الرئيسية
وبعد اسبوع من نشر هذه القصة حدث الاتى
[/size]
أعادت لي رسالة الأسبوع الماضي القلب الكبير ثقتي في أن مصر العظيمة ستظل شامخة, كريمة, عصية علي الانكسار أو الهزيمة, بشعبها وناسها الطيبين. ماكل هذا الخير, وهذه الشهامة والمروءة والعطاء, فقد انهمرت علي مكتبي آلاف الرسائل والمكالمات من كل صوب وحدب, من قري مصر ونجوعها, من المصريين في السعودية, الكويت, الامارات, ايطاليا, ألمانيا, استراليا, وكندا. من أطفال وشباب وشيوخ.. كل يمد يده, يفتح قلبه, يأمل في مساعدة صاحب القلب الكبير. أطفال يعرضون التبرع بمصروفهم اليومي.. خريجو جامعات يودون العمل مجانا في المصنع. فتيات يعرضن الترجمة, مهندسون يريدون اصلاح الماكينات التي احترقت, مستشارون يتولون الأمور القانونية.. أثرياء يقدمون أموالهم بنفس راضية, قرضا أو دعما.. أستاذة جامعية أرادت دفع كل ماتملك, وحتي لايكون منا أو هبة, حرصا علي مشاعر الرجل, أرادتها مشاركة تجني ثمارها بعد أن يستعيد المصنع عافيته.. سيدة فاضلة تجاوزت السبعين تعرض مجوهراتها و10آلاف جنيه وشقة مغلقة.. نفس الأمر تكرر مع كثيرين لو عددتهم أو نشرت كلماتهم الطيبة ودعمهم ومساندتهم لهذا الرجل ماكفت مساحة الجريدة مجتمعة. ولهؤلاء جميعا أقول شكرا لكم والله ماخيبت ظن مصر بكم, فأنتم أهل للخير, والخير أهل لكم, ولكني أرجو ألا ترسلوا أي مساعدات الآن لأني لم أصل لتحديد شخصية صاحب المصنع.. والتبرع في مؤسسة الأهرام يخضع لضوابط صارمة لاتسمح بتلقي أموال أو التصرف فيها إلا بعد الوصول الي الشخص المنشور عنه, ودراسة حالته والتأكد رسميا من كل ماجاء في رسالته. وعلي الصعيد الآخر, تلقيت رسالة ثانية من كاتب الرسالة الأولي, هذا الشاب المحب الأمين, وأخبرني فيها انه أخذ بالرأي الذي اقترحته عليه, والذي أيدني فيه كل أصدقاء البريد الذين ارسلوا لي, وقرر عدم السفر والبقاء بجوار هذا الرجل صاحب الفضل عليه, وأنه ماطرح سؤاله وحيرته إلا راحة لضميره وقلبه المحب لخطيبته. ايضا أصر علي عدم الكشف عن اسم صاحب المصنع احتراما لمشاعره وحساسيته. وطلب زيارتي لتدبر كيفية مساعدته, وعرض بعض الاقتراحات, وهاآنا أوجه له دعوتي للتكرم بزيارتي في مؤسسة الأهرام ظهر يوم الأحد المقبل. وأخيرا أجد من الضروري التوقف امام نقطة أراها مهمة وكاشفة.. فنحن دوما نطالب رجال الأعمال في مصر بمد أيديهم لمساعدة الفقراء والمحتاجين في هذا الوطن الذي منحهم الكثير, فليتهم يتأملون حالة صاحب القصة, فهو رجل أعمال ايضا, غرس كثيرا من محبته وعطائه في نفوس هذا الشعب, لذا فعندما ألمت به مصيبة, وجد ثمار ماغرس عطاء وكرما ومحبة.. فالعطاء لايسير ابدا في اتجاه واحد. |
[/size]
