نحن اسرة مكونة من اب فاضل وام رائعة ليس لها مثيل وخمس بنات وما جعلنا مختلفين عن اي اسرة أخري هو قلب والدي, فعلي الرغم من أنه كان مريضا وضعيفا صحيا بعد ان اصيب بمرض بالقلب إلا انه كان حنونا جدا علينا بدرجة لاتوصف, وكثيرا ما تحامل علي مرضه وواصل ليله بنهاره حتي يوفر لنا مستوي معيشيا متوسطا, والحقيقة اننا لم نجد انفسنا في حاجة إلي اي شيء ولم ننظر ابدا إلي ما في أيدي غيرنا, وكانت الفاجعة اننا جميعا اصبنا بنفس الخلل في القلب وضيق الصمامات الذي سبب لنا حمي روماتيزمية وقد دللتنا والدتنا كثيرا وخافت علينا من القيام بأي مجهود حتي لاتتأثر قلوبنا الضعيفة من الأعمال المنزلية, فتولت اعمال المنزل وحدها دون مساعدة من احد منا, ومرت بنا الايام سريعا وتناسينا العلة التي اصابتنا وحافظنا علي قلوبنا الضعيفة بالادوية والمسكنات التي كان الاطباء يكتبونها لنا, وكنا نسمع مع همس من حولنا ان ايامنا في الدنيا معدودة, ولكننا كنا نحيا بأمل الغد, حتي بعد وفاة والدي فقد كانت كلماته تدق في اذاننا كالاجراس كلما اقبل شبح التفكير في المرض, وكانت عباراته عن الابتلاء والقدر والنصيب اكبر علاج لقلوبنا الضعيفة,
حتي وصلت انا وشقي قاتي إلي سن الزواج, وحسبنا أننا لن نتزوج كباقي الفتيات عندما يعلم من يتقدمون لنا باننا مصابات بمرض وراثي في القلب اذ لن تكون لنا حياة طبيعية كباقي البنات وبالتالي نحن بنات غير مرغوب فيهن من اي شاب, لكن الله قادر علي كل شيء فلقد تحولت كلمات والدي عن النصيب إلي حقائق ملموسة, فبرغم معرفة من تقدموا لشقيقاتي بحقيقة مرضنا إلا انهم اصروا علي اتمام زيجاتهم وتزوجنا جميعنا, وكنا متيقنات من ان الله قد وهبنا الحياة حتي نتزوج وكلما تقدمت بنا السن زادت متاعب القلب وزاد العلاج, ولكن حدثت المفاجآت وعادت كلمات والدي عن القدر تثبت صحتها هي الأخري, فقد توفي اثنان من ازواج شقيقاتي برغم انهما لم يشكوا من اي مرض وهكذا ترملت شقيقتان لي.
اما انا فقد كنت اخر من تزوج فيهن, ورحلت من بيت والدتي الي بيت زوجي الذي كان يعلم حقيقة مرضي ولم يعترض وفرح بي كثيرا, ولكن الفرحة لم تدم طويلا اذ لم انجب له الابناء الذين كان يحلم بهم كما انني اصبحت عبئا ماديا عليه بعد ان اصبت بتليف في شبكية احدي عيني واجرت لي عمليات جراحية فيها واصبحت لا اري سوي بعين واحدة علاوة علي انني لم اكن اقوي علي تنظيف البيت باستمرار خصوصا عندما كانت تهاجمني النوبات القلبية, فأصبحت من وجهة نظر اهله عالة عليه وامام ضغطهم عليه لكي يتخلص مني طلقني زوجي ولم اعتب علي قراره تعاطفا معه, فظروفي كانت اكبر من ان يتحملها هو أو أي شخص غيره, فزمن الملائكة قد انتهي وعدت الي منزل والدتي بعد طلاقي وبرغم كبر سنها فإنها قامت بخدمتي وكان معاشها هو الدخل الوحيد لي ولها,
فمنه اقوم بصرف العلاج ولوازم البيت, وكنت مطمئنة من غدر الايام في حضن والدتي حتي رحلت هي الاخري منذ اربع سنوات ولم يعد لي احد في الدنيا فشقيقتاي الارملتان تعانيان ظروفا اكثر من سيئة وترعيان بالكاد ابناءهما وشقيقتاي المتزوجتان لديهما احساس بانهما عالة علي زوجيهما مثلما كنت اشعر تماما وتحاولان بشتي الطرق إرضاءهما وأنني لا اتقاضي سوي سبعين جنيها كمعاش ضمان من الدولة وهو لا يكفي ثمن ادوية القلب ولاحتي ادوية العين او نصف مصروفات المنزل, كما بدأت العدسة التي زرعتها منذ سنوات في عيني تضعف واصبحت لا اري اي شيء سوي بصعوبة بالغة.. انني انتظر معجزة من التي كان والدي يتحدث عنها لكي تنتشلني مما انا فيه فهل سأجدها ام ان زمن المعجزات قد انتهي ؟
** اصبري ياسيدتي لحكم من لاتجدين معولا الا عليه ولاملجأ الا اليه, فعن جرير بن عبدالله البجلي قال أصبت بمصيبة فما وقع بقلبي شيء مما كنت قد عرفت به حتي دخل علي بعض الاصحاب فقالوا: أنظر ماكنت تعزي به الناس فعز به نفسك واحتسب.
