والنفسية، فأوصلها إلينا كاملة كما أنزلها إليه رب العالمين؛ فلذلك لا يَسَع قلوبنا ونفوسنا إلا أن تقترب مشوقة لمحبة خير خلق الله الصابر المحتسب محمد صلى الله عليه وسلم.
(3) حب رسول الله درجة من درجات حب الله لنا، قال – تعالى - على لسان نبيه الكريم: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللهُ…)(1)، والاتباع مقرون بمحبة المتبوع، وعندما نحب المتبوع (محمدًا صلى الله عليه وسلم)، فإننا ننال بإذن الله تعالى محبة خالق الأكوان رب العالمين، وهذه درجة عظيمة يتمنى أن ينالها كل مسلم.
(4) نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكمال خُلُقِه، فقد وصفه رب الأرباب قائلاً عنه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيْم)(2)، فإذا الثناء على عظمة الخُلُق جاء من الخالق لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، أفلا يكون ذلك تشريفًا لنا أن نَنْهَلَ من محبة صاحب الخلق العظيم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
(5) يجب أن نحب من يُحِبُّنا، ونُقَرِّب قلوبنا ممن يقترب منا، فهو عليه الصلاة والسلام يحبنا حبًّا عظيمًا، فقد سأل الله تعالى أن يخفف عن أمته الصلاة وذلك في حادثة الإسراء والمعراج، وادخر دعوته لأمته لكي يشفع لها يوم القيامة، وما من باب خير إلا ودعانا إليه لنناله، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفِرْدَوْسُ أعلى الجنة وأوسطها وفوقه عرش الرحمن، ومنه تتفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفِرْدَوْسَ الأعلى"(3)، ويوم القيامة عندما يرى من أمته من يُعذَّبون فيقول عليه الصلاة والسلام: "أُمَّتي.. أُمَّتي".
لهذا تعتز نفس قائلة: اللهم اشهد أني أُحِبُّكَ وأحب نبيك ورسولك محمدًا صلى الله عليه وسلم.
(6) حبنا له كامن في قلوبنا؛ لأنه جَسَّد حياتنا بالمثل الأعلى، فهو مثلنا الأعلى في التقوى والعبادة، وهو مثلنا الأعلى في المعاملات الاجتماعية من الزوجة إلى الأولاد إلى الأرحام إلى المجتمع الإسلامي، وهو مثلنا الأعلى في الأخلاق الفاضلة، ومثلنا الأعلى في الدعوة إلى الله تعالى، فهو كالنور الذي نهتدي به في طريقنا المظلم.
(7) عندما نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإننا ننال ثمارًا طيبة، فمحبته كالشجرة المثمرة، فقد أثمرت حب الله تعالى لنا، وأثمرت حب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأثمرت حب الملائكة عليهم السلام، وأثمرت حب الصحابة رضي الله عنهم وأثمرت حب زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأثمرت حب التابعين رحمهم الله، وأثمرت حب جميع المسلمين، فيالَها من محبة جَنَيْنا منها أطيب وأغلى الثمار.
(8) نحبك يا رسول الله؛ لأنك أرشدتنا إلى كيفية اتباع الأسلوب الأمثل للمواقف الثلاثة التي ما من إنسان إلا ويتوقف فيها، وتلك المواقف:
أ - موقفنا في الدنيا. ب - موقفنا في الحياة البرزخية (القبر). جـ – موقفنا في المَحْشر يوم القيامة.
ففي تلك المواقف الثلاثة التي لا بد وأننا سَنَمُرُّ فيها، نحن في أمس الحاجة إلى من يرشدنا إلى طريق النجاة الذي يرضي الله تعالى:
أ ) ففي الدنيا قال لعبد الله بن عمر: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: "مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب اَسْتَظَلَّ تحت شجرة ثم راح وتركها"[2]، فأوضح لنا عليه الصلاة والسلام أن الدنيا ليست غاية يلهث وراءها المسلم، إنما هي وسيلة لنيل رضا الله تعالى.
ب) وفي القبر أخبر عليه الصلاة والسلام أن هناك منكرًا ونكيرًا، يسألان الإنسان عندما يوضع في القبر، والقبر إما أن يكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، كما أنه حَثَّنا على زيارة القبور قائلاً بأنها تذكرنا بالآخرة، وعندما يخبرنا عليه الصلاة والسلام بما يدور في القبر، فإن قلوبنا تتهيأ للاستعداد لذلك اليوم.
جـ) موقفنا في المحشر يوم القيامة: بَيَّن لنا عليه الصلاة والسلام أن الناس يُحْشَرون حُفاة عُراة غُرْلاً (غير مختونين) على أرض بيضاء، والكل فَزِعٌ، خائف، والناس في اضطراب، ثم أوضح لنا عليه الصلاة والسلام أن الشمس تنزل حتى تصل على ارتفاع ميل، وقد وصف الله ذلك اليوم بأنه بمقدار ألف سنة، وأخبر الصادق المصدوق أن هناك زمرة من المؤمنين يُظِلُّهُم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم الحاكم العادل، والرجل الذي ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، والمتزاورون في الله والمتحابون في الله تعالى.
فقد جَسَّد لنا عليه الصلاة والسلام تلك المواقف الثلاثة (الدنيا، القبر، المحشر) حتى نكون على بصيرة لاجتيازها مُؤمِّلاً لنا عليه الصلاة والسلام أن ننال الجنة وننجو من النار، ونظرًا لذلك كله، ألا يكون هذا داعيًا لنا بأن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من والدنا وولدنا والناس أجمعين ؟!
ثانيًا: كيف نغرس حب الرسول
(1) اتخاذه القدوة الأولى للأطفال، وتعميق حبه في نفوسهم.
(2) بأسلوب مناسب لقدرات الأطفال نبين لهم فضل النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة الإسلامية.
(3) باستخدام الإثارة المُشَوِّقَة والمُحَبَّبَة للنفوس نَقُصُّ عليهم سيرته العطرة.
(4) نُعَلِّمُهُم الصلاة على النبي (يقولون صلى الله عليه وسلم) عندما يسمعون اسمه عليه الصلاة والسلام.
(5) نُربيهم على السلوكيات التي كان يتمثل بها عليه الصلاة والسلام، كطَلاقَة الوجه والسماحة وإلقاء السلام وحب المساكين وطاعة الوالدين والإنفاق في سبيل الله...
(6) تحفيظهم الأدعية اليومية التي كان يدعو بها عليه الصلاة والسلام، وذلك باستخدام أسلوب التدرج في التعليم، ومن أمثلة أدعيته اليومية، دعاء الاستيقاظ من النوم والدعاء عند الانتهاء من الأكل، ودعاء الخروج من المنزل...
(7) توجيههم ومتابعتهم نحو حفظ أحاديثه الشريفة، وليكن لكل أسبوع حديث واحد على الأقل، وتلك الأحاديث تكون قصيرة ومناسِبة لقدراتهم الذهنية والاستيعابية، ومثال ذلك:
قوله صلى الله عليه وسلم
"أفضل الإيمان الصبر والسماحة"
"مَنْ صَمَتَ نجا"
"أَفْضَلُ العبادة الدُّعاء"
ثالثا :- حب الناس في الله تعالى
أولا :- قال صلى الله عليه وسلم :- لا يؤمن احدكم ( اى لا يكتمل أيمان احدكم والله اعلم ) حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ...
ثانيا :- الحب في الله تعالى عبادة ...
عن أبي أمامة رضي الله عنه « من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان » . رواه أبو داود .
* بل هي أوثق عرى الإيمان : عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا ً : « أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله » . رواه الطبراني وحسنه الأرناؤط .
* وهي طريق إلى الجنة : روى مسلم من حديث أبي هريرة « والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم » .
للمحبة في الله شروط منها :
1 ـ أن تكون لله ، فكل عمل لغير الله لا يقبله الله ، ومعنى كونها لله أنها لا تتأثر ببياض أو سواد أو حزب أو جماعة أو بلد أو عرق بل هي لله وحده لا شريك له .
2 ـ أن تكون على الطاعة ، فالحب في الله طاعة لله ، فهل تستغل طاعة الله لشيء محرم ؟ ! .
3 ـ أن تشتمل على التناصح ، فالمؤمن ناصح للمؤمنين أجمعين ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم من حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه : « الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة » .
للمحبة في الله واجبات منها :
1 ـ إخبار من يحب .
فعن المقداد بن معدِيكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه » . رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن .
2 ـ أن تحب له ما تحب لنفسك ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه : « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » .
3 ـ الهدية ... في سنن البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « تهادوا تحابوا » .
4 ـ إفشاء السلام ... في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم » .
5 ـ البذل والتزاور .... والمقصود البذل بمعناه الواسع بذل من الوقت والجهد والعلم والمال .
هذا وان كان توفيق فمن الله تعالى وان كان به خطأ او نسيان وهو وارد لا محالة فهو مني ومن الشيطان والله تعالى ورسوله منه بُراء
في حفظ الله تعالى
كيف حالكم اخواني وأخواتي ؟ ان شاء الله تعالى تكونوا بخير
اما بعد :-
الحب !!! ما هو الحب ؟ وهل هناك شئ أسمه الحب في الاسلام ؟
هيا بنا نتكلم على الحب ...
الحب الحقيقي ...
أولا :- وقبل كل شئ اود أن أقول ان الحب هو أساس كل شئ في الاسلام
ثانيا :- قد قسم العلماء الحب الى ثلاثة أقسام
1:- حب الله تعالى وهو يسمى عبادة
2:- حب الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يسمى أقتداء
3:- حب الناس وهو يسمى الحب في الله وأيضا حب لأخيك ما تحب لنفسك
وسوف نتحدث بموجز عن كل منهم
أولا :- حب الله تعالى
قال سبحانه وتعالى :-
{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ }البقرة165
وقال سبحانه وتعالى في الحديث القدسي :-
لا يجتمع حبي وحب الدنيا في قلب
ومن هنا نقول أن كل امرآ يقول أن حب العبد لله تعالى أمر مفروغ منه ولكن هل رأيت حبيب يعصي محبوبه ؟
فبما انك تحب الله تعالى فلابد ان تأتي ما امرك به وان تبتعد عن ما نهاك عنه ..
بما انك تحب الله تعالى فلابد أن تثبت ذلك قولا وفعلا وعملا
ان تحب ما يحبه الله تعالى وان تكره ما يكرهه الله تعالى
من يريد محبة الله تعالى ؟
لا شك أن كل مسلم في هذه الحياة يتمنى محبة الله جل وعلا له ويطمع إلى أن يكون أحد المقربين من الله والنصوص في القرآن والسنة الدالة على محبة الله لعباده المؤمنين كثيرة جدا منها قوله تعالى "يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين . "
ومن الضروري لكل من طلب محبة الله جل وعلا أن يعرف معنى هذه المحبة وما يترتب عليها وبعض العلامات الدالة عليها وهذا ما يعرضه لنا الإمام أبو حامد الغزالي (رحمه الله في كتابه إحياء علوم الدين) فيقول:
إن شواهد القرآن متظاهرة على أن الله تعالى يحب عبده، فلابد من معرفة معنى ذلك، فقد قال تعالى: "يحبهم ويحبونه" وقال: "إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله صفاً" وقال: "إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين"
وقال العلماء: إن محبة الله تعالى لعبده هي إرادته الخير له وهدايته وإنعامه عليه ورحمته.
وقد روى مسلم عن أبي هريرة (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله إذا أحب عبداً دعا جبريل، فقال: إني أحب فلاناً فأحبه، قال : فيحبه جبريل ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلاناً فأحبوه فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض. وإذا أبغض عبداً دعا جبريل فيقول: إني أبغض فلاناً فأبغضه قال: فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلاناً فأبغضوه، قال: فيبغضونه ثم يوضع له البغضاء في الأرض"
وجاء في صحيح مسلم أن سهيل بن أبي صالح قال: كنا بعرفة فمر عمر بن عبد العزيز وهو على الموسم فقام الناس ينظرون إليه فقلت لأبي: يا أبت إني أرى الله يحب عمر بن عبد العزيز قال: وما ذاك . قلت: لما له من الحب في قلوب الناس، فقال: بأبيك أنت سمعت أبا هريرة يتحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بكذا …. ثم ذكر الحديث السابق.
وأخص علامات حب الله لعبده أن يتولى الله تعالى أمره: ظاهره وباطنه، سره وجهره، فيكون هو المشير عليه، والمدبر لأمره والمزين لأخلاقه، والمستعمل لجوارحه، والمسدد لظاهره وباطنه، والمؤنس له بلذة المناجاة في خلواته، والكاشف له عن الحجب بينه وبين معرفته.
وقد روى أبو منصور الديلمي في مسند الفردوس من حديث أم سلمة- رضي الله عنها- "إذا أحب الله عبداً جعل له واعظاً من نفسه، وزاجراً من قلبه، يأمره وينهاه".
ومن علامات حب الله تعالى لعبده أن يضع له القبول والحب من أهل السماء وأهل الأرض- كما مر في الحديث الذي رواه مسلم- فيكرمونه وترتفع منزلته عندهم، كما صنع الله تعالى مع موسى عليه السلام حيث جعل عدوه يحبه، فقال تعالى ممتناً على موسى: "وألقيت عليك محبة مني"
فهذا وأمثاله هو علامة حب الله تعالى للعبد.
ثانيا :- حب رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال تعالى :- {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً }الأحزاب36
الرسول صلى الله عليه وسلم له اولوية التشريع واولوية التطبيق فما من شئ امرك به فخذه وما نهاك عنه فانتهي ..
ولتعلم ان طاعة الرسول من طاعة الله سبحانه وتعالى ...
يجلس النبي صلى الله عليه وسلم مع أصحابه فيقول وددت لو لأني رأيت أحبابي قالوا يا رسول الله ألسنا أحبابك قال أنتم أصحابي أحبابي يأتون بعدي آمنوا ولم يروني .
تخيل .. بل تأمل .. النبي صلى الله عليه وسلم يحبك أنت ويشتاق لك .
و في كتاب (أساليب الرسول التربوية) للأستاذ/ نجيب خالد العامر- وهو كتاب قيم – يذكر:
(1) نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله تبارك وتعالى الذي خلقنا قد اصطفاه من بين الناس لتأدية هذه الرسالة، فيجب أن تعلم بأن الله اختار خَيْرَ الأخيار؛ لأنه – سبحانه - أعلم بمن يعطيه أمانة الرسالة، وما دام الله اصطفاه من بين الناس لهذه المهمة العظيمة، فنحن أيضًا نصطفي محبته من بين الناس أجمعين.
(2) يرسخ حب رسول الله صلى الله عليه وسلم في نفوسنا عندما نعلم بأنه أثناء نشر دعوته لاقى الصعاب، وما من باب إلا وطرقه الكفار جاهدين لكي يُثْنُوه عن تبليغ الرسالة، فقد أرادوا فتنته، بإعطائه المال حتى يكون أكثرهم مالاً، وأرادوا فتنته عن طريق تزويجه أجمل نساء العرب، وأرادوا فتنته بأن يجعلوه سيدًا عليهم ففشلوا فشلاً ذريعًا، ثم استخدموا أسلوبًا آخر وهو التعذيب الجسدي والمعنوي، ففي الطائف أمروا صبيانهم وعبيدهم برميه بالحجارة، فرَمَوْه وأَدْمَوا قدمه فسالت منها الدماء، وفي غزوة أحد شقت شفته وسقطت رباعيته، وعندما كان في مكة وضعوا على ظهره رَوَثَ جزور.. فجميع تلك الفتن لم تثنه قِيد أُنْمُلَة عن مواصلة دعوته الربانية، وجميع تلك الفتن واجهها مستعصمًا بالله تعالى ومتوكلاً عليه، وعندما ندرك بأن الرسالة الإسلامية لم تأتنا على طبق من ذهب إنما عانى صاحبها أشد المعاناة الجسدية والنفسية، فأوصلها إلينا كاملة كما أنزلها إليه رب العالمين؛ فلذلك لا يَسَع قلوبنا ونفوسنا إلا أن تقترب مشوقة لمحبة خير خلق الله الصابر المحتسب محمد صلى الله عليه وسلم.
(3) حب رسول الله درجة من درجات حب الله لنا، قال – تعالى - على لسان نبيه الكريم: (قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّوْنَ اللهَ فَاتَّبِعُوْنِيْ يُحْبِبْكُمُ اللهُ…)(1)، والاتباع مقرون بمحبة المتبوع، وعندما نحب المتبوع (محمدًا صلى الله عليه وسلم)، فإننا ننال بإذن الله تعالى محبة خالق الأكوان رب العالمين، وهذه درجة عظيمة يتمنى أن ينالها كل مسلم.
(4) نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لكمال خُلُقِه، فقد وصفه رب الأرباب قائلاً عنه: (وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيْم)(2)، فإذا الثناء على عظمة الخُلُق جاء من الخالق لحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم، أفلا يكون ذلك تشريفًا لنا أن نَنْهَلَ من محبة صاحب الخلق العظيم محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والسلام.
(5) يجب أن نحب من يُحِبُّنا، ونُقَرِّب قلوبنا ممن يقترب منا، فهو عليه الصلاة والسلام يحبنا حبًّا عظيمًا، فقد سأل الله تعالى أن يخفف عن أمته الصلاة وذلك في حادثة الإسراء والمعراج، وادخر دعوته لأمته لكي يشفع لها يوم القيامة، وما من باب خير إلا ودعانا إليه لنناله، فقد قال عليه الصلاة والسلام: "الجنة مائة درجة، ما بين كل درجتين كما بين السماء والأرض، والفِرْدَوْسُ أعلى الجنة وأوسطها وفوقه عرش الرحمن، ومنه تتفجر أنهار الجنة، فإذا سألتم الله فاسألوه الفِرْدَوْسَ الأعلى"(3)، ويوم القيامة عندما يرى من أمته من يُعذَّبون فيقول عليه الصلاة والسلام: "أُمَّتي.. أُمَّتي".
لهذا تعتز نفس قائلة: اللهم اشهد أني أُحِبُّكَ وأحب نبيك ورسولك محمدًا صلى الله عليه وسلم.
(6) حبنا له كامن في قلوبنا؛ لأنه جَسَّد حياتنا بالمثل الأعلى، فهو مثلنا الأعلى في التقوى والعبادة، وهو مثلنا الأعلى في المعاملات الاجتماعية من الزوجة إلى الأولاد إلى الأرحام إلى المجتمع الإسلامي، وهو مثلنا الأعلى في الأخلاق الفاضلة، ومثلنا الأعلى في الدعوة إلى الله تعالى، فهو كالنور الذي نهتدي به في طريقنا المظلم.
(7) عندما نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فإننا ننال ثمارًا طيبة، فمحبته كالشجرة المثمرة، فقد أثمرت حب الله تعالى لنا، وأثمرت حب الأنبياء عليهم الصلاة والسلام وأثمرت حب الملائكة عليهم السلام، وأثمرت حب الصحابة رضي الله عنهم وأثمرت حب زوجاته أمهات المؤمنين رضي الله عنهن وأثمرت حب التابعين رحمهم الله، وأثمرت حب جميع المسلمين، فيالَها من محبة جَنَيْنا منها أطيب وأغلى الثمار.
(8) نحبك يا رسول الله؛ لأنك أرشدتنا إلى كيفية اتباع الأسلوب الأمثل للمواقف الثلاثة التي ما من إنسان إلا ويتوقف فيها، وتلك المواقف:
أ - موقفنا في الدنيا. ب - موقفنا في الحياة البرزخية (القبر). جـ – موقفنا في المَحْشر يوم القيامة.
ففي تلك المواقف الثلاثة التي لا بد وأننا سَنَمُرُّ فيها، نحن في أمس الحاجة إلى من يرشدنا إلى طريق النجاة الذي يرضي الله تعالى:
أ ) ففي الدنيا قال لعبد الله بن عمر: "كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل"([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: "مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب اَسْتَظَلَّ تحت شجرة ثم راح وتركها"[2]، فأوضح لنا عليه الصلاة والسلام أن الدنيا ليست غاية يلهث وراءها المسلم، إنما هي وسيلة لنيل رضا الله تعالى.
ب) وفي القبر أخبر عليه الصلاة والسلام أن هناك منكرًا ونكيرًا، يسألان الإنسان عندما يوضع في القبر، والقبر إما أن يكون روضة من رياض الجنة أو حفرة من حفر النار، كما أنه حَثَّنا على زيارة القبور قائلاً بأنها تذكرنا بالآخرة، وعندما يخبرنا عليه الصلاة والسلام بما يدور في القبر، فإن قلوبنا تتهيأ للاستعداد لذلك اليوم.
جـ) موقفنا في المحشر يوم القيامة: بَيَّن لنا عليه الصلاة والسلام أن الناس يُحْشَرون حُفاة عُراة غُرْلاً (غير مختونين) على أرض بيضاء، والكل فَزِعٌ، خائف، والناس في اضطراب، ثم أوضح لنا عليه الصلاة والسلام أن الشمس تنزل حتى تصل على ارتفاع ميل، وقد وصف الله ذلك اليوم بأنه بمقدار ألف سنة، وأخبر الصادق المصدوق أن هناك زمرة من المؤمنين يُظِلُّهُم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، منهم الحاكم العادل، والرجل الذي ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه، والمتزاورون في الله والمتحابون في الله تعالى.
فقد جَسَّد لنا عليه الصلاة والسلام تلك المواقف الثلاثة (الدنيا، القبر، المحشر) حتى نكون على بصيرة لاجتيازها مُؤمِّلاً لنا عليه الصلاة والسلام أن ننال الجنة وننجو من النار، ونظرًا لذلك كله، ألا يكون هذا داعيًا لنا بأن نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من والدنا وولدنا والناس أجمعين ؟!
ثانيًا: كيف نغرس حب الرسول
(1) اتخاذه القدوة الأولى للأطفال، وتعميق حبه في نفوسهم.
(2) بأسلوب مناسب لقدرات الأطفال نبين لهم فضل النبي صلى الله عليه وسلم على الأمة الإسلامية.
(3) باستخدام الإثارة المُشَوِّقَة والمُحَبَّبَة للنفوس نَقُصُّ عليهم سيرته العطرة.
(4) نُعَلِّمُهُم الصلاة على النبي (يقولون صلى الله عليه وسلم) عندما يسمعون اسمه عليه الصلاة والسلام.
(5) نُربيهم على السلوكيات التي كان يتمثل بها عليه الصلاة والسلام، كطَلاقَة الوجه والسماحة وإلقاء السلام وحب المساكين وطاعة الوالدين والإنفاق في سبيل الله...
(6) تحفيظهم الأدعية اليومية التي كان يدعو بها عليه الصلاة والسلام، وذلك باستخدام أسلوب التدرج في التعليم، ومن أمثلة أدعيته اليومية، دعاء الاستيقاظ من النوم والدعاء عند الانتهاء من الأكل، ودعاء الخروج من المنزل...
(7) توجيههم ومتابعتهم نحو حفظ أحاديثه الشريفة، وليكن لكل أسبوع حديث واحد على الأقل، وتلك الأحاديث تكون قصيرة ومناسِبة لقدراتهم الذهنية والاستيعابية، ومثال ذلك:
قوله صلى الله عليه وسلم
"أفضل الإيمان الصبر والسماحة"
"مَنْ صَمَتَ نجا"
"أَفْضَلُ العبادة الدُّعاء"
ثالثا :- حب الناس في الله تعالى
أولا :- قال صلى الله عليه وسلم :- لا يؤمن احدكم ( اى لا يكتمل أيمان احدكم والله اعلم ) حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه ...
ثانيا :- الحب في الله تعالى عبادة ...
عن أبي أمامة رضي الله عنه « من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان » . رواه أبو داود .
* بل هي أوثق عرى الإيمان : عن ابن عباس رضي الله عنه مرفوعا ً : « أوثق عرى الإيمان الموالاة في الله والمعاداة في الله والحب في الله والبغض في الله » . رواه الطبراني وحسنه الأرناؤط .
* وهي طريق إلى الجنة : روى مسلم من حديث أبي هريرة « والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم » .
للمحبة في الله شروط منها :
1 ـ أن تكون لله ، فكل عمل لغير الله لا يقبله الله ، ومعنى كونها لله أنها لا تتأثر ببياض أو سواد أو حزب أو جماعة أو بلد أو عرق بل هي لله وحده لا شريك له .
2 ـ أن تكون على الطاعة ، فالحب في الله طاعة لله ، فهل تستغل طاعة الله لشيء محرم ؟ ! .
3 ـ أن تشتمل على التناصح ، فالمؤمن ناصح للمؤمنين أجمعين ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول كما في صحيح مسلم من حديث أبي رقية تميم بن أوس الداري رضي الله عنه : « الدين النصيحة الدين النصيحة الدين النصيحة » .
للمحبة في الله واجبات منها :
1 ـ إخبار من يحب .
فعن المقداد بن معدِيكرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه » . رواه أبو داود والترمذي وقال حديث حسن .
2 ـ أن تحب له ما تحب لنفسك ، عن أنس بن مالك رضي الله عنه : « لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه » .
3 ـ الهدية ... في سنن البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « تهادوا تحابوا » .
4 ـ إفشاء السلام ... في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ولا تؤمنوا حتى تحابوا أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم أفشوا السلام بينكم » .
5 ـ البذل والتزاور .... والمقصود البذل بمعناه الواسع بذل من الوقت والجهد والعلم والمال .
هذا وان كان توفيق فمن الله تعالى وان كان به خطأ او نسيان وهو وارد لا محالة فهو مني ومن الشيطان والله تعالى ورسوله منه بُراء
في حفظ الله تعالى
اخوكم سامح