فكل مامر بك وباسرتك هو اختبار من الله وسوف يكون جزاؤك عظيما عنده عز وجل, واذا كان زوجك قد غدر بك وانهي حياته الزوجية معك فان القدر يخفي لك ما لم تكوني تعلمين به وانني دائما اري ان الاختيار الالهي للانسان يكون هو الافضل له مهما مرت السنوات, وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالي وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي ان تحبوا شيئا وهو شر لكم.. فاصبري ياسيدتي واحتسبي ما انت فيه عند الله وسوف تتفتح لك الدنيا وستجدين من يذلل لك الصعاب ويشاركك همومك وانني مع يقين من ان فرج الله قريب.
حتي وصلت انا وشقي قاتي إلي سن الزواج, وحسبنا أننا لن نتزوج كباقي الفتيات عندما يعلم من يتقدمون لنا باننا مصابات بمرض وراثي في القلب اذ لن تكون لنا حياة طبيعية كباقي البنات وبالتالي نحن بنات غير مرغوب فيهن من اي شاب, لكن الله قادر علي كل شيء فلقد تحولت كلمات والدي عن النصيب إلي حقائق ملموسة, فبرغم معرفة من تقدموا لشقيقاتي بحقيقة مرضنا إلا انهم اصروا علي اتمام زيجاتهم وتزوجنا جميعنا, وكنا متيقنات من ان الله قد وهبنا الحياة حتي نتزوج وكلما تقدمت بنا السن زادت متاعب القلب وزاد العلاج, ولكن حدثت المفاجآت وعادت كلمات والدي عن القدر تثبت صحتها هي الأخري, فقد توفي اثنان من ازواج شقيقاتي برغم انهما لم يشكوا من اي مرض وهكذا ترملت شقيقتان لي.
اما انا فقد كنت اخر من تزوج فيهن, ورحلت من بيت والدتي الي بيت زوجي الذي كان يعلم حقيقة مرضي ولم يعترض وفرح بي كثيرا, ولكن الفرحة لم تدم طويلا اذ لم انجب له الابناء الذين كان يحلم بهم كما انني اصبحت عبئا ماديا عليه بعد ان اصبت بتليف في شبكية احدي عيني واجرت لي عمليات جراحية فيها واصبحت لا اري سوي بعين واحدة علاوة علي انني لم اكن اقوي علي تنظيف البيت باستمرار خصوصا عندما كانت تهاجمني النوبات القلبية, فأصبحت من وجهة نظر اهله عالة عليه وامام ضغطهم عليه لكي يتخلص مني طلقني زوجي ولم اعتب علي قراره تعاطفا معه, فظروفي كانت اكبر من ان يتحملها هو أو أي شخص غيره, فزمن الملائكة قد انتهي وعدت الي منزل والدتي بعد طلاقي وبرغم كبر سنها فإنها قامت بخدمتي وكان معاشها هو الدخل الوحيد لي ولها,
فمنه اقوم بصرف العلاج ولوازم البيت, وكنت مطمئنة من غدر الايام في حضن والدتي حتي رحلت هي الاخري منذ اربع سنوات ولم يعد لي احد في الدنيا فشقيقتاي الارملتان تعانيان ظروفا اكثر من سيئة وترعيان بالكاد ابناءهما وشقيقتاي المتزوجتان لديهما احساس بانهما عالة علي زوجيهما مثلما كنت اشعر تماما وتحاولان بشتي الطرق إرضاءهما وأنني لا اتقاضي سوي سبعين جنيها كمعاش ضمان من الدولة وهو لا يكفي ثمن ادوية القلب ولاحتي ادوية العين او نصف مصروفات المنزل, كما بدأت العدسة التي زرعتها منذ سنوات في عيني تضعف واصبحت لا اري اي شيء سوي بصعوبة بالغة.. انني انتظر معجزة من التي كان والدي يتحدث عنها لكي تنتشلني مما انا فيه فهل سأجدها ام ان زمن المعجزات قد انتهي ؟
** اصبري ياسيدتي لحكم من لاتجدين معولا الا عليه ولاملجأ الا اليه, فعن جرير بن عبدالله البجلي قال أصبت بمصيبة فما وقع بقلبي شيء مما كنت قد عرفت به حتي دخل علي بعض الاصحاب فقالوا: أنظر ماكنت تعزي به الناس فعز به نفسك واحتسب.
فكل مامر بك وباسرتك هو اختبار من الله وسوف يكون جزاؤك عظيما عنده عز وجل, واذا كان زوجك قد غدر بك وانهي حياته الزوجية معك فان القدر يخفي لك ما لم تكوني تعلمين به وانني دائما اري ان الاختيار الالهي للانسان يكون هو الافضل له مهما مرت السنوات, وفي ذلك يقول الحق تبارك وتعالي وعسي ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي ان تحبوا شيئا وهو شر لكم.. فاصبري ياسيدتي واحتسبي ما انت فيه عند الله وسوف تتفتح لك الدنيا وستجدين من يذلل لك الصعاب ويشاركك همومك وانني مع يقين من ان فرج الله قريب